تركيا, التقارير

"تطريز عنتاب" التركي.. إرث عالمي بطابع خاص على قائمة اليونسكو (تقرير)

ـ المعلمة الحرفية فيليز موشتو: ما يميّز تطريز عنتاب عن غيره من فنون التطريز هو اعتماده على سحب خيوط القماش قبل الشروع في الزخرفة، وهو ما يمنحه طابعه الخاص

Beyza Nur Eryılmaz, Hişam Sabanlıoğlu  | 30.12.2025 - محدث : 30.12.2025
"تطريز عنتاب" التركي.. إرث عالمي بطابع خاص على قائمة اليونسكو (تقرير)

Gaziantep

غازي عنتاب / بيضاء نور أريلماز / الأناضول

ـ المعلمة الحرفية فيليز موشتو: ما يميّز تطريز عنتاب عن غيره من فنون التطريز هو اعتماده على سحب خيوط القماش قبل الشروع في الزخرفة، وهو ما يمنحه طابعه الخاص
ـ المعلمة الحرفية كوثر إيشيتمز: نحن سعداء لأن هذا الكنز الثقافي أصبح معروفا عالميا. وبصفتنا حرفيين نشعر اليوم بمسؤولية أكبر لنقل ما ورثناه من الماضي إلى المستقبل

حرفة التطريز في ولاية غازي عنتاب التركية، أدرجتها حديثا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" في قائمتها للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، باعتبارها قيمة ثقافية وإنسانية تتجاوز حدود المكان والزمان.

ويُعد "تطريز عنتاب" من أبرز فنون الحرف اليدوية في جنوب تركيا، إذ تعود جذوره إلى القرن التاسع عشر، عندما كانت الفتيات يستخدمنه لإظهار مهاراتهن الفنية من خلال تطريز جهاز العروس، قبل أن تتوارثه الأجيال عبر الأمهات والجدّات.

وخلال اجتماعات الدورة العشرين للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، التي عُقدت في الهند خلال ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أدرجت اليونسكو هذا الفن التقليدي رسميا في قائمتها التمثيلية، ليُسجَّل بذلك تراثا إنسانيا معترفا به عالميا.

ويرى القائمون على هذا الفن أن الاعتراف الدولي يمنحهم مسؤولية مضاعفة، لا تقتصر على التعريف به عالميًا فحسب، بل تشمل أيضًا حمايته من الاندثار، ونقله إلى الأجيال الشابة بأساليب تعليمية حديثة تحافظ على أصالته.

** "الحفر بالإبرة"

وفي حديثها للأناضول، أوضحت فيليز موشتو، المعلمة الحرفية المتخصصة بتطريز عنتاب في معهد غازي عنتاب للتأهيل المهني، أنهم يعملون من خلال الدورات التدريبية على تعليم النساء هذا الفن التقليدي، إلى جانب حرف يدوية أخرى.

وأوضحت موشتو أن ما يميّز تطريز عنتاب عن غيره من فنون التطريز هو "اعتماده على سحب خيوط القماش قبل الشروع في الزخرفة، وهو ما يمنحه طابعه الخاص".

وتابعت: نقوم أولًا بسحب الخيوط من القماش، ثم نبدأ مرحلة التطريز، حيث تُلفّ الخيوط وتُضاف الزخارف، وبعد ذلك نقوم بتنظيف الحواف ونجري التشطيب النهائي.

وأكملت: في بعض النقاط الدقيقة، نغرز الإبرة 9 مرات في فتحة واحدة بحجم حبة العدس، وهذا يتطلب وقتًا طويلًا وصبرًا كبيرًا.

وأضافت موشتو أن هذا الجهد الدقيق جعل البعض يطلق على هذه الحرفة اسم "الحفر بالإبرة".

وأكدت أن القطع المطرزة كانت في الماضي تُحفظ في الصناديق ولا تُستخدم لقيمتها العالية، بينما باتت اليوم تدخل في الاستخدام اليومي بعد إعادة توظيفها بشكل عصري.

وأشارت إلى أن تطريز عنتاب أصبح يُستخدم حاليًا في السترات والملابس الحديثة والإكسسوارات، بعد إدخاله في تصاميم معاصرة تحافظ على جوهره التقليدي.

** مشاريع إحياء الحرفة

بدورها، أكدت المعلمة الحرفية كوثر إيشيتمز أن إدراج تطريز عنتاب في قائمة اليونسكو شكّل دافعًا كبيرًا لمضاعفة الجهود الرامية إلى نشر هذه الحرفة عالميًا وتعليمها للأجيال الجديدة.

وأوضحت أن هذا الإنجاز تحقق بفضل التعاون بين المديرية العامة للتعلم مدى الحياة ومعاهد التأهيل، إضافة إلى دعم بلدية غازي عنتاب الكبرى.

كما أشادت بالدور الريادي لرئيسة بلدية غازي عنتاب فاطمة شاهين في حماية التراث الثقافي المحلي.

وذكرت إيشيتمز: نحن سعداء لأن هذا الكنز الثقافي أصبح معروفًا عالميًا. وبصفتنا حرفيين، نشعر اليوم بمسؤولية أكبر لنقل ما ورثناه من الماضي إلى المستقبل.

وعن المشاريع الجديدة، قالت إن العمل جارٍ على تطويرها علماً أن الجيل الجديد أبدى اهتمامًا غير متوقع بالحرفة، بل قدم أفكارًا مبتكرة لإثراء هذه الحرفة بتصاميم حديثة.

وتابعت: "نرى اليوم تطريز عنتاب في أطراف الأقراط، وعلى المشابك والأحزمة، وحتى في تفاصيل صغيرة تُضفي روحا تراثية على المنتجات الحديثة. الشباب يملكون خيالا واسعا، ونحن نشجعهم على المضي قدمًا".

ويأمل القائمون على هذه المبادرات أن يسهم الجمع بين الأصالة والحداثة في ضمان استمرارية تطريز عنتاب فنا حيّا، لا بوصفه ذكرى من الماضي وحسب، بل باعتباره جزءا فاعلا من الهوية الثقافية المتجددة أيضا.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın