الدول العربية, التقارير, المغرب

"التبوريدة" بنون النسوة.. فروسية الأجداد يحفظها أحفاد المغرب (تقرير)

- "التبوريدة" استعراض للفرسان يحاكي معارك التحرير والاحتفالات وتنطلق الخيول لنحو 100 متر ينتهي بإطلاق النار في الهواء

Ahmad Bentaher  | 03.09.2025 - محدث : 03.09.2025
"التبوريدة" بنون النسوة.. فروسية الأجداد يحفظها أحفاد المغرب (تقرير)

Morocco

الرباط / الأناضول

- "التبوريدة" استعراض للفرسان يحاكي معارك التحرير والاحتفالات وتنطلق الخيول لنحو 100 متر ينتهي بإطلاق النار في الهواء
- لا تزال حاضرة في مختلف مناطق المغرب، لحرص الآباء والأجداد على نقل تجربتهم وخبرتهم إلى أبنائهم وأحفادهم
- تعرف مدن وقرى المملكة مهرجانات ومسابقات "التبوريدة"، بحضور كبير للمواطنين
- أمال الحمري للأناضول: ليست هناك منافسة مع الرجال في "التبوريدة" وإنما هناك تكامل في لعب أدوار متعددة

آمال الحمري شابة مغربية تمتهن الفروسية التقليدية "التبوريدة" منذ أكثر من عقدين من الزمن، وتتلمذت لسنوات على يد جدها لتحقق حلم والدتها.

تسلمت الحمري مشعل "التبوريدة" من جدها منذ عام 2004، وأصبحت تشارك في المهرجانات والمسابقات بمختلف ربوع الوطن، وذلك في تجربة مفعمة بالإبداع.

قصة الحمري مثال على حرص الآباء على تعليم أولادهم من الإناث كما الذكور لعروض "التبوريدة" للمحافظة على تراث يجمع بين الفروسية والشجاعة والفن التقليدي والتدريب.

و"التبوريدة" عرض فروسية تقليدي يحاكي معارك التحرير واحتفالات النصر، إذ ينطلق الفرسان بخيولهم لمسافة تقارب 100 متر في انسجام جماعي، قبل أن يختموا المشهد بإطلاق نار متزامن في الهواء.

وترتبط قطاعات عدة بـ"التبوريدة"، مثل تربية الخيل وصناعة السروج، مما يجعل العديد من الحرفيين يتفننون وينقلون شغفهم بالخيول وتزيينها بما غلا ثمنه وحلا شكله.

كما ترتبط بـ"التبوريدة" عوالم واسعة تمتد من تربية الخيل إلى صناعة السروج، حيث يجد الحرفيون والحرفيات في هذا الفن ساحة للتفنن والإبداع.

وبالإبداع يعبر الحرفيون والحرفيات عن شغفهم بالخيول ويكسونها ما غلا ثمنه وحسن شكله، لتغدو زينة للفرسان ومجداً للتقليد.

** مهرجانات ومسابقات

يحرص الآباء والأجداد على نقل تجربتهم ومعارفهم إلى الأبناء والأحفاد من الذكور والإناث، كي تظل "التبوريدة" حاضرة في أنحاء المملكة.

وتجذب مهرجانات ومسابقات "التبوريدة" جمهورا كبيرا من مختلف الأعمار، يحرصون أيضا على متابعة أنشطة أخرى موازية تعرفها المهرجانات في مختلف أنحاء المملكة.

وتُعنى مؤسسات عدة، مثل الشركة الملكية لتشجيع الفرس (حكومية)، بهذه المسابقات التي تظهر ضمن أمور عدة مدى تحكم الفارس في جواده.

وخلال استعراضات فرق الخيالة "البواردية" تنطلق أهازيج شعبية، منها الطقطوقة الجبلية ووصلات النفار وفرق الطبالة والغياطة والكوامانجية.

** إرث الأجداد

الحمري قالت للأناضول إنها "مقدمة" للسربة النسوية التي تمثل مدينة القنيطرة (شمال غرب)، وتشارك في مهرجان المدينة مع سربة رجالية.

وأضافت أن جدها كان "مقدم سربة"، أي "رئيس فرقة خيول".

وزادت: "أمي كانت تعشق التبوريدة لكن لم يسعفها الحظ لتركب الخيول، فحققنا لها أنا وأختي حلمها بأخذ المشعل من والدها، ولا زلنا نتشبث بهذا التراث إلى يومنا هذا".

وتابعت: "بدأت التبوريدة منذ عام 2004، بعدما مارست القفز على الحواجز، ثم عشقت التبوريدة، إنه حب وعشق، وأيضا وراثة من جد".

وشددت على ضرورة الحفاظ على هذا الموروث، لكي يكون بأحسن حلة مستقبلا.

** تكامل ليست منافسة

"ليست هناك منافسة مع الرجال في التبوريدة، وإنما هناك تكامل في لعب أدوار متعددة، فالمرأة تقدم صورة جميلة للميدان كما هو الشأن بالنسبة للرجل أيضا"، هكذا أوضحت الحمري.

وزادت: "أتمنى أن يسود التعاون بين الرجال والنساء في هذا المجال، بحب واحترام ورأفة دون حسد ولا منافسة غير شريفة، لأن الأمر يتعلق بفن مغربي أصيل، علينا أن نحافظ عليه رجالا ونساء".

والتبوريدة لها تقاليد وأعراف، وفق الحمري، منها "الشياخة، أي التعلم ممن سبقوك إلى هذا التراث، وهي كلمة تعني أن الفارس تعلم ممن سبقوه وتتلمذ على أيديهم".

وتابعت: "أن تكون مقدم فذلك تكليف قبل أن يكون تشريف، وهذه الهواية في حاجة للتعاون المادي والمعنوي".

الحمري حرصت على المشاركة بمهرجان مدينة القنيطرة الثقافي المقام من 22 إلى 24 أغسطس/ آب الماضي، حيث تم تنظيم مسابقة "التبوريدة" بمشاركة عشرات السربات تمثل مختلف أقاليم المملكة.

وعرفت هذه المسابقة حضورا كبيرا للجمهور، الذي يتفاعل خاصة حين يطلق الفرسان الطلقة من بنادقهم بشكل موحد.

ويعطي المقدم (رئيس الفرقة) إشارة انطلاق الفرسان لنحو 100 متر، تنتهي بإطلاق النار في الهواء بشكل موحد.

** أنشطة موازية

ترتبط قطاعات عدة بـ"التبوريدة"، خاصة الصناعة التقليدية مثل الملابس والسروج، فضلا عن تربية الخيول بمختلف أنواعها.

والمرحلة الأولى من مسابقة "التبوريدة" تتمثل في جمالية وتناسق ملابس الفرسان، لذلك تتفنن كل فرقة في اختيار ملابسها لونا وشكلا.

وزينة خيول "التبوريدة" وفرسانها في المغرب مرتبطة بشكل كبير بسروج تقليدية، يبدع الصناع التقليديون في حياكتها.

ومن بين الصناعات التقليدية أيضا أحذية الفرسان، التي تكون عادة طويلة ومصنوعة من الجلد.

وبحسب الشركة الملكية لتشجيع الفرس، في منشورات سابقة، يرتبط الفرس ارتباطا وثيقا بتاريخ المغاربة.

ويعتبر الفرس البربري أول سلالة بالمغرب، قبل أن يأتي العرب إلى المنطقة بسلالتهم الخاصة، أي الحصان العربي.

أما الفرس العربي- البربري فجاء نتيجة تهجين بين السلالتين الأوليين، وكلاهما له القدرة على التأقلم مع محيطهما الطبيعي القاسي، الذي يقل فيه الكلأ.

واحتفظ المغاربة للفرس بمكانة متميزة، إذ يتعلقون به من باب حب الزينة والشغف، ويرتبطون به في الأعياد والحفلات والمواسم الشعبية ومهرجانات "التبوريدة".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın