دولي, التقارير

أم لثلاثة شهداء .. آلام "سربرنيتسا" لا تفارق البوسنية فاطمة (تقرير)

فاطمة محمدوفيتش: - لا أنسى أبدًا اليوم الذي رأت فيه أبناءي الثلاثة للمرة الأخيرة - لا أستطيع تحمل هذا الألم. - أقوم بزيارة قبورهم بشكل دوري وكل زيارة أجريها تنكأ الجرح الذي لم يندمل بعد

12.03.2021 - محدث : 12.03.2021
أم لثلاثة شهداء .. آلام "سربرنيتسا" لا تفارق البوسنية فاطمة (تقرير)

Bosnia and Herzegovina

سربرينيتسا/ آدم محمدوفيتش/ الأناضول

ما تزال فاطمة محمدوفيتش (76 عامًا)، التي فقدت أبناءها الثلاثة في مجزرة "سربرنيتسا" (يوليو/تموز 1995) شرقي البوسنة والهرسك، تشعر بألم فقدان أولادها رغم مرور 25 عامًا على المجزرة.

محمدوفيتش التي عاشت في قرية "سلانا" بالقرب من سربرنيتسا قبل الحرب مع 8 أولاد (أربعة ذكور وأربعة إناث)، رأت أبناءها ميرساد (29 عامًا)، وفهيم (27 عامًا) وسمسو (25 عامًا) للمرة الأخيرة بعد دخول القوات الصربية إلى مناطقهم في البوسنة.

ومنذ مقتل أبنائها الثلاثة بوحشية، في الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 8 آلاف و372 من المدنيين البوسنيين (المسلمين)، تعمل محمدوفيتش على زيارة قبورهم في مقبرة الشهداء في "بوتشاري" بانتظام، في مسعى للتخفيف من آلمها.

​​​​​وفي حديث لمحمدوفيتش مع الأناضول شرحت خلاله عن تجاربها أثناء الحرب وبعدها، قالت إنها بعد احتلال الصرب لقريتها، انتقلت مع أبنائها إلى سربرنيتسا حيث عاشوا هناك في ظروف قاسية للغاية لمدة عامين.

وأشارت محمدوفيتش أن سربرنيتسا سقطت في أيدي القوات الصربية في يوليو/ تموز 1995، وأنها لم تر أبنائها الثلاثة ثانية الذين استشهدوا بعد سقوط المدينة.

وقالت محمدوفيتش إنها لن تنسى أبدًا اليوم الذي رأت فيه أبناءها الثلاثة للمرة الأخيرة.

"كنا في قبو المنزل. كان الصرب يطلقون النار بشكل عشوائي فوقنا مباشرة ويطلبون منا الذهاب إلى بوتتشاري (حيث توجد قاعدة الأمم المتحدة). ارتدى ابني الأكبر حذائه وغادر. ثم توجه نحو الغابة ولم أتمكن من رؤيته مرة أخرى".

وأضافت الأم المفجوعة أن أبناءها الثلاثة لم يكونوا ينفصلون عن بعضهم البعض أبدًا منذ الطفولة، وأنهم حاولوا الوصول إلى سربرنيتسا عن طريق الغابة، والذي سيُطلق عليه فيما بعد "طريق الموت" بعدما استشهدوا على ذلك الطريق.

وذكرت محمدوفيتش أن أبناءها الثلاثة الذين تم الوصول إلى جثثهم بعد الحرب، دفنوا جنبًا إلى جنب في مقبرة الشهداء في بوتتشاري، وأنها فقدت بعض عظام ابنها البكر ميرساد، ثم عثرت على بقاياه في وقت لاحق وقامت بدفنها إلى جوار شقيقيه في بوتشاري.

وأوضحت محمدوفيتش أن مشاهدتها دفن أبنائها كان حدثًا مؤلمًا للغاية، لا يزال يعتصرها ألمًا، وقالت: لا أستطيع تحمل هذا الألم. أقوم بزيارة قبورهم بشكل دوري وكل زيارة أجريها تنكأ الجرح الذي لم يندمل بعد.

ولفتت أن أبناءها الثلاثة الذين استشهدوا كانوا متزوجين ولديهم أبناء، وأن لقائها بأحفادها الذين يعيشون اليوم في بلدان مختلفة يسعدها جدًا ويخفف من ألمها لاسيما عندما تراهم يكبرون ويمتلكون القدرة على التغلب على مصاعب الحياة.

وفي 11 يوليو/ تموز 1995، لجأ مدنيون بوسنيون من "سربرنيتسا" إلى حماية الجنود الهولنديين، بعدما احتلت القوات الصربية المدينة الصغيرة، غير أنّ القوات الهولندية أعادت تسليمهم للقوات الصربية.

وقضى في تلك المجزرة أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان من أبناء المدينة، وسمحت للأطفال والنساء فقط بالخروج منها.

وارتكبت القوات الصربية العديد من المجازر بحق مسلمين، إبان فترة "حرب البوسنة"، التي بدأت في 1992 وانتهت في 1995، عقب توقيع اتفاقية "دايتون"، وتسببت الحرب بإبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.

ودفن الصرب، المسلمين البوسنيين في مقابر جماعية، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، أطلقت البوسنة أعمال البحث عن المفقودين وانتشال جثث القتلى من المقابر (الجماعية) وتحديد هوياتهم.

​​​ودأبت السلطات البوسنية، في ذكرى المذبحة التي تصادف 11 يوليو/ تموز من كل عام، على إعادة دفن مجموعة من الضحايا، الذين توصلت إلى هوياتهم، في مقبرة "بوتشاري".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın