تركيا.. أكوام حديد تنبض بالحياة على يد فنان إيراني (تقرير)
في ورشة صغيرة بولاية وان شرقي تركيا، وقف الفنان الإيراني علي مطيعي طويلا وسط أكوام من قطع الحديد القديمة، يلحم قطعة تلو أخرى، ليولّد منها تمثالا ضخما لسمكة "البوري اللؤلؤي" التي تعتبر رمزًا من رموز بحيرة وان.
Van
وان/ الأناضول
- النحات الإيراني البالغ علي مطيعي (56 عاما) جاء إلى ولاية وان شرقي تركيا في 2016- منذ ذلك الوقت يواصل مهنته في النحت داخل ورشة حدادة صغيرة أنشأها في المنطقة
- صنع تمثال سمكة باستخدام 3000 قطعة معدنية بارتفاع 3 أمتار و30 سنتيمترًا في شهرين ونصف.
** مطيعي قال للأناضول:
- أكسب رزقي من بيع المنتجات التي أصنعها من مواد الخردة، وأسعى إلى المساهمة في التعريف بالمدينة من خلال أعمالي
- سمك البوري اللؤلؤي يعتبر واحدا من أهم قيم المدينة، وأتمنى رؤية هذا العمل الفني في مكان يرتاده السياح بكثرة أو على ضفاف بحيرة وان
** شهاب الدين فاران، صاحب متجر في المنطقة:
- مطيعي فنان حقيقي يضفي الحياة على أجزاء الحديد التي يجلبها من تجار الخردة
- أعماله رائعة بحق، إذ إنه يبدع أعمالاً تضيف قيمة للمدينة
في ورشة صغيرة بولاية وان شرقي تركيا، وقف الفنان الإيراني علي مطيعي طويلا وسط أكوام من قطع الحديد القديمة، يلحم قطعة تلو أخرى، ليولّد منها تمثالا ضخما لسمكة "البوري اللؤلؤي" التي تعتبر رمزًا من رموز بحيرة وان.
عام 2016، جاء النحات الإيراني البالغ من العمر 56 عامًا إلى وان، ومنذ ذلك الوقت يواصل مهنته في النحت داخل ورشة حدادة صغيرة أنشأها في منطقة النجارين بقضاء "توشبا" في الولاية.
مطيعي صنع هياكل عديدة سابقًا مثل "قطة وان" و"وحش بحيرة وان"، وقبل 3 أشهر، قرر البدء بتشكيل هيكل سمكة البوري اللؤلؤي التي تعيش في بحيرة وان.
من خلال لحام 3000 قطعة من الصفائح المعدنية التي جمعها من تجار الخردة مع الحديد المستخدم في البناء وأجزاء محركات السيارات، تمكن مطيعي من تشكيل تمثال يجسد سمكة البوري اللؤلؤية بارتفاع 3 أمتار و30 سنتيمترًا في شهرين ونصف.
- "قيمة مضافة للمدينة"
وفي حديث للأناضول، أوضح مطيعي أنه يكسب رزقه من بيع المنتجات التي يصنعها من مواد الخردة، وأنه يسعى إلى المساهمة في التعريف بالمدينة من خلال أعماله.
وأشار إلى أن "سمك البوري اللؤلؤي يعتبر واحدا من أهم قيم المدينة"، معربًا عن تمنياته برؤية هذا العمل الفني في مكان يرتاده السياح بكثرة أو على ضفاف بحيرة وان، لأنه يرى فيه قيمة مضافة للمدينة وفنّه.
مطيعي أكد أنه بذل جهدًا كبيرًا في صنع هذا التمثال وعمل على مدار شهرين ونصف الشهر تقريبًا لإكماله.
وقال: "في المجمل، استخدمت ما يقارب 350 كيلوغرامًا من الصفائح المعدنية وحديد البناء وقطع غيار محركات المركبات".
وتابع: "لجعل سطح التمثال يشبه السمكة لحمت 3000 حرشفة من الصفائح المعدنية".
ولفت إلى أن من يرى التمثال يعجب به للغاية، وأنه تلقى "ردود فعل إيجابية للغاية" إزاء عمله.
من جانبه، ذكر شهاب الدين فاران، وهو صاحب متجر في المنطقة، أن "مطيعي فنان حقيقي"، داعيًا إلى دعمه.
وقال إن مطيعي "يضفي الحياة على أجزاء الحديد التي يجلبها من تجار الخردة، ومن يمرّ بجوار متجره ويلاحظه يتوقف قليلاً، ثم يأتي ليشاهد عمله ويأخذ معلومات عنه، فأعماله رائعة بحق، إذ إنه يبدع أعمالاً تضيف قيمة للمدينة".
- رسالة بيئية
يوجّه مطيعي من خلال أعماله رسالة بيئية حول أهمية إعادة التدوير وحماية الطبيعة، حيث يعرف مطيعي بدعمه لمشروع "صفر نفايات" الذي أطلقته أمينة أردوغان، عقيلة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وعرض مطيعي أعماله لعشاق الفن في معرض بعنوان "الحديد، النار، والولادة الجديدة"، أقيم في قاعة أتاتورك للفنون في قضاء "إبك يولو" في الولاية من 19 إلى 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
ولقي المعرض إقبالاً كبيراً من الجمهور، حيث جذب عشاق الفن بأعماله الفريدة المصنوعة من النفايات المعدنية.
وتكوّن المعرض من تماثيل تجريدية تعبّر عن عملية الاحتراق والتجدد، مستوحاة من التراثين الإيراني والتركي.
المعرض الذي شارك فيه مطيعي سلط الضوء على قوة التحول والولادة الجديدة للمعادن من خلال النار والتشكيل.
