
Izmir
رودس/ خليل فيدان/ الأناضول
رغم تعاقب القرون وتبدل الأزمنة، لا تزال جزيرة رودس اليونانية، الواقعة في بحر إيجه، تحتفظ بملامح عثمانية بارزة، شاهدة على حقبة امتدت لنحو أربعة قرون من الحكم العثماني، حيث تتجاور المساجد والحمامات والأسوار القديمة، في تناغم يحكي قصص حضارات تعاقبت وتفاعلت على أرض الجزيرة.
وتُعد رودس، إحدى كبريات جزر بحر إيجه، من أبرز الوجهات التي تستقطب عشّاق التاريخ والآثار. وقد فتحها السلطان سليمان القانوني عام 1522، لتخضع لحكم الدولة العثمانية لنحو أربعة قرون.
أما قلعة رودس و"المدينة القديمة" داخلها، والتي كانت تحت سيطرة فرسان الإسبتارية لسنوات طويلة، فقد أُدرجت ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة "اليونسكو"، لما تحمله من رمزية تاريخية ومعمارية.
آثارٌ شامخة تتحدى الزمن
ورغم مرور السنوات، ما زالت العديد من المباني العثمانية صامدة، تضفي على النسيج العمراني للجزيرة طابعًا مميزًا يمزج بين الشرق والغرب.
ومن أبرز هذه المعالم، جامع سليمان القانوني الذي بُني عام 1523 ليكون أول منشأة عثمانية كبيرة على الجزيرة، ورمزًا لبداية الحقبة الجديدة.
يقع الجامع في قلب المدينة، ويمكن رؤيته من أغلب زواياها، لكنه مغلق أمام الزوار والمصلين، ما يُثير مشاعر الحزن لدى الزائرين الأتراك الذين يرونه جزءًا من هويتهم وذاكرتهم التاريخية.
ويتميّز الجامع بتصميمه المعماري الراقي وساحته الرحبة، التي تعكس أبهى صور الفن العثماني.
بصمات عثمانية أخرى
ومن بين المعالم الأخرى التي تحتفظ ببصمة عثمانية بارزة، حمام مصطفى باشا، الذي يُعد شاهدا على الحياة الاجتماعية التي جلبها العثمانيون إلى الجزيرة، ويستقطب اهتمام السياح بتصميمه المميز وأجوائه التاريخية.
كما تحتضن رودس أيضًا:
ومن المعالم الأخرى التي تحمل بصمة العثمانيين في الجزيرة، حمام مصطفى باشا، الذي يحظى باهتمام كبير من السياح، إذ يعكس ملامح الحياة الاجتماعية التي جلبها العثمانيون إلى مدينة رودس.
كما تضم الجزيرة أيضًا جامع رجب باشا، ومكتبة حافظ أحمد آغا، وضريح مراد رئيس، والتي تُعد من أبرز المعالم التي تخلد الوجود العثماني في الجزيرة.
وتتميز مكتبة حافظ أحمد آغا بأهميتها الفريدة بفضل احتوائها على مخطوطات عثمانية نادرة، ما يجعلها وجهة ثمينة للباحثين.
- جامع إبراهيم باشا... الشاهد الحي
ويعتبر جامع إبراهيم باشا المعلم العثماني الوحيد الذي لا يزال مفتوحا للعبادة في رودس. ويُرفع فيه الأذان خلال أوقات الصلاة، وإن كان صوته لا يتعدى جدران المسجد، مما يُشعر الزائرين بالحزن والأسى. وإن كان صوته لا يتعدى جدران المسجد، في مشهد يختلط فيه الحنين بالألم.
ويتولى العناية بالجامع إسكندر بكمازجي، الذي يُعرف نفسه بأنه "من أحفاد العثمانيين"، وقال لمراسل الأناضول: "عائلتي تقيم في رودس منذ عام 1526. هناك نحو 4000 تركي ما زالوا يعيشون هنا. نحاول الحفاظ على ثقافتنا عبر جمعيتنا المحلية، ونحيي المناسبات الدينية مثل رمضان والعيد والمولد النبوي. أيام الجمعة تشهد إقبالًا على المساجد".
وأضاف أن لديه أقارب في إزمير وإسطنبول، ويحرص على التواصل مع الزوار القادمين من تركيا لتبادل الحديث وتخفيف شعور الغربة.
- معالم أخرى تقف شاهدة على التاريخ
ومن المعالم العثمانية البارزة أيضا برج ساعة فتحي باشا، الذي بُني عام 1852 في عهد السلطان عبد المجيد، ويقع في أحد أعلى مواقع الجزيرة.
ويُستخدم اليوم كمقهى ومنصة لمشاهدة المناظر البانورامية، ويُعد مثالًا حيًا على توظيف المعالم التاريخية في الاستخدامات المعاصرة، دون فقدان هويتها المعمارية.
ورغم طغيان الطابع العثماني، إلا أن الجزيرة تضم أيضًا معالم من الحضارات الأخرى، مثل الآثار الرومانية، وبقايا حكم فرسان الإسبتارية.
ومن المعالم الأخرى التي تُخلّد الوجود العثماني في رودس، برج ساعة فتحي باشا، الذي شُيد عام 1852 في عهد السلطان عبد المجيد، ويقع في أحد الأماكن المرتفعة بالجزيرة.
ويُستخدم اليوم كمقهى ومنصة لمشاهدة المناظر البانورامية، ويُعد مثالًا حيًا على توظيف المعالم التاريخية في الاستخدامات المعاصرة، دون فقدان هويتها المعمارية.
ورغم شهرتها بالآثار العثمانية، إلا أن رودس تحتضن أيضًا معالم تعود إلى الحضارة الرومانية، إضافة إلى بقايا أثرية تعود لعهد فرسان الإسبتارية (فرسان الهيكل)، الذين جعلوا من الجزيرة معقلًا لهم.
ومن بين هذه المعالم، قلعة رودس، وقصر الأساتذة، وشارع الفرسان، والتي تُعد من أبرز الشواهد على فنون العمارة القروسطية في أوروبا.
أما قصر الأساتذة، الذي كان مقرًا لفرسان الهيكل، فيُعد تحفة معمارية بأبراجه العالية وأسواره الضخمة، ويُعد اليوم متحفًا يضم مقتنيات تعود للعهدين البيزنطي وفترة الفرسان.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.