الدول العربية, التقارير

اللبناني "حسين".. شغف بـ"الطغراء" وعشق جمع العملات العثمانية

يسعى إلى دخول موسوعة "غينيس"

07.09.2018 - محدث : 07.09.2018
اللبناني "حسين".. شغف بـ"الطغراء" وعشق جمع العملات العثمانية

Beyrut

بيروت/ناديا الحلاق/الاناضول

في حافظة بلاستيكية تضم بين صفحاتها عشرات القطع النقدية القديمة، يحاول اللبناني "حسين معاز" حمايتها من التلف والتآكل، طمعا في دخول موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية.

"حسين" يهوى جمع العملات العالمية، خاصة تلك التي تعود إلى الفترة الأخيرة من العهد العثماني وحتى قيام الجمهورية التركية الحديثة، إذ نجح بجمع نحو 87 ورقة منها.

"حسين" (37 عاما) الذي يعمل في مجال التصميم الداخلي، اعتاد ارتياد المعارض المحلية والخارجية التي تفترش بالعملات النقدية الأثرية، ليقتني القطع طمعا في إكمال مجموعته.

وكان يتردد على الأسواق وتجار العملات و"الأنتيكا" (الأشياء القديمة) في بعض الدول مثل تركيا ورومانيا والأردن، والمعارض التي كانت تطرح القطع النقدية "النادرة" للبيع.

ويقول "حسين" للأناضول: "لدي أكبر مجموعة ورقية من العملات في لبنان، وأطمح في الوصول إلى موسوعة غينيس، كما أولي أهمية كبيرة لجمع العملات الورقية العثمانية".

وبدأ اللبناني الهاوي رحلة اقتناء العملات منذ طفولته، عندما كان في ربيعه التاسع، إذ بدأ شغفه ينمو تدريجياً بالاعتماد على الحظ والصدفة في الحصول عليها.

ويقول: "بطبيعة الحال كل هاوٍ يبدأ هواية جمع العملات لا بد أن يركز في البداية على عملة بلاده، دون استثناء الشغف العالمي، وقد قادني البحث عن تاريخ العملة اللبنانية الوصول إلى جذور عملتنا والظروف التي أدت إلى ولادتها".

وبما أن لبنان شهد الحكم العثماني لنحو 400 سنة، كان لا بد أن يتعامل بعملتها المعدنية والورقية، من هنا بدأ مشوار "حسين" جمع العملات الورقية العثمانية والتركية.

وقال إنه "عبر تاريخ حكم العثمانيين، استطاعوا تأسيس بنية اقتصادية وتجارية قوية، خدمت الدولة العظمى في ذلك الحين".

وتابع حديثه "بما أن العملات النقدية واحدة من أهم المعالم الاقتصادية لدى الدول والحضارات، فإن الدولة العثمانية أعطت لها مكانا فريدا، وقامت بصك النقود والحفاظ على قيمتها".

وعن تاريخ أقدم عملة عثمانية تشملها مجموعته، أشار "حسين" إلى "امتلاكه عملة نقدية من فئة ألف قرش، الصادرة بين عامي 1855 و1857",

ولفت إلى أن "المميز فيها أنها طبعت لتعطى لفيالق الجيش لاستعمالها في مناطق نفوذه"، كما قال.

**شغف بالطغراء

ويسرد "حسين" قصة شغفه بـ"الطغراء" (شعار السلاطين)، وهي الرسومات التي كانت تنقش على الصكوك السلطانية، والمرسومة على وجهي القطع النقدية العثمانية الورقية والمعدنية.

ورأى في "طغراء" القطع النقدية العثمانية المميزة من حيث أشكالها والزخرفات المنقوشة عليها، إذ أنها تحكي فنا من فنون الخط العربي.

وأشار إلى أن "السلاطين العثمانيين كانوا يرسمون أسماءهم وألقابهم على العملات الورقية والمعدنية، والمعاملات الرسمية للدولة، بشكل لافت للنظر ويتباهون بها".

ويملك "حسين" واحدة من السندات النادرة، الصادرة عن البنك الزراعي سنة 1916، وهو المصرف الذي عمل من أجل دعم الاقتصاد في العهد العثماني، ويدل على محاولة السلطنة الاستثمار بالزراعة".

ومن أبرز القطع التي تمكّن من امتلاكها، "ثلاث طوابع بقيمة 5 بارة (كلمة تركية تعني نقود)، 10 بارة وآخر طبع فوقه قيمة 10 بارة".

وأشار إلى أن هذه الطوابع النقدية مهمة جدا كونها صنف نادر من العملات التي تجمع بين العملة النقدية، وشكل الطابع وقيمته.

وعن عملة تركيا الحديثة، لفت إلى أنه يمتلك كل المجموعات التي صدرت في العهد الجمهوري سنة 1926، وكانت باللغة العربية لكن مع تأسيس الجمهورية بدأت تصدر باللغة التركية والحرف اللاتيني.

وبدأ "حسين" جمع القطع النقدية العثمانية والتركية بشكل احترافي منذ عشر سنوات تقريبا، إذ بات يفرّق بين القطع النادرة والقيّمة، ويتعرف إلى تاريخها.

ويحصل على هذه العملات من بلدان عدة وخصوصاً تركيا، كما يسعى للحصول على نوادر هذه القطع النقدية كي يكمل مجموعته.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.