دولي, التقارير

التلوث الصناعي يجعل عاصمة بنغلاديش "غير صالحة للعيش" (تقرير)

بمناسبة اليوم العالمي للمدن، دعا الخبراء إلى اتخاذ تدابير للمحافظة على جميع الأنهار الستة المحيطة بالعاصمة البنغالية دكا

02.11.2021 - محدث : 02.11.2021
التلوث الصناعي يجعل عاصمة بنغلاديش "غير صالحة للعيش" (تقرير)

Dhaka

دكا / إس إم نجم ساكب / الأناضول

دكا، عاصمة بنغلاديش التي كانت في يوم من الأيام مركزا للتجارة والأعمال بفضل طرقها النهرية الطويلة، أصبحت اليوم تعاني من التلوث الشديد.

وفق دراسة أجرتها منظمة البيئة والتنمية الاجتماعية (ESDO) في بنغلاديش، يتم إلقاء ستة آلاف طن من النفايات السائلة في منطقة بوريغانجا الرئيسية بشكل يومي.

وأضافت الدراسة الحديثة، أن مياه الصرف الصحي غير الملائمة والإدارة غير الفعالة للنفايات تساهم في تلوث المياه.

علاوة على ذلك، يتم تصريف النفايات الصناعية غير المعالجة ومياه الصرف الصحي المنزلية في مجرى نهر بوريغانجا (جنوب)، مما يؤدي إلى انقراض الحياة المائية وفشل النظم البيئية.

يوجد في العاصمة البنغالية ستة أنهار، هي: بوريغانجا وسيتالاخيا وبانغشي وتوراغ وبالو وداليشاوري، وتعرف حاليًا باسم "الأنهار الميتة بيولوجيًا".

وتعد دكا موطناً لحوالي 20 مليون شخص، وواحدة من المدن الكبرى ذات الكثافة السكانية الأعلى في العالم، ولا تزال في ذيل قائمة المدن الصالحة للعيش، وتحتل المرتبة الرابعة من حيث تلوث الهواء.

يركز "اليوم العالمي للمدن" الذي تحتفل به الأمم المتحدة في 31 أكتوبر/تشرين أول من كل عام، على تكيف المدن مع تغير المناخ.

ووفقًا للأمم المتحدة، ستعمل سياسة وخطة العمل المتكاملة لمواجهة تغير المناخ على تقليل المخاطر المرتبطة بالمناخ بشكل كبير على سكان المناطق الحضرية.

وفي حديثه للأناضول، قال ديدار محمد، وهو مدير مدرسة أهلية في جنوب وسط منطقة فريدبور: "بعد خمس سنوات في دكا، أشعر أنني عشت حياة غير صحية بسبب الطقس القاسي والتلوث الهائل ونقص الترفيه".

وأضاف ديدار (31 عاما)، الذي يعمل أيضًا ناشطًا ثقافيًا واجتماعيًا في المنطقة: "على النقيض من ذلك، ورغم عدم توفر جميع المرافق المخصصة للمواطنين، فإن تكلفة المعيشة مرتفعة للغاية في دكا.. لذلك قررت مغادرة المدينة من أجل معيشة مريحة".

وأصبحت دكا هذا العام في المرتبة الأربعين من حيث تكلفة المعيشة على مستوى العالم، أغلى من واشنطن، وفقا لمسح "مرسير" الخاص بتكلفة المعيشة حول العالم.

وبنفس الطريقة، عاد صلاح الدين ماهين، الذ ينحدر من منطقة رانجبور الشمالية، إلى قريته وبدأ عمله الخاص بعد تخرجه من جامعة أهلية في دكا، تاركاً وظيفته في شركة خاصة كانت تمنحه راتباً جيداً.

وادعى كل من ديدار وصلاح الدين (32 عاما) أن الكثير من الشباب يسيرون حاليًا على نفس خطاهم.

** التلوث الصناعي

الخبير البيئي شهريار حسين، قال للأناضول، إن مياه جميع الأنهار المحيطة بالعاصمة أصبحت غير صالحة للاستعمال، ولا يمكن تنقيتها بعد الآن، حيث يتم إلقاء جميع نفايات المدينة والقمامة الصناعية والسوائل السامة مباشرة في تلك الأنهار.

وأضاف: "هيئة الإمداد بالمياه في دكا يتوجب عليها جلب المياه من خارج المدينة.. فليست المياه السطحية فقط هي الملوثة، بل إن المياه الجوفية في دكا أصبحت بالفعل شديدة التلوث بالمعادن الثقيلة".

وتعتبر إمدادات المياه التي توفرها سلطة المدينة ملوثة للغاية، لذلك يتعين على سكان المدينة حرق غاز بقيمة 3.32 مليار تاكا بنغالي (38.77 مليون دولار) سنويا لإنتاج مياه صالحة للشرب، وفقا لمنظمة الشفافية الدولية في بنغلاديش.

وأكد "حسين" أنه تم العثور على مقدار سام من المعادن مثل الرصاص والكادميوم والكروم والزئبق في رواسب أنهار دكا، مضيفاً أنه "حتى مياه الآبار الأنبوبية العميقة التابعة لهيئة الإمداد بالمياه والصرف الصحي في دكا تلوثت بالفعل".

ووجدت دراسة أجرتها جامعة كيرتن في أستراليا بتمويل من البنك الدولي، أنه حتى في موسم الرياح الموسمية، تكون درجات الحرارة في النهار بمدينتي دكا وتشيتاغونغ حارة مثل الصيف.

كما ارتفعت درجات الحرارة في دكا بمقدار 3 درجات مئوية على مدار الثمانية عشر عاما الماضية.

** عجز الحكومة

نائبة وزير البيئة والغابات وتغير المناخ، حبيبون نهار، تحدثت للأناضول عن عجز وزارتها في حماية الأنهار من التلوث الصناعي.

وقالت نهار: "لقد نجحنا في تحويل صناعة المدابغ من العاصمة إلى منطقة ساوار، على أطراف دكا، لكن طبيعة المصانع الملوثة للأنهار لم تتغير. إنهم يلوثون حالياً نهر بانغشي، النهر الرئيسي وسط بنغلاديش بمنطقة ساوار".

وأضافت الوزيرة أن مصانع الملابس الجاهزة تعد من بين المساهمين الرئيسيين في تلوث نهر دكا، لكنها ليست مستعدة للانتقال إلى مكان محايد.

وأعربت عن إحباطها من مصانع الطوب غير القانونية المنتشرة في أنحاء المدينة قائلة: "القوى العاملة غير الكافية تجعل عملنا صعبًا"، وشددت على ضرورة وعي ومسؤولية الناس في حماية الأنهار والبيئة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.