الدول العربية, التقارير, اليمن

انقطاع الإنترنت يعزل اليمن عن العالم (تقرير)

- منذ تعرض مركز الاتصالات في محافظة الحديدة غربي اليمن، للقصف انقطعت خدمة الإنترنت بعموم البلاد، فجر الجمعة.

22.01.2022 - محدث : 22.01.2022
انقطاع الإنترنت يعزل اليمن عن العالم (تقرير)

Yemen

عدن/ شكري حسين/ الأناضول

- منذ تعرض مركز الاتصالات في محافظة الحديدة غربي اليمن، للقصف انقطعت خدمة الإنترنت بعموم البلاد، فجر الجمعة.
- جماعة الحوثي اتهمت مقاتلات التحالف العربي بتنفيذ القصف، وهو ما لم يقره التحالف.
- الانقطاع أدى لتعطل مصالح ملايين اليمنيين ولخسائر كبيرة في مختلف القطاعات الاقتصادية وتوقف المعاملات المصرفية في البنوك وشركات الصرافة.
- ناشطون وصحفيون اتهموا الحوثيين بالوقوف خلف الانقطاع التام للإنترنت.

لليوم الثاني تواليا، يستمر انقطاع خدمة الإنترنت عن جميع المحافظات اليمنية، باستثناء العاصمة عدن، عقب تعرض مركز الاتصالات بمحافظة الحديدة (غرب)، لقصف جوي، قالت جماعة الحوثي إن مقاتلات التحالف العربي نفذته منتصف ليل الخميس، ما جعل البلاد في عزلة عن العالم.

وكان التحالف العربي أعلن مساء الخميس، استهداف "أحد أوكار عناصر القرصنة البحرية والجريمة المنظمة بالحديدة"، دون أن يقر باستهداف مركز الاتصالات.

وقال في بيان، أوردته وكالة الأنباء السعودية، إن "عناصر القرصنة البحرية والجريمة المنظمة تدير عملياتها من موانئ الحديدة الذي يعد شريان تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين، ومصدر تهديد لحرية الملاحة البحرية".

وفجر الجمعة، قالت منظمة "نت بلوكس" المهتمة بأمن شبكات الإنترنت في العالم، إن "الاضطراب في خدمة الإنترنت باليمن بدأ حوالي الساعة 1 فجرا (22:00 ت.غ) وتضررت منه شركة (تيليمن) المملوكة للدولة ويديرها الآن الحوثيون، حيث تتحكم في وصول الإنترنت للبلاد".

وينقل كابل فالكون الموجود تحت البحر الإنترنت إلى اليمن عبر ميناء الحديدة على طول البحر الأحمر، وللكابل أيضا مخرج آخر على الأرض في ميناء الغيضة بأقصى شرق البلاد.

وباستثناء عدد محدود من مشتركي خدمة "عدن نت" الحكومية في العاصمة المؤقتة للبلاد، فإن جميع المحافظات البالغ عددها 22 محافظة باتت معزولة عن العالم بسبب انقطاع الإنترنت فيها منذ الساعات الأولى من فجر أمس الجمعة.

** أضرار كبيرة

تسبب انقطاع الانترنت في تعطل مصالح ملايين اليمنيين، وخسائر كبيرة في مختلف القطاعات الاقتصادية وتوقف المعاملات المصرفية في البنوك وشركات الصرافة.

فيما توقفت معظم الصحف الرسمية والخاصة عن الصدور السبت، وشهدت منصات التواصل الاجتماعي هدوء تاما، وبات الجميع في عزلة من العالم، وفق مراسل الأناضول.

وتظهر البيانات في الوقت الحالي انهيار الاتصال على مزود خدمة الإنترنت الرئيسي بالبلاد، ما يشير إلى استمرار انقطاع الخدمة لليوم الثاني تواليا.

** اتهام للحوثين

أجمعت آراء عدد من الخبراء المتخصصين بقطاع الاتصالات وخدمات الإنترنت، على وقوف جماعة الحوثي، وراء انقطاع خدمة الإنترنت عن مختلف محافظات اليمن.

وتتحكم الجماعة بخدمات الإنترنت والاتصالات في جميع محافظات البلاد بما فيها الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، لوجود المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية في العاصمة صنعاء، ولوجود كابل "فالكون" البحري المزود للمحافظات بخدمة الإنترنت، في الحديدة.

وقالت المؤسسة العامة للاتصالات (خاضعة لسيطرة الحوثيين) في بيان، إن "خدمة الإنترنت انقطعت في معظم مناطق اليمن عقب استهداف مبنى الاتصالات بالحديدة حيث توجد البوابة الدولية للإنترنت، المصدر الوحيد للمحافظات الشمالية والجنوبية".

لكن هذه المزاعم قابلتها تساؤلات واسعة من قبل خبراء محليين حول السبب الذي جعل خدمة الإنترنت تعمل على مدار أكثر من ساعتين ونصف من وقوع الغارة قبل أن تتوقف.

** قرار متعمد

بهذا الصدد، قال المهندس في مجال الاتصالات يسري الأثوري، المقيم في ماليزيا: "آخر المعلومات تظهر أن الضربة الجوية التي تمت في الحديدة حدثت الساعة 10:30 (19:30 ت.غ) مساء الخميس، واستمر الإنترنت يعمل إلى الساعة 1 ليلا (22:00 ت.غ) وهو ما يرجح فرضية أن قرار قطع الإنترنت متعمد من قبل مليشيا الحوثي لإثارة الرأي العام".

ولفت في تدوينة عبر "فيسبوك"، أن "هناك معلومات محدثة تقول إن (يمن نت) لديها اتصال فضائي عبر الأقمار الصناعية يستخدم عند انقطاع الكابلات البحرية وقد استخدم من قبل عند انقطاع كابل فالكون".

وأضاف: "سبب عدم تشغيله في هذه الظروف قد يكون متعمدا، خصوصا والجماعة تكسب إيرادات ضخمة جدا من جراء انقطاع خدمة الإنترنت عبر خدمات الاتصالات وسيندفع المواطنون إلى استخدام خدمات الاتصالات عبر الجوال بشكل مكثف".

واستطرد: "هذا ما حدث بالفعل مما سيجلب المليارات للحوثيين وأكثر بكثير من التي تدره عليهم خدمة الإنترنت".

وذكر أن "حجم الإيرادات والأموال التي ستتدفق على الحوثيين من الاتصالات المباشرة ستجعلهم يفكرون بقطع الإنترنت إلى الأبد".

** الضغط لوقف الغارات

في السياق، شهدت صفحة الرئيس السابق لجمعية الإنترنت العالمية في اليمن، فهمي الباحث، نقاشات كبيرة، حيث تساءل الكثيرون عن سبب وجود هذا الفارق الزمني الكبير بين الغارة الجوية وانقطاع الإنترنت.

واتفق الغالبية على أن "هذا الانقطاع متعمد من قبل سلطات الأمر الواقع في صنعاء وربما الهدف هو إثارة الرأي العام والضغط نحو إيقاف الغارات الجوية التي حصدت أرواح العشرات من قياداتهم الميدانية والسياسية".

من جانبه، نقل الصحفي والمحلل السياسي محمود الطاهر، في تغريدة عن مصدر عامل في شركة "تليمن" (لم يسمه)، قوله إن "الإنترنت لم يتضرر بشكل كلي في اليمن نتيجة قصف مبنى شركة الاتصالات في الحديدة".

وذكر المصدر ذاته، أنه "تم استدعائنا الساعة 11:00 ليلا (20:00 ت.غ) الخميس إلى مقر الشركة في صنعاء وطلبوا منا فصل الخدمة بشكل كامل".

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من جماعة الحوثي حول هذه الاتهامات.

** هدوء كبير

قال رئيس تحرير موقع "بوست" الإخباري عامر الدميني، في تغريدة عبر "تويتر"، إن الهدوء يسود مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن.

وأضاف: "الباقون على الفيس وتويتر من اليمنيين هم من يعمل خارج اليمن، أو لهم إنترنت فضائي داخل البلاد، وهؤلاء قليل".

ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

والحرب أودت بحياة أكثر من 233 ألفا، وأدت إلى خسارة الاقتصاد أكثر من 126 مليار دولار، وبات 80 بالمئة من سكان اليمن، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın