تركيا, الثقافة والفن, التقارير

"أولو جامع".. لؤلؤة العمارة العثمانية في بورصة (تقرير)

"الجامع الكبير" شُيّد بأمر من السلطان بايزيد الأول (1389ــ 1403) ويشتهر بقبابه العشرين ويعد متحفا فنيا مفتوحا للخط العربي..

19.08.2022 - محدث : 20.08.2022
"أولو جامع".. لؤلؤة العمارة العثمانية في بورصة (تقرير)

Istanbul

عمر شقليه/ الأناضول

بُني "أولو جامع" أو "الجامع الكبير" تجسيدا لأقدم أنماط العمارة العثمانية في الأناضول، وهو جامع بعشرين قبة ومئذنتين.

وشُيّد الجامع بأمر من السلطان بايزيد الأول (1389ــ 1403)، الملقب بـ"الصاعقة"، في مدينة بورصة (شمال غربي تركيا) التي كانت عاصمة الدولة العثمانية بين 1335 و1363 قبل فتح القسطنطينية عام 1453.

وبُني الجامع على الطراز السلجوقي، قبل أن تتأثر أبنيته بالعمارة البيزنطية، وبقي منذ القرن 14، خامس أهم الجوامع في العالم بعد الحرمين الشريفين والمسجدين الأقصى في القدس والأموي في دمشق.

وكان العلماء يدّرِسون في "أولو جامع"، ويذهب إليه الطلاب لتلقي العلوم الشرعية.

في 1391، أمر السلطان بايزيد الأول بإنشاء جامع باسمه، فكان له ما أراد سنة 1395.

وبعدها بوقت وجيز، تحالفت 15 مملكة وإمارة أوروبية للقضاء على دولة بايزيد، فكان عليه مواجهة جيوش هذا التحالف في معركة فاصلة على حدود مدينة نيقو بوليس البلغارية.

وحين احتدمت المعارك نذر السلطان أن يبني عشرين جامعا بأموال الغنائم إذا كُتب له النصر.

لكن بعد انتصاره رأى صعوبة الوفاء بهذا النذر، فأخرج المشايخ له حلا فقهيا بأن يبني مسجدا واحدا بعشرين قبة، وهكذا جاء تصميم الجامع العظيم ذو القباب العشرين والمئذنتين.

ولعل رمزية "أولو جامع" باعتباره علامة على انتصار بايزيد على جيوش أوروبا هي التي دفعت تيمورلنك إلى إحراقه بعد دخوله بورصة سنة 1402.

ففي ذلك العام، غزا القائد المغولي الأناضول وانتصر على بايزيد في معركة أنقرة، ووقع السلطان في الأسر ثم مات عام 1403.

** حرف "T"

وثمة اختلاف بشأن المعماري الذي ضمم "أولو جامع"، فأحيانا يُقال إنه "علي نجار" وأحيانا يُقال إنه "حاجي إيواز باشا".

والجامع مُشيد على نمط هندسي يُسمى نمط بورصة أو حرف "T" باللغة الإنجليزية مقلوبا، وتبلغ مساحته 5 آلاف متر مربع، مع ساحة صلاة على مساحة نحو 3800 متر مربع، بطول 56 مترا وعرض 68 مترا.

ويضم الجامع 26 نافذة منخفضة و32 نافذة مرتفعة، وكل قبة من قبابه ترتفع على أربعة أعمدة، بمجموع 12 عمودا.

ووسط الجامع توجد نافورة كبيرة وتعلوه قبة مفتوحة بغرض الإضاءة والتهوية، لكن أُعيد تصميم القبة المتوسطة من الزجاج لتحمي المسجد من الغبار والأمطار والثلوج.

وفي الجامع منارتان كبيرتان باتجاه الباب الغربي المطل على السوق الكبير.

وتضرّر الجامع مرات عديدة بسبب زلازل، أبرزها زلزال 1855 الذي بلغت قوته 7.5 درجات على مقياس ريختر، وأسفر عن سقوط معظم القباب.

وجرى ترميمه وبناؤه على النمط الأصلي في عصر السلطان عبد المجيد الأول، وأُعيد افتتاحه في 1862.

وتعود آخر عملية ترميم كبيرة للجامع إلى عام 1959، ولا يزال صامدا حتى اليوم.

** متحف للخط العربي

ويحظى الجامع بشهرة كبيرة باعتباره متحفا فنيا مفتوحا للخط العربي، فجدرانه تضم 192 لوحة كتبها 41 خطاطا بأنواع خط مختلفة، منها 87 لوحة مكتوبة على الجدران مباشرة والبقية معلقة على الجدران.

وفي الركن الأيسر من جدار القبلة توجد أقدم كسوة كاملة لباب الكعبة المكرمة، ويعود تاريخها إلى 1516، وهي آخر كسوة صنعها المماليك قبل سقوط دولتهم على يد العثمانيين.

واستبدل السلطان سليم الأول في 1517 كسوة الكعبة، وأرسل كسوة المماليك إلى "أولو جامع" لتكون رمزا لانتقال الخلافة من مصر العباسية إلى الدولة العثمانية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.