دولي, الدول العربية, التقارير, تونس

تونس وفرنسا بحقبة سعيد.. مغازلات سياسية واستقرار مصالح (تقرير)

منذ وصول الرئيس التونسي قيس سعيد إلى قصر قرطاج، ظلت العلاقات مع فرنسا مستقرة ولم تعرف تغيرات كبيرة، وعكست استقرارا سياسيا بين البلدين.

04.06.2021 - محدث : 04.06.2021
تونس وفرنسا بحقبة سعيد.. مغازلات سياسية واستقرار مصالح (تقرير)

Tunisia

تونس/ عائشة الغربي/ الأناضول

محللون تونسيون:
-التنسيق والتشاور بين قصري قرطاج والإليزيه يبرز في الملف الليبي
- سعيد قادر على تحسين شروط التفاوض مع فرنسا لخدمة مصالح شعبه، من خلال رؤية وبرنامج سياسي واضح.
-سعيد يتمتع بحظوة كبيرة خلال زياراته إلى فرنسا، لأن قصر الإليزيه لا يرى فيه ما يهدد مصالحها.

منذ وصول الرئيس التونسي قيس سعيد إلى قصر قرطاج، ظلت العلاقات مع فرنسا مستقرة ولم تعرف تغيرات كبيرة، وعكست استقرارا سياسيا بين البلدين.

تجلى ذلك خلال الزيارات التي أجراها سعيد إلى باريس ومحادثاته الثنائية مع الرئيس إيمانويل ماكرون.

وفي يونيو/حزيران 2020، اختار سعيد فرنسا لتكون وجهته الأوروبية الأولى عقب توليه مهام منصبه، ليرسخ بذلك استقرار العلاقات مع باريس.

كما تعد فرنسا الشريك التجاري الأول لتونس، إذ بلغت حصتها من الصادرات التونسية نحو 29.1 بالمئة، فيما بلغت حصة الواردات التونسية نحو 14.3 بالمئة في عام 2019.

وفي 2020، منحت فرنسا قرضا استثنائيا لتونس بقيمة 350 مليون يورو لمدة ثلاث سنوات دعماً للإصلاحات في البلد العربي.

**مغازلة سياسية

وفي تصريح للأناضول، قال المحلل السياسي بولبابة سالم، إن "فرنسا تعتبر تونس من مستعمراتها القديمة، وتنظر إليها كمجال حيوي في سياساتها من خلال نُخبها الفرنكفونية".

وأضاف أنه "في عهد سعيد العلاقات بين تونس وباريس جيدة عموما ويظهر ذلك من خلال الزيارات وعبارات الإطراء بين الطرفين. فرنسا تسعى أن تكون علاقاتها مميزة مع الرئاسة التونسية، إذ انحازت للرئيس سعيد في صراعه مع رئيس البرلمان راشد الغنوشي، لأنها ضد الإسلام السياسي الذي لا يخدم مصالحها".

وتابع: "الرئيس التونسي يتمتع بحظوة كبيرة خلال زياراته إلى فرنسا، لأن قصر الإليزيه لا يرى في قيس سعيد ما يهدد مصالحها".

بدوره، قال أيمن البوغانمي، الباحث في الشؤون السياسية للأناضول، إنّ "العلاقة الفرنسية التونسية مستمرة ولم يحصل عليها تطور كبير وليس فيها تطور نوعي ولا تراجع نوعي، هناك استقرار بين البلدين".

واعتبر أن: "هناك نوعًا من المغازلة بين الرئيس التونسي والموقف الفرنسي من جانب آخر، مدللا على ذلك بأن فرنسا البلد الأوروبي الوحيد الذي زاره سعيد أكثر من مرة".

وأكمل: "عرفنا الرئيس سعيد في مواقف قومية نحو معاداة الغرب يبدو أنه تخلى عن خطابه حين سئل عن موضوع الاعتذار من الاستعمار، وكان موقفه مبالغ في الدبلوماسية حيث رفع كل حرج عن فرنسا وماضيها الاستعماري، وهذا يدعو للاستغراب".

** تنسيق إقليمي

في جانب آخر، يرى المحلل السياسي سالم، أن هناك تنسيقا وتشاورا على مستوى السياسة الخارجية بين البلدين، خاصة في الملف الليبي، لا سيما بعد أن خسرت فرنسا الحرب في ليبيا عسكريا (من خلال دعمها للانقلابي خليفة حفتر) وتريد الحفاظ على مصالحها عبر مصر وتونس.

وبين أنّ هناك تماه في السياسة الخارجية، وليست هناك اختلافات جذرية بين البلدين، خاصة وأن فرنسا تعتبر قيس سعيد أقرب لها من كل الأطراف السياسية في البلد العربي.

وأضاف: "يبدو أن الولايات المتحدة تريد تحجيم الدور الفرنسي في شمال إفريقيا مع صعود إدارة الرئيس جو بايدن خلال ال10 سنوات القادمة، وفق دراسة أجراها معهد كارنيغي للشرق الأوسط في ديسمبر 2020".

فيما قال أيمن البوغانمي، إنّ هناك اختلافا كبيرا بين البلدين تجاه القضية الفلسطينية والعداون الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، مبينا أن الموقف الفرنسي لم يعجب الشارع التونسي.

** مستقبل العلاقات

يقول بولبابة سالم إن الرئيس التونسي قادر على تحسين شروط التفاوض مع فرنسا لخدمة مصالح شعبه، من خلال رؤية وبرنامج سياسي واضح يدافع عنه باعتباره المسؤول عن السياسة الخارجية والدبلوماسية الاقتصادية.

لكن وفق المحلل التونسي لن يتم ذلك دون وجود جبهة داخلية داعمة لسياسات قيس سعيد تجاه فرنسا.

من جانبه استبعد بوغانمي حدوث خلاف بين البلدين، باستثناء حالة وحيدة وهي تغيير في الإدارة الفرنسية، دون ذلك ستبقى العلاقات مثل ما هي عليه منذ عام 2011 في إطار سياسة الدعم الحذر الفرنسية لتونس.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın