دولي, التقارير

جزر غالاباغوس.. وجهة بيئية فريدة تغري العلماء والسياح (تقرير)

- تقع على بُعد 926 كيلومترًا عن البر الرئيسي شمالي الإكوادور، وتضم 13 جزيرة رئيسية، وتُعدّ من أبرز محميات العالم الطبيعية

Özge Elif Kızıl, Yasemin Kalyoncuoğlu, Hişam Sabanlıoğlu  | 08.04.2025 - محدث : 08.04.2025
جزر غالاباغوس.. وجهة بيئية فريدة تغري العلماء والسياح (تقرير)

Ankara

غالاباغوس/ أوزكه أليف قزل/ الأناضول

- تقع على بُعد 926 كيلومترًا عن البر الرئيسي شمالي الإكوادور، وتضم 13 جزيرة رئيسية، وتُعدّ من أبرز محميات العالم الطبيعية
- تُعد جزر غالاباغوس من أكثر المناطق نشاطًا بركانيًا في العالم وتعد منطقة جذب كبيرة لعلماء الأحياء والبيئة والسياح من أنحاء العالم
- تُعرف بأنها واحدة من أكبر وأغنى المحميات البحرية بالتنوع البيولوجي في العالم، وتضم أكثر من 2900 نوع بحري

تُدهش جزر غالاباغوس، الواقعة على بُعد 926 كيلومترًا عن سواحل البر الرئيسي لشمالي الإكوادور، علماء الأحياء والبيئة والسياح من أنحاء العالم، بفضل تنوعها البيولوجي ونظامها البيئي الفريد.

تقع هذه الجزر التابعة للإكوادور في شرقي المحيط الهادئ، وتتألف من 13 جزيرة رئيسية. ثلاثة فقط من تلك الجزر يُسمح فيها بالسكن وهي "سانتا كروز"، و"سان كريستوبال"، و"إيزابيلا"، فيما تُمنع الإقامة في بقية الجزر بهدف حماية الأنواع البيئية النادرة التي تحتضنها.

تكوّنت الجزر نتيجة لانفجارات بركانية، ولا تزال تضم عددًا من البراكين النشطة، وقد سُجل أكثر من 50 ثورانًا بركانيًا خلال الـ200 عام الأخيرة.

وتُضفي التكوينات البركانية جمالًا طبيعيًا فريدًا على هذه الجزر، حيث يمكن ملاحظة الغطاء النباتي الكثيف وتدرجات اللون الأخضر التي تشكل لوحات طبيعية آسرة.

وتُعد جزر غالاباغوس من أكثر المناطق نشاطًا بركانيًا في العالم، وهي ليست فقط محطة مهمة لأبحاث الحياة البرية، بل أيضًا منطقة جذب كبيرة لعلماء الجيولوجيا.

- نقطة تحوّل في أبحاث داروين

وخلال رحلته التي استغرقت خمس سنوات وانطلقت عام 1831 من إنجلترا، توقف العالم تشارلز داروين في جزر غالاباغوس ولاحظ تشابه الكائنات الحية في هذه الجزر مع اختلافات طفيفة، مما دفعه للتفكير في كيفية تكيف الكائنات مع بيئاتها.

وكانت هذه الاكتشافات من العوامل التي ألهمت داروين لتطوير نظرية الانتقاء الطبيعي، وهو ما جعل من الجزر مركز اهتمام الباحثين والمولعين بالطبيعة منذ ذلك الحين.

وفي عام 1959، أعلنت الحكومة الإكوادورية، جزر غالاباغوس حديقة وطنية بهدف حماية تنوعها البيولوجي الفريد.

لكن ومع بداية السبعينيات، بدأت مياه الجزر تتعرض للتلوث بسبب النشاط البشري، مما استدعى وضع خطة إدارة بيئية للأراضي لحماية النظام البيئي البري. وفي عام 1998، جرى إنشاء محميّة غالاباغوس البحرية لحماية النظام البيئي البحري.

وبموجب هذه المشروع، شملت المحمية المياه الداخلية للجزر، بالإضافة إلى منطقة تمتد 40 ميلًا بحريًا حولها، بهدف حماية التنوع البيئي ومعالجة التحديات البيئية. واليوم، تُعد الجزر بيئة محمية بدرجة عالية، وتستقبل الزوار ضمن ضوابط صارمة تراعي الحفاظ على الحياة البرية.

- غالاباغوس بعدسة الكاميرا

على مدى عشرة أيام وثقت مصورة وكالة الأناضول، أوزكه أليف قزل، الحياة والطبيعة في جزر "سانتا كروز" و"سان كريستوبال" و"إيزابيلا" ضمن أرخبيل غالاباغوس.

