
Istanbul
إسطنبول / خليل سلاهشور / الأناضول
منذ عقود، تمثل المطارات الدولية والقواعد الجوية العسكرية في أفغانستان ممرا استراتيجيا يربطها بالعالم الخارجي.
كما كانت هذه المطارات والقواعد ساحة تنافس بين القوات الأجنبية في البلد الآسيوي، الذي تعصف به الحرب منذ عقدين.
وفي بلد يعاني نزاعا مسلحا مستمرا، تزداد في أفغانستان أهمية المطارات كونها محاطة تماما بطرق برية، تزداد عليها المخاطر الأمنية.
وعلى مدار الأسابيع الماضية، انسحبت قوات دول عديدة تابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" من أفغانستان، بعد تواجد بدأ مع الغزو الأمريكي للبلاد في 2001.
وأسقطت واشنطن، عبر تحالف عسكري دولي، حكم حركة "طالبان"؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة"، الذي تبنى هجمات بالولايات المتحدة، في 11 سبتمبر/ أيلول من ذلك العام.
ورغم مخاوف من اضطرابات داخلية محتملة لا تزال قوات الأمن الأفغانية غير مستعدة لها، بدأ حوالي 3500 جندي أمريكي ونحو 7 آلاف من قوات "الناتو" الانسحاب، على أن يكتمل بحلول سبتمبر المقبل؛ وذلك بحجة إنهاء الصراع المسلح المستمر منذ 20 عاما.
وأدى انسحاب قوات "الناتو"، في وقت تواصل فيه "طالبان" تقدمها وسيطرتها على مناطق عديدة، إلى زيادة المخاوف بشأن مستقبل المطارات الدولية والقواعد العسكرية الجوية في أفغانستان.
ولهذه المطارات أهمية كبيرة، فهي حلقة الوصل بين أفغانستان والعالم الخارجي، وتلعب دورا مهما أيضا في نقل المواد الغذائية الأساسية التي يحتاج إليها الشعب الأفغاني.
وتضم البلاد 64 مطارا، بينها 4 فقط تنطلق منها رحلات دولية، وهي مطارات كابل وهرات ومزار شريف وقندهار.
ويُستخدم مطارا حامد كرزاي (كابل)، وقندهار الدوليان، قاعدتين عسكريتين، إضافة إلى قاعدتي باغرام وشيندند.
- مطار كابل
مطار حامد كرزاي الدولي بالعاصمة كابل هو أهم مطارات أفغانستان، وله مكانة مهمة في السياسات الداخلية والخارجية للحكومة.
يبعد المطار 5 كيلومترات عن كابل، وشيده الاتحاد السوفييتي السابق في ستينيات القرن الماضي، واستخدمه خلال غزوه للبلاد (1979 ـ 1989).
بعدها، انتقلت السيطرة على المطار إلى الجيش الأفغاني ورئيس الجمهورية آنذاك، محمد نجيب الله، المدعوم من روسيا.
ثم سيطر على المطار "المجاهدون" الذين كانوا يحاربون الاتحاد السوفيتي في 1992.
ومع استيلاء "طالبان" على كابل في 1996، انتقلت السيطرة على المطار إلى مسلحي الحركة حتى الغزو الأمريكي، عام 2001.
وتوقفت حركة الطيران الدولي في المطار خلال تلك الفترة بسبب العقوبات الدولية.
وفي 2011، أُعيد إعمار المطار بدعم من الولايات المتحدة واليابان، وتم تغيير اسمه في 2014، من مطار كابل إلى مطار حامد كرزاي الدولي.
وبسبب الاضطرابات في كابل، تتولى القوات الجوية الأفغانية وهيئات عسكرية أجنبية بوتيرة دورية مهمة حفظ الأمن في المطار.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، طلبت هيئة الطيران المدني الأفغانية نقل مهمة الإشراف على حركة الطيران في المطار من "الناتو" إليها، لكنها لم تتلق أي رد.
وتؤكد واشنطن أن أمن المطار والمنطقة شرط أساسي لبقاء البعثات الدبلوماسية للدول الأجنبية.
وبسبب مخاوف أمنية، أغلقت أستراليا سفارتها بكابل، في مايو/ أيار الماضي.
