بيت لحم تحيي عيد الميلاد رغم الاعتداءات الإسرائيلية (تقرير)
- رئيس بلدية بيت لحم ماهر قنواتي: رسالتنا بأن السلام هو الطريق الوحيد في أرض فلسطين
Ramallah
بيت لحم / قيس أبو سمرة / الأناضول
- رئيس بلدية بيت لحم ماهر قنواتي: رسالتنا بأن السلام هو الطريق الوحيد في أرض فلسطين- نائب رئيس جمعية الفنادق العربية الفلسطينية إلياس العرجا: نسبة التشغيل في فنادق بيت لحم بلغت نحو 80 بالمئة
- الفلسطيني جورج صبح: نأتي اليوم فرحا بعيد الميلاد واحتفالًا بميلاد المسيح ونصلي من أجل السلام
- الأب عيسى ثلجية راعي طائفة الروم الأرثوذكس في بيت لحم: فرحة الميلاد هذا العام يرافقها حزن عميق بسبب معاناة الفلسطينيين في غزة
رغم تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، تحيي مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح جنوبي الضفة الغربية، أعياد الميلاد هذا العام وسط رسائل فلسطينية تؤكد التمسك بالسلام والحياة.
وعلى مدى عامين ألغيت كافة مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد في بيت لحم جراء حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، وتصاعد الاعتداءات بالضفة الغربية.

وتعد بيت لحم مسقط رأس السيد المسيح، ومركزا روحيا وسياحيا يقصده الحجاج المسيحيون أواخر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، احتفالا بعيد الميلاد، ويزورون كنيسة المهد.
وبيت لحم مدينة تاريخية تقع جنوبي الضفة وتكتسب قدسيتها من وجود "كنيسة المهد" التي أقيمت فوق مغارة، يُعتقد أن السيدة مريم بنت عمران عليها السلام، وضعت طفلها عيسى عليه السلام فيها.
وقال رئيس بلدية بيت لحم، ماهر قنواتي للأناضول، إن البلدية أطلقت منذ نحو شهر حملة هدفت إلى إيصال رسالة واضحة للعالم مفادها أن السلام هو الطريق الوحيد في أرض فلسطين.
وأضاف أن الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام يحمل "رسالة أمل وصمود لأهلنا، ورسالة للعالم بأن الشعب الفلسطيني يحب السلام والحياة"، معربا عن تطلع المدينة لاستقبال الزوار من مختلف دول العالم في بيت لحم "الجميلة" خلال أعياد الميلاد.
** 80 بالمئة نسبة تشغيل الفنادق
من جانبه، قال إلياس العرجا نائب رئيس جمعية الفنادق العربية الفلسطينية، إن نسبة التشغيل بلغت نحو 80 بالمئة في فنادق محافظة بيت لحم عشية أعياد الميلاد، وتحديدا يومي 24 و25 ديسمبر الجاري.
وأوضح للأناضول أن عدد النزلاء في الفنادق "وصل إلى نحو 8 آلاف نزيل، بينهم قرابة 6 آلاف من داخل أراضي عام 1948، إضافة إلى سياح أجانب من دول عدة، بينها الهند ورومانيا ونيجيريا".

وأشار العرجا إلى أن نسبة الإشغال الفندقي مع نهاية عام 2025 بلغت نحو 25 بالمئة، لافتًا إلى وجود 74 فندقًا في مدن بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا، شهد 70 منها إشغالًا جزئيًا في الفترة الأخيرة.
ومنذ ساعات الصباح، بدأ أهالي بيت لحم وحجاج من دول متعددة، بينهم أفارقة وآسيويون وأوروبيون، بالتوافد إلى كنيسة المهد، حيث تُقام الصلوات الخاصة بعيد الميلاد في أقدس المواقع المسيحية في العالم.
** مظاهر احتفالية
وفي ساحة المهد الشهيرة، نُصبت شجرة الميلاد المزيّنة للمرة الأولى منذ عامين، بعد توقف بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية التي بدأت على قطاع غزة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 واستمرت عامين، فيما حرص السياح والحجاج على التقاط الصور التذكارية أمام الشجرة وكنيسة المهد.
وبينما يلهو الأطفال في الساحة، بعضهم يرتدي قبعات حمراء وآخرون يحملون البالونات، قال الفلسطيني جورج صبح أثناء مرافقته عائلته إلى كنيسة المهد: "نأتي اليوم فرحًا بعيد الميلاد واحتفالًا بميلاد المسيح، وكلنا أمل، ونصلي من أجل السلام".
وأضاف صبح للأناضول: "سلام لأرض السلام، أرض المسيح".

بدوره، قال الأب عيسى ثلجية راعي طائفة الروم الأرثوذكس في بيت لحم، إن رسالة المدينة في عيد الميلاد هذا العام تنطلق إلى العالم باعتبارها رسالة محبة وسلام.
ولفت للأناضول، إلى أن الأجواء بدت مختلفة هذا العام مع نصب شجرة الميلاد، ومشاركة فلسطينيين من أراضي عام 1948، إلى جانب وفود سياحية حضرت للاحتفال بميلاد السيد المسيح.
وأضاف أن فرحة الميلاد هذا العام يرافقها حزن عميق بسبب معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدًا أن الصلوات تُرفع من بيت لحم من أجلهم، وأن الفرح لن يكتمل إلا بتحقيق السلام.

ورغم وقف إطلاق النار بقطاع غزة في 10 أكتوبر الماضي، ما زالت إسرائيل تخرقه يوميا ما أدى إلى مقتل 406 فلسطينيين، بحسب وزارة الصحة في غزة الثلاثاء.
وأشار ثلجية إلى المكانة الفريدة لبيت لحم باعتبارها مدينة ولادة السيد المسيح ومحط أنظار العالم.

وتجلت مظاهر الفرح مع دخول الفرق الكشفية إلى ساحة المهد، قبيل استقبال موكب بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيير باتيستا بيتسابالا بحضور رشمي وشعبي فلسطيني.
يذكر أن احتفالات الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي، تبلغ ذروتها بقداس منتصف ليل الأربعاء/ الخميس (25/24 ديسمبر) في كنيسة المهد، فيما تحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي في 7 يناير/ كانون الثاني.