وبعد رحلة جوية استغرقت 12 ساعة من إسطنبول إلى العاصمة الكولومبية بوغوتا، تابعت قزل رحلتها برحلة جوية أخرى استمرت نحو ساعتين إلى العاصمة الإكوادورية كيتو، ومن هناك استقلت طائرة أخرى في رحلة استغرقت حوالي ساعتين ونصف إلى جزيرة سان كريستوبال.

- زيارة الجزر المحمية برفقة مرشدين سياحيين

وباستثناء جزر سانتا كروز وسان كريستوبال وإيزابيلا، فإن بقية الجزر تُعتبر محمية لا يسمح بالسكن فيها، نظرًا لما تحتويه من أنواع لافتة في النظم البيئية النباتية والحيوانية.

وتجري زيارة الجزر والأنشطة السياحية تحت إشراف مرشدين سياحيين، كما أن الوصول إلى المناطق الغنية بالتنوع البيئي داخل الجزر المحمية يتطلب الحصول على تصاريح خاصة لأغراض التصوير الوثائقي أو الصحفي أو إنتاج الأفلام.

- غالاباغوس.. حوض أسماك في المحيط الهادئ

وفي الجزر التي يتعايش فيها البشر والحيوانات يمكن رؤية الفقمات، وإغوانات البحر، وأنواع عديدة من الطيور في الشواطئ، والشوارع، والحدائق، والمناطق السكنية أيضًا.

وفي غالاباغوس، التي تحكمها قواعد صارمة لحماية النباتات والحيوانات، يُمنع الاقتراب من الحيوانات لمسافة تقل عن مترين. ورغم ذلك، يُلاحظ الانسجام الكبير بين البشر والحيوانات في هذه البيئة الطبيعية.

كما تُعرف جزر غالاباغوس بأنها واحدة من أكبر وأغنى المحميات البحرية بالتنوع البيولوجي في العالم، وتضم أكثر من 2900 نوع بحري.

ويجذب الأرخبيل بفضل تنوعه البيئي تحت الماء، اهتمام الباحثين والمستكشفين باعتباره من أبرز الوجهات السياحية الصاعدة في السنوات الأخيرة، وتعيش فيه أنواع مميزة من الكائنات البحرية، منها "قرش المطرقة"، و"قرش الشعاب المرجانية ذي الطرف الأبيض"، و"السلاحف البحرية"، و"أسماك شيطان البحر"، و"الحيتان"، و"الدلافين"، و"القطرس"، و"أسود البحر"، و"البطاريق"، و"فقمات الفرو"، و"الغاق"، و"إغوانات البحر"، و"الأسماك الاستوائية"، وطائر "مالك الحزين الأزرق الكبير".

ويُعد أرخبيل غالاباغوس جزءًا من مسار هجرة قرش الحوت، ما يجعله مقصدًا سنويًا للعديد من الباحثين لدراسة هذا النوع من الكائنات البحرية.

ونظرًا لكون جميع شواطئ الجزر موطنًا لمجموعة متنوعة من الكائنات البحرية، فإن الزوار يستخدمون أنابيب التنفس (السنوركل) للاستكشاف على شواطئ المحيط بدلًا من السباحة العادية، حيث تبدو الشواطئ وكأنها أحواض أسماك طبيعية.

- سلاحف غالاباغوس العملاقة

تُعد سلاحف غالاباغوس العملاقة، التي يُعتقد أنها وصلت إلى الجزيرة قبل نحو 3 ملايين عام من سواحل أمريكا الجنوبية، واحدة من الكائنات البحرية المهمة التي تشكل رمزًا لهذه الجزر.

ويمكن أن يصل طول هذه الكائنات إلى 1.5 متر ووزنها إلى 300 كيلوغرام، وأن تعيش ما بين 100 إلى 200 عام. وكغيرها من كائنات الجزيرة، تعيش سلاحف غالاباغوس العملاقة في تناغم مع البشر.

وتعمل مراكز الحماية التي أُنشئت في جزر سانتا كروز وسان كريستوبال وإيزابيلا على حماية سلاحف غالاباغوس العملاقة وضمان استمرارها. وتقوم مراكز الحماية بترقيم السلاحف المذكورة ودراستها، ومتابعة مراحل تطورها.

ويثير التنوع البيولوجي البري في الجزر اهتمام الزوّار بشكل كبير، فيما يرافق الزوّار في الجزر العديد من الأنواع الحية، وعلى رأسها "السلاحف العملاقة"، و"سحالي الحمم"، و"الطيور الأطيشية ذات الأقدام الزرقاء"، و"عصافير داروين"، و"الطيور الساخرة"، و"الغاق"، و"الإغوانا السوداء"، و"طائر الفرقاط الكبير".

وتوفّر حديقة غالاباغوس الوطنية، التي تحتل المرتبة الأولى في قائمة وجهات الغوص وعشاق الطبيعة، تجربة لا تُنسى لأولئك الذين يرغبون في اكتشاف وتصوير النباتات المتوطنة والتنوع المدهش للكائنات الحية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.