ويثير انسحاب قوات الولايات المتحدة والدول الأخرى من أفغانستان، بالتزامن مع صعود قوة "طالبان"، تساؤلات حول مستقبل المطار.
ويربط زعماء الدول الأجنبية زياراتهم إلى أفغانستان بتوفر الأمن في مطارات البلاد.
كما أن إيصال المساعدات الغذائية والطبية لأفغانستان سيكون صعبا جدا، في حال توقفت الرحلات الدولية في المطارات.
وأكدت "طالبان"، بداية يونيو/ حزيران الماضي، ضرورة أن تُدار كافة الأراضي الأفغانية، بما فيها المطارات، من قبل الأفغان.
** قاعدة باغرام الجوية
هي أكبر قاعدة عسكرية في أفغانستان، وتقع على بعد 11 كيلومترا جنوب شرق مدينة تشاريكار، مركز محافظة باروان (وسط).
كما تبعد القاعدة 47 كيلومترا عن كابل، وشُيدت عام 1950 في فترة شهدت تنافسا بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة على توسيع نفوذهما في أفغانستان.
ويُطلق الأفغان على هذه القاعدة اسم "السجن الأسود"؛ لأنها تضم سجنا شيدته القوات الأمريكية.
وفي 2001، عقب الغزو الأمريكي، استقرت في القاعدة وحدات من الفرقة الجبلية العاشرة بالجيش الأمريكي، ووحدات من مشاة البحرية الإنجليزية.
وعندما احتل الاتحاد السوفيتي أفغانستان، في 1979، استخدمت القوات الجوية بـ"الجيش الأحمر" قاعدة باغرام قاعدة رئيسية لها، وأدارت منها العمليات ضد "المجاهدين".
وأعلن مسؤولون أمريكيون، في 2 يوليو/ تموز الجاري، أن القاعدة تم تسليمها بالكامل لقوات الدفاع والأمن الوطني الأفغانية.
- قاعدة شيندند الجوية
تقع هذه القاعدة العسكرية بمحافظة هرات (غرب)، على الحدود مع إيران، وهي ثاني أكبر قاعدة جوية في البلاد بعد باغرام.
أنشأها الاتحاد السوفييتي عام 1961، واستخدمتها قواته خلال احتلالها أفغانستان.
تتمتع القاعدة بأهمية استراتيجية لقربها من طريق هرات ـ قندهار البري.
وسيطر "المجاهدون" على القاعدة عقب فترة الرئيس الأسبق محمد نجيب الله، ثم اضطروا إلى تركها عام 1997، عقب سيطرة "طالبان" على البلاد.
وفي 2002، سيطر التحالف العسكري الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، على القاعدة.
واستخدمتها واشنطن بين 2012 و2014 لتدريب طياري القوات الجوية الأفغانية.
- مطار قندهار
يُعرف أيضا بمطار "أحمد شاه بابا" الدولي، ويقع على بعد 16 كيلومترا من مدينة قندهار (جنوب).
تم افتتاحه في 1962، ويستقبل الطائرات المدنية والعسكرية، ويربط جنوبي أفغانستان بمركزها.
كان هذا المطار من أولى القواعد العسكرية للقوات الأمريكية لدى دخولها أفغانستان.
وتدير هيئة الطيران المدني الأفغانية القسم الخاص بالطيران المدني في المطار، بينما يدير "الناتو" القسم العسكري.
- مطار مولانا جلال الدين البلخي
كان يُعرف باسم مطار مزار شريف، لكن حاليا اسمه مطار مولانا جلال الدين محمد البلخي الدولي.
يقع في مدينة مزار شريف، وهي تابعة لمحافظة بلخ (شمال)، وأنشأه الاتحاد السوفيتي، عام 1950.
- مطار هرات الدولي
يقع في قضاء غوزاره جنوبي محافظة هرات، وهو أكبر وأقدم مطارات غربي أفغانستان.
تنطلق منه رحلات يومية إلى كابل وقندهار ومزار شريف ونيمروز، إضافة إلى رحلات أسبوعية إلى مدينة مشهد الإيرانية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.