الثقافة والفن, الدول العربية, التقارير, المغرب

بحيرة عين سلطان بالمغرب.. جفاف الماء ورحيل البشر (تقرير)

ـ قبل سنة فقط، كان البحيرة جنة ومقصد القريب والبعيد، لكن بعد رحيل الماء رحل الجميع عنها باستثناء بعض الأسر التي تنتظر الغيث لتستمر في البقاء.

Khalid Mejdoup  | 26.07.2023 - محدث : 26.07.2023
بحيرة عين سلطان بالمغرب.. جفاف الماء ورحيل البشر (تقرير) صورة أرشيفية

Rabat

إموزار كندر (المغرب)/ الأناضول

ـ قبل سنة فقط، كان البحيرة جنة ومقصد القريب والبعيد، لكن بعد رحيل الماء رحل الجميع عنها باستثناء بعض الأسر التي تنتظر الغيث لتستمر في البقاء.
ـ رغم الجفاف، تصر بعض الأسر القليلة على افتراش أفرشة ووضع طاولات من أجل إعداد الشاي أو الطاجين (أحد أشهر الأكلات المغربية) للزوار، الذين لا لم يعودوا يلبثون كثيرا بالمكان الذي تغير بين ليلة وضحاها.

منذ يونيو/ حزيران 2022، تحولت ضاية (بحيرة) "عين سلطان" بمدينة إموزار كندر، شمالي المغرب إلى أرض قاحلة لا يوجد فيها قطرة ماء، مما بدّل صورتها الجميلة إلى صورة قاتمة بسبب الجفاف الذي ضربها وأحال خضرتها ونضارتها إلى يبس كالح.

قبل سنة فقط، كان البحيرة جنة ومقصد القريب والبعيد، لكن بعد رحيل الماء رحل الجميع عنها باستثناء بعض الأسر التي تنتظر الغيث لتستمر في البقاء.

** صمود وحنين

لا تزال بعض الأسر القاطنة بالقرب من البحيرة صامدة في انتظار الغيث، فهي تشكل لها مورد عيش، خاصة في فصل الصيف، حيث يكثر الزوار بحثا عن متنفس.

ورغم الجفاف، تصر بعض الأسر القليلة على افتراش أفرشة ووضع طاولات من أجل إعداد الشاي أو الطاجين (أحد أشهر الأكلات المغربية) للزوار، الذين لا لم يعودوا يلبثون كثيرا بالمكان الذي تغير بين ليلة وضحاها .

وقالت أمينة السيدة الستينية التي تعد الشاي والطعام لزوار البحيرة: "منذ يونيو/ حزيران من العام الماضي، تحولت البحيرة إلى ما هي عليه الآن".

واعتبرت، في حديثها للأناضول، أن "الجفاف واستثمار شركة تنتج الماء الطبيعي قرب البحيرة من أسباب جفاف البحيرة"

وقالت إن قوت يومها وقوت عدد من أسر المنطقة يأتي من هذه البحيرة.

أمينة تصر على دعوة الزوار القلائل على شرب الشاي أو تناول الطاجين، وملامح عينها تبدي الحسرة على زمن حين كان المكان يعجّ بالزوار قبل أن يتحول إلى شبه أطلال، ولا تدري ماذا يخفي لها القدر.

كلما جاءت أسرة لقرب البحيرة لقضاء يوم جميل، تستحضر أمينة ذكريات كان فيها الماء يتدفق في كل مكان، والأطفال يلعبون بالمياه وفوق مركبات صغيرة داخل البحيرة.

هذه المركبات الجميلة الشكل باتت تقبع الآن وحيدة بعد رحيل الماء، وكأنها شاهدة على ماض مشرق.

ولا تزال بعض الأسر القليلة تقضي يومها تحت ظل الأشجار قرب الضاية (البحيرة) ليستمتعوا بجمال الطبيعة، وهو الجمال نفسه المهدد بسبب الجفاف.

​​​​​​​الجفاف يأتي على بحريات الأطلس المتوسط تباعا، فبعد بحيرات "عوى" و"حشلاف" و"عين سلطان"، اختفت أيضا بحيرات أخرى كانت تشكل أحد أبرز معالم هذه المنطقة الجبلية.

** مساع حكومية لمواجهة الجفاف

وأطلق المغرب، في مايو/ أيار الماضي، خطة عمل لمكافحة آثار الجفاف، بالنظر إلى الوضع المناخي والمائي الذي أثر هذه السنة بشكل سلبي على سير موسم الفلاحة وتوفر المراعي.

جاء ذلك عقب ترؤوس الملك محمد السادس، جلسة عمل بالرباط خصصت لمواكبة "البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب والري خلال الفترة بين 2020-2027".

وأعطى الملك تعليماته للحكومة لتفعيل الإجراءات العاجلة لبرنامج مكافحة آثار الجفاف وتم تخصيص اعتمادات إضافية لرفع إجمالي ميزانية البرنامج الوطني إلى 143 مليار درهم (15 مليار دولار").

كما تمت برمجة سدود جديدة، ومعاينة تكاليف حوالي 20 سدا يتوقع إنجازها، والتي ستتمكن من رفع قدرة التخزين إلى 6.6 مليارات متر مكعب من المياه العذبة، وفق بيان للديوان الملكي.

وطلب الملك من الحكومة تسريع مشاريع تعبئة المياه غير التقليدية، من خلال برمجة محطات لتحلية مياه البحر، والرفع من حجم إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة.

وأقرت الحكومة في يونيو 2020 برنامجا وطنيا للتزود بالمياه لأغراض الشرب والري للفترة 2020 - 2027، باستثمارات تبلغ 115 مليار درهم (حوالي 12 مليار دولار).

ويعزو المغرب ندرة المياه إلى تراجع الأمطار خلال السنوات الماضية، إذ بلغ العجز السنوي مليار متر مكعب.

ودقت بعض الأنهار ناقوس الخطر، مثل نهر ملوية (شمال)، أحد أكبر أنهار البلاد، والذي بات عاجزا عن الوصول إلى مصبه للمرة الأولى في تاريخه بسبب الجفاف الشديد وكثرة الاستهلاك.​​​​​​​

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın