إسرائيل أبادت عائلته بغزة.. الطفل أركان يصارع الإصابة والتجويع (تقرير)
- إسرائيل أبادت عائلة أركان عساف بعد أكثر من أسبوع من نجاته بأعجوبة من قصف استهدف المنزل

Gazze
غزة / الأناضول
- إسرائيل أبادت عائلة أركان عساف بعد أكثر من أسبوع من نجاته بأعجوبة من قصف استهدف المنزل- أركان مصاب بكسور في الجمجمة والفك والقدم والحوض ويحتاج لرعاية صحية وعلاج لالتئام جروحه
- خالته آلاء قاعود: ما ذنب هذا الطفل! دائما ينادي على والديه ولا يجدهما، والجوع يؤثر على حالته الصحية
على أريكة في منزل جدته بمدينة غزة، يرقد الطفل أركان عساف (5 سنوات) عاجزا عن الحركة بعد أكثر من أسبوع على نجاته بأعجوبة من مجزرة ارتكبتها إسرائيل بقصف جوي دمر منزل العائلة وأباد أفرادها.
وأسفرت الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل عن محو أسماء عائلة عساف المكونة من الوالدين وشقيق أركان الأكبر من السجل المدني الفلسطيني، بعدما قتلوا برفقة عدد آخر من أقاربه بقصف استهدف منزلهم الذي كان يؤوي مدنيين بينهم عدد كبير من الأطفال.
فيما أصيب أركان بعدة كسور في أنحاء مختلفة من جسده أبرزها الجمجمة والفك والقدم والحوض بعدما قذفه الانفجار الذي استهدف منزلهم إلى تلة قريبة امتلأت بأشلاء أفراد عائلته القتلى.
ويصارع اليوم الطفل آلام الإصابة وحيدا جائعا، وسط نقص حاد في الأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية ما يفاقم من وضعه الصحي.
ومنذ أسبوعين لم يتوقف أركان عن مناداة والدته ووالده، بحيث يطلب تارة إحضار الدواء له وتارة أخرى لمسة حنان تخفف عنه أوجاعه، غير مدرك بعد أنه فقد كل من كان يتواجد في حياته.
هذا الطفل الفلسطيني واحد من آلاف الأطفال الذين أبادت إسرائيل عائلاتهم بالكامل ولم يتبق غيرهم، ليواجهوا بشكل منفرد واقعا مأساويا وسط الإصابة والجوع والفقر والإبادة.
وفي 8 مايو/ أيار الجاري قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن الجيش الإسرائيلي أباد منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 نحو 2200 عائلة بالكامل، ما أدى إلى مسح 6 آلاف و350 شخصًا من السجل المدني.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي أباد ما يزيد عن 5 آلاف و120 عائلة فلسطينية بغزة لم يتبق منها سوى فرد واحد فقط.
** ليلة الهجوم
وقع الهجوم الإسرائيلي على منزل عائلة عساف في حي "التوام" شمال غرب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة مساء 16 مايو الجاري.
وتقول خالة أركان، آلاء قاعود، في حديثها للأناضول، إن القصف تسبب بمقتل كل من كان في المنزل فيما نجا أركان بأعجوبة.
وتابعت: "كانتا شقيقتاي وعائلاتهما في المنزل المكون من 6 طوابق، فقد تم هدمه على رؤوسهم"، دون الإشارة إلى عدد القتلى بالكامل.
وأفادت، نقلا عن شهود عيان تواجدوا في المنطقة لحظة الهجوم، بأن أركان قذفه الانفجار إلى تلة قريبة من المنزل بجانب أشلاء تطايرت هي الأخرى.
وتقول وهي تبكي، إن عساف سيبقى وحيدا يصارع الحياة وقسوتها دون والديه اللذين لم ينفك عن مناداتهما.
** نقص العلاجات
الطفل أركان يرقد حاليا في منزل جدته دون توفر الرعاية اللازمة لوضعه الصحي بعد تعرضه لعدة كسور في جسده.
وتوضح قاعود أن أركان بحاجة ضرورية إلى متابعة صحية مستمرة وعمليات جراحية في الفك والحوض، فيما يعاني النظام الصحي بغزة من انهيار عام جراء الإبادة، وفق ما أكدته تقارير حقوقية محلية ودولية.
وأكدت على حاجة الطفل لأدوية وريدية من أجل تسريع عملية شفائه والتئام جروحه، بدلا من أقراص الأدوية التي لا تؤدي هذه المهمة الكبيرة.
وفي 4 مايو، قالت متحدثة منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، إن الوضع الصحي في قطاع غزة كارثي وقريب من الهاوية، جراء منع إسرائيل دخول أي مساعدات أو مستلزمات طبية منذ 2 مارس الماضي.
وأضافت هاريس بحديثها للأناضول أن الأطباء والممرضين يعانون من نقص جميع المستلزمات الضرورية لمساعدة الجرحى، إذ يفتقرون لأكياس الدم، ووحدات الحقن الوريدي، وأعواد القطن لتنظيف الجروح، والمضادات الحيوية لحماية الناس من العدوى.
إلى جانب الحصار المشدد، يواجه القطاع الصحي بغزة والمستشفيات والمراكز الصحية العاملة استهدافا إسرائيليا متعمدا ما يخرج بعضها عن الخدمة ويحول دون تقديم الخدمات لآلاف المرضى.
ويبلغ عدد المستشفيات العاملة في غزة 19 مستشفى تعمل جزئيا، بينها 8 حكومية و11 خاصة، من أصل 38 مستشفى، وفق وزارة الصحة بغزة.
كما تعمل في القطاع 9 مستشفيات ميدانية تقدم خدمات طارئة في ظل الإبادة الإسرائيلية على القطاع.
** نقص أغذية
وإلى جانب معاناته من الإصابة، يعاني أركان من تداعيات صحية تؤخر من عملية شفائه جراء المجاعة المتفشية في القطاع، وتقول قاعود إنه لا يتناول الطعام الصحي الذي يفيد في التئام كسوره وجروحه.
وتوضح أنه دائما ما يطلب أصنافا مختلفة من الطعام، فيما يواسي نفسه بصور منشورة على شبكة الإنترنت.
هذا الطفل الذي لم يدرك بعد معنى المجاعة يطلب من خالته جزءا من كعكة نُشرت صورتها على الإنترنت، كما يطلب أن تبقى هذه الصورة بحوزته كي ينظر إليها كلما جاع.
ومنذ 2 مارس، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وعلى مدار تلك الأيام، لم تسمح إسرائيل إلا بدخول 87 شاحنة مساعدات فقط مخصصة لمؤسسات دولية وأهلية فيما يحتاج القطاع يوميا إلى 500 شاحنة من المساعدات الإغاثية والطبية والإغاثية و50 شاحنة وقود كحد أدنى منقذ للحياة بغزة، وفق ما أعلن عنه المكتب الإعلامي الحكومي مساء الأربعاء.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 176 ألف فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات الآلاف من النازحين.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.