دولي, التقارير

بعد تركه "الموساد"..هل يتجه كوهين للحلبة السياسية؟ (تقرير)

سيترك يوسي كوهين رئاسة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الخارجية" (الموساد) منصبه في يوليو/حزيران القادم ويعد من أكثر المقربين لنتنياهو سياسيا وعقائديا ولهذا لا يستبعد محللون أن يسعى نتنياهو إلى تهيئته لدخول الحلبة السياسية

18.12.2020 - محدث : 18.12.2020
بعد تركه "الموساد"..هل يتجه كوهين للحلبة السياسية؟ (تقرير)

Quds

رام الله/عوض الرجوب/الأناضول

** شلحت: في بعض الزيارات السرية كان كوهين الشخص الوحيد الذي يرافق نتنياهو
** عواوده: كوهين مقرب جدا من نتنياهو، وأوجه شبه كبيرة بينهما في الناحية العقائدية

يُوصف يوسي كوهين، رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، بأنه الأقرب إلى نتنياهو فكريا وسياسيا وعقائديا، ولهذا لا يستعبد محللون أن يسعى الأخير، إلى تهيئته لدخول الحلبة السياسية، وربما وراثته أو على الأقل خوض الانتخابات إلى جانبه، مستقبلا.

ويُنهي كوهين، مهام عمله، في يونيو/حزيران القادم.

وقرر نتنياهو، الثلاثاء الماضي، تعيين نائب كوهين الحالي، الذي لم تكشف هويته، لأسباب أمنية، ويرمز له بالحرف "د"، رئيسا للجهاز.

وتولى كوهين مهامه في عام 2016، وكان قبل ذلك يشغل منصب رئيس هيئة الأمن القومي ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن القومي.

ويقول الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، إن العسكريين بحاجة إلى "فترة تهيئة أو استراحة قبل التحول للسياسة"، لكنه على المدى البعيد لا يستبعد خوض كوهين للحياة السياسية".

وبحسب القانون الإسرائيلي، لا يستطيع ضباط الجيش والأمن المتقاعدون، التنافس، على مقاعد البرلمان، في الانتخابات التي تعقب تسريحهم من الخدمة مباشرة، بل عليهم انتظار ثلاث سنوات، أو مرور معركة انتخابية واحدة، وبعدها يمكنهم الانضمام للحياة السياسية.

ويضيف شلحت لوكالة الأناضول أن تقارير وتقديرات إسرائيلية لا تستبعد إمكانية خوض كوهين غمار السياسة، لكن القوانين المعمول بها تتحكم في التوقيت.

ويتابع "كوهين مقرب جدا من نتنياهو فكريا وسياسيا، وهذا مؤشر كافٍ على انتقاله للحياة السياسية".

ويكمل "حتى في زياراته السرية كان نتنياهو يأخذه (كوهين) معه، وكان آخر ما نشر عن لقاء جمعه، الشهر الماضي، في السعودية بولي العهد محمد بن سلمان إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بل كان الشخص الوحيد الذي رافقه".

وفي الأشهر الماضية برز دور كوهين، في اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل، وعدد من الدول العربية.

من جهته، يقول وديع عواودة، الصحفي المتابع للشأن الإسرائيلي إن الإعلان عن تعيين رئيس جديد لجهاز الموساد "جاء مبكرا"، وهو ما يدعم فرضية نية نتنياهو، تهيئته للعمل السياسي، عبر "كسب الوقت وتقليل فترة (الاستراحة) المقررة له قبل خوض العمل السياسي وهي 3 سنوات".

وأضاف متحدثا للأناضول "تعيين رئيس جهاز الموساد يتم –عادة- من قبل رئيس الحكومة بعد التشاور مع وزير الأمن وجهات أخرى، لكن هذا لم يتم".

وأثار تعيين "د" خلافا بين نتنياهو، ووزير دفاعه بيني غانتس، إذ أعرب الأخير عن غضبه من نتنياهو، كونه لم يبلغه بقراره قبل إعلانه.

وإضافة إلى كونه وزيرا للدفاع، فإن غانتس هو رئيس الحكومة البديل، ويفترض أن يتولى كل منهما رئاسة الحكومة لمدة 18 شهرا بالتناوب.

ويضيف عواودة "كوهين مقرب جدا من نتنياهو، ما يجمعهما ليس فقط أن الأخير عيّن الأول في منصب كبير في إسرائيل، بل هناك تشابه كبير في الناحية العقائدية، وفي رؤية كل منهما للصراع الفلسطيني والعلاقات مع العالم العربي".

ويقول إن كوهين "يعتقد أنه بإمكان إسرائيل أن تصنع ما يعرف بالسلام مقابل السلام، وليس السلام مقابل الأرض"، في تطابق لما يراه نتنياهو.

ويشير إلى "تسريبات، بل تصريحات من مقربين من نتنياهو في السنوات الأخيرة أن كوهين سيكون خليفة نتنياهو السياسي".

لكنه يضيف "نتنياهو لا يحب إلا نفسه، قد يسعى للاستفادة مستقبلا من كوهين قبل أن يورّثه".

ويكمل "نتنياهو قد يحاول ضم كوهين إلى حزب الليكود مستفيدا من مكانته المعنوية في الشارع الإسرائيلي، بما يرفع حظوظ الليكود مستقبلا بمقعدين أو ثلاثة في الكنيست".

ويقول "المعركة الانتخابية الأخيرة في إسرائيل تتوقف على كل صوت، وهذا ما يفسر إسراع نتنياهو في الإعلان".

ويتابع المحلل السياسي "بقيت ستة شهور لفترة كوهين، وربما جاء الإعلان مبكرا نظر للمعركة الانتخابية في إسرائيل، حتى ينهي مهامه ويقلص المدة الزمنية المطلوبة للقفز نحو السياسة (3 سنوات حسب القانون)".

وتنتهي في الثالث والعشرين، من الشهر الجاري، المهلة الممنوحة لتقديم ميزانية الدولة إلى الكنيست للمصادقة عليها.

وفي حال عدم تقديم الميزانية بالموعد المحدد، فإن الكنيست يحلّ نفسه، وتجري الانتخابات خلال 3 أشهر من ذلك التاريخ.

وتزايدت الخلافات بين نتنياهو وغانتس في الآونة الأخيرة، ويقول مراقبون إن حكومتهما تعيش أيامها الأخيرة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın