تركيا, التقارير

بعد إغلاقه قرنا.. الأذان يعلو مجددا في أقدم مسجد تركي بالأناضول (تقرير)

المسجد التاريخي يقع في قلب مدينة آني الأثرية، المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.

Cüneyt Çelik, Hişam Sabanlıoğlu  | 13.08.2025 - محدث : 13.08.2025
بعد إغلاقه قرنا.. الأذان يعلو مجددا في أقدم مسجد تركي بالأناضول (تقرير)

Kars

قارص / جنيد جليك / الأناضول

ـ مسجد أبو المنوجهر في ولاية قارص شرقي تركيا شيد بأمر من السلطان ملكشاه بين عامي 1072 و1092
ـ المسجد يقع في مدينة آني الأثرية المدرجة على قائمة التراث العالمي وجرى ترميمه في إطار مشروع "إرث للمستقبل"

في ولاية قارص شرقي تركيا، يقف مسجد أبو المنوجهر، الأقدم في الأناضول، شامخا منذ أكثر من تسعة قرون، محتفظاً بملامح الماضي وشاهدا على بدايات الحضور الإسلامي في المنطقة.

المسجد التاريخي يقع في قلب مدينة آني الأثرية، المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.

تقع المدينة على ضفتي نهر "أرباجاي" الذي يشكل الحدود بين تركيا وأرمينيا، وقد تعاقبت عليها حضارات متعددة.

فكانت "آني" تحت حكم البغراتيين بين عامي 884 و1045، ثم البيزنطيين حتى عام 1064 حين فتحها السلطان ألب أرسلان في 16 أغسطس/ آب، لتصبح بوابة دخول الأتراك إلى الأناضول.

منذ تأسيسها، استضافت آني 23 حضارة، واحتضنت مزيجا فريدا من المساجد والكنائس والكاتدرائيات وغيرها من المعالم التاريخية والثقافية النادرة، ما منحها مكانة خاصة بوصفها أول مدينة تركية إسلامية في الأناضول.

** روح سلجوقية وأصالة تاريخية

بُني "أبو المنوجهر" أو "جامع آني الكبير" بين عامي 1072 و1092 بأمر من السلطان ملكشاه، على يد الأمير أبو المنوجهر، ليكون أول مسجد تركي في الأناضول.

على الرغم من أن لوحة التأسيس على الواجهة الغربية تعرضت للإزالة، فإن الصور القديمة للمسجد التي تظهر فيها الكتابة، تؤكد تاريخ إنشائه وأمر السلطان ببنائه.

وفي حديث للأناضول، قال رئيس بعثة التنقيب الأثرية في آني، محمد أرسلان، إن المسجد يُعد أول نموذج لفن العمارة التركية في المنطقة.

وأوضح أن التصميم العميق للمسجد بثلاثة أروقة، يجعل منه امتدادا لتقاليد العمارة السلجوقية في مرحلة ما قبل دخول الأناضول.

فضلا عن أنه يعتبر نموذجا لعدد من المساجد السلجوقية التي جرى بناؤها لاحقا في مدن مختلفة وسط الأناضول، وفق أرسلان.

وأضاف: "المسجد في آني بثلاثة أروقة، بينما يضم نظيره في دوريكي (بولاية سيواس وسط تركيا) خمسة، لكن كلاهما يشترك في مداخل فخمة، وتنظيم للأروقة، وفناء داخلي، وقبة أمام المحراب".

- ارتفاع الأذان مجددا

وذكر أرسلان أن المسجد ظل مهجورا نحو 100 عام، قبل أن يخضع فيما بعد لأعمال ترميم في 2022 ضمن بروتوكول مع وكالة التنمية التركية.

وأشار إلى أن أعمال الترميم شملت تركيب أبواب ونوافذ جديدة اعتمادا على مواد قابلة للفك، كما فرشت الأرضية بالسجاد.

وتابع أنه بعد أعمال الترميم هذه رفع الآذان خمس مرات يوميا، واستؤنفت إقامة الصلاة في المسجد بعد توقف استمر نحو 100 عام.

وأفاد بأن المسجد تعرض لأضرار خلال الحرب العثمانية الروسية المعروفة بـ"حرب 93" (1877-1878)، لافتا إلى أنه بات اليوم جزءاً من مشروع "إرث للمستقبل" الذي تشرف عليه وزارة الثقافة والسياحة.

وكشف أرسلان عن خطة في إطار مشروع "إرث للمستقبل"، من أجل إعداد مشاريع ترميم جديدة للمسجد، تمهيداً لبدء عملية ترميم شاملة قريباً.

وختم قائلا: "نأمل في وقت قريب، البدء بتنفيذ أعمال ترميم شاملة لهذا الصرح التاريخي المهم، ليبقى شاهدا حيا على أول مسجد تركي بُني في الأناضول".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın