الدول العربية, التقارير, سوريا

الخطر النائم.. جهود متواصلة لتطهير سوريا من بقايا الحرب (تقرير)

- اللجنة الدولية للصليب الأحمر تواصل أعمالها الميدانية في عدة مناطق سورية لإزالة مخلفات الحرب

Ahmet Karaahmet, Muhammed Kılıç  | 30.09.2025 - محدث : 30.09.2025
الخطر النائم.. جهود متواصلة لتطهير سوريا من بقايا الحرب (تقرير)

İdlib

حلب/ الأناضول

- اللجنة الدولية للصليب الأحمر تواصل أعمالها الميدانية في عدة مناطق سورية لإزالة مخلفات الحرب
- من أبرز المناطق المليئة بالذخائر بلدة برلهين في ريف حلب الشرقي
** سامر حداد، المسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر:
- قمنا خلال الأشهر الستة الماضية بمسح نحو 3 كيلومترات مربعة من الأراضي وأزلنا أكثر من 400 ذخيرة غير منفجرة 
- نظمنا جلسات توعية للسكان بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري في حلب 
** المواطن نضال بكرو، من بلدة الأبزمو في ريف حلب الغربي:
- فقدت ساقي نتيجة انفجار لغم أثناء ذهابي إلى حقلي، وأنتظر تركيب ساقٍ اصطناعية
- الألغام التي زرعتها قوات النظام السابق وبقايا الحرب لا تزال تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين
 

رغم وضع الحرب أوزارها في سوريا، إلا أن مخلفاتها لا تزال تشكل خطرا نائما يهدد حياة المدنيين، وسط جهود متواصلة من قبل الجهات المعنية، ومنظمات دولية، بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتطهير البلاد من الألغام والذخائر غير المنفجرة.

وتواصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أعمالها الميدانية في عدة مناطق سورية للكشف عن الألغام والذخائر غير المنفجرة التي خلّفتها الحرب التي استمرت 13 عامًا وانتهت بسقوط نظام الأسد أواخر عام 2024.

وتقوم فرق اللجنة بعمليات مسح مكثف في المناطق المتضررة مستخدمة أجهزة كشف المعادن المعروفة باسم (Subsurface Search)، للبحث تحت الأرض، إلى جانب تقنية "الخطاف والحبل" لسحب الذخائر عن بُعد بطريقة آمنة.

ووفق بيانات المرصد الدولي للألغام الأرضية، تسببت الذخائر غير المنفجرة في سوريا منذ عام 2011 وحتى اليوم في مقتل أو إصابة أكثر من 13 ألف شخص.

**إزالة 400 ذخيرة غير منفجرة

ومن أبرز المناطق المليئة بالذخائر بلدة برلهين في ريف حلب الشرقي، التي كانت خاضعة في السابق لسيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، وتُعد من أخطر المناطق.

وفي حديث للأناضول، قال سامر حداد، المسؤول في وحدة الحد من آثار التلوث بالأسلحة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن أهمية هذه الجهود ازدادت مع عودة السكان إلى البلدة.

وأضاف حداد: "قمنا خلال الأشهر الستة الماضية بمسح نحو 3 كيلومترات مربعة من الأراضي، وأزلنا أكثر من 400 ذخيرة غير منفجرة من بين المنازل والحقول الزراعية".

وأشار إلى أن نحو 100 قطعة ذخيرة تم تفجيرها بشكل آمن، مضيفًا: "بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري في حلب، نظمنا جلسات توعية للسكان استفاد منها نحو 2500 شخص".

**فقد ساقه بسبب لغم

نضال بكرو، وهو من بلدة الأبزمو في ريف حلب الغربي، قال للأناضول إنه فقد ساقه نتيجة انفجار لغم أثناء ذهابه إلى حقله قرب "اللواء 46".

وأضاف بكرو: "تلقيت العلاج في المستشفيات لفترة قاربت 5 أشهر، والآن أنتظر تركيب ساقٍ اصطناعية".

وأوضح أن حقله كان يقع على خط الجبهة، وقد أراد زيارة الحقل لجلب الحطب بعد انسحاب قوات النظام من المنطقة، لكن انفجار اللغم غيّر مجرى حياته بالكامل.

**وجوب الحذر

وحذّر بكرو الأهالي قائلاً: "على كل من يملك أرضًا أو يعيش قرب خطوط التماس (السابقة) ألا يذهب إلى أرضه قبل إبلاغ فرق إزالة الألغام. الوضع في الحقول ما زال شديد الخطورة".

وأشار إلى أن الألغام التي زرعتها قوات النظام السابق وبقايا الحرب لا تزال تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين، مؤكدًا أهمية تنسيق الجهود بين السلطات وفرق الدفاع المدني.

ومن حين لآخر، تعلن السلطات السورية عن سقوط قتلى أو إصابات جراء انفجار مخلفات الحرب التي شنها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد على البلاد طيلة 13 عامًا (2011-2024).

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهيةً بذلك 61 عامًا من حكم حزب البعث و53 عامًا من حكم عائلة الأسد.

وبسقوط العاصمة، طُوي عهد بشار الأسد بعد 24 عامًا أمضاها في السلطة، في محطة فارقة من تاريخ البلاد السياسي والمعاصر.

ومنذ ذلك الحين، تبذل الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع جهودًا مكثفة لضبط الأمن وإعادة الاستقرار، وسط تحديات كبيرة خلّفتها سنوات الحرب الطويلة وما أفرزته من دمار واسع.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.