أضنة التركية.. متحف مفتوح يحتضن الحضارات وأشهى الأطباق (تقرير)
أضنة الواقعة جنوبي تركيا، تأسست على الطرق التجارية التي تربط بين أوروبا وآسيا منذ العصور القديمة

Adana
أضنة/ أحمد أسعد شاني/ الأناضول
- أضنة الواقعة جنوبي تركيا، تأسست على الطرق التجارية التي تربط بين أوروبا وآسيا منذ العصور القديمة- تحتوي أضنة على العديد من المباني التاريخية التي تحمل آثار فترات زمنية مختلفة
- أطباق أضنة وخاصة "الكباب" يحظى بشهرة تتجاوز حدود تركيا
- بساتين البرتقال تشكل موردا اقتصاديا لأضنة ووجهة سياحية مفضلة لزوار المنطقة
بفضل معالمها التاريخية وطبيعتها وأطباقها الشهية، تعد ولاية أضنة من أهم الوجهات السياحية في تركيا، وتجذب الزوار في مختلف الفصول، بما في ذلك فصل الشتاء.
أضنة الواقعة جنوبي تركيا، خامسة كبرى الولايات التركية، وتتميز بمعالمها العريقة، وقلاعها، وبساتين البرتقال، وشمسها الساطعة التي لا تغيب طوال العام، إضافة إلى بحرها وشواطئها، وخصبة أراضيها وروابيها الغنية بالأوكسجين.
وتأسست أضنة على الطرق التجارية التي تربط بين أوروبا وآسيا منذ العصور القديمة، وتحتوي على العديد من المباني التاريخية التي تحمل آثار فترات زمنية مختلفة.
- مزارع البرتقال.. مورد اقتصادي ووجهة سياحية
تُعرف منطقة "تشوكوروفا"، التي تُسمى أيضا سهل أضنة، بأنها أكبر دلتا في تركيا، وتُروى أراضيها من خلال نهري سيهان وجيهان، مما يساهم في خصوبة المنطقة التي تنتج العديد من الخضروات والفواكه المستهلكة محليا ودوليا.
وتشتهر أضنة بإنتاج الحمضيات، وبشكل خاص البرتقال، إذ أن الولاية حلت في المرتبة الأولى بالبلاد في إنتاج الحمضيات، بحصة وصلت إلى 39.5 بالمئة من إجمالي الإنتاج في 2023.
وإلى جانب كونها مورد دخل اقتصادي، تجذب بساتين البرتقال في أضنة الزوار أيضا، حيث يلتقط السياح الصور في البساتين الملونة هذه، ويحظون بفرصة الاطلاع على جميع مراحل زراعة وقطف هذه الفاكهة.
- الكباب.. علامة مسجلة باسم أضنة
من أبرز ما تشتهر به أضنة، هو الكباب الذي يسمى في عموم تركيا باسمها (أضنة كباب)، فيما تتجاوز شهرة هذه الوجبة حدود تركيا إلى مختلف دول العالم.
وفي عام 2005، حصل كباب أضنة على مؤشر جغرافي لحماية معاييره ووصفته الأصلية، قبل أن تشهد المدينة تقديم دورات تدريبية معتمدة لضمان الحفاظ على طريقة تحضيره وتدريب طهاة جدد.
والمؤشر الجغرافي علامة توضع على منتج معين تشير إلى أنه ينشأ من منطقة مُحددة تتميز بخصائص أو سمعة ترتبط بمنشئها الجغرافي.
بالإضافة إلى الكباب، يشتهر مطبخ أضنة بالكثير من المأكولات التقليدية مثل "شوربة الخير"، و"محشي الشردان"، ولكن الزوار غالبا ما لا يغادرون المدينة دون تذوق الكباب.
أما الحلويات التقليدية في أضنة فهي تشمل "الكومبا"، و"الحلقا"، و"بورما الصفراء"، والحلويات المقلية بالزيت والعسل.
- أضنة ومعالمها التاريخية
نظرا لكون أضنة موطنا لعدة حضارات عبر التاريخ، فهي يتجذب الزوار بتراثها الثقافي والتاريخي، حيث يبرز معلم "الساعة الكبيرة" بين هذه المعالم.
وتم الشروع في بناء "الساعة القديمة" الواقعة في قلب المدينة، عام 1881 تحت إشراف ضياء باشا، واكتملت في عام 1882 في عهد والي أضنة عبدين باشا.
و"الساعة القديمة" التي تعرف بـ "الساعة الكبيرة" أيضا، بنيت من الطوب والحجر المقطوع بارتفاع 32 مترا.
وتحيط بـ "الساعة القديمة" أسواق تقليدية ومحلات تاريخية تبيع المنتجات المحلية، مما يجعلها ضمن الوجهات المفضلة في أضنة.
كما يعد قصر "رمضان أوغلو" الذي شيده الأمير رمضان أوغلو خليل باشا عام 1495، من أقدم المعالم السكنية في أضنة.
أما "المسجد الكبير" (أولو جامع)، فقد بني عام 1513 من قبل خليل باشا، ثم تم توسيعه وترميمه في عام 1541 على يد بيري محمد باشا.
ويتميز المسجد بدمج عناصر معمارية من العصور السلجوقية والمملوكية والعثمانية، ويعتبر كنزا ثقافيا بفضل طرازاته المعمارية التي تعكس فترات تاريخية متنوعة.
- مدينة "أناوارزا" القديمة
الولاية التركية تضم الكثير من المعالم التاريخية القديمة الأخرى، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، مسجد "هوش قدم"، وقصر "أريكان"، وكنيسة "بيبكلي"، ومنازل "تبه باغ"، وجسر "ميسين"، والجسر الحجري.
إلى جانب هذه المعالم، تعتبر مدينة "أناوارزا" القديمة من أبرز المواقع التاريخية في أضنة. حيث تقع في قرية "ديليك كايا"، على بعد 28 كيلومترا جنوب مركز مدينة قوزان.
وكانت المدينة القديمة قد دخلت تحت سيطرة الرومان في عام 17 قبل الميلاد، وازدهرت لتصبح واحدة من أهم المدن في الأناضول.
وتتميز "أناوارزا" بشوارعها المزينة بالأعمدة، وحماماتها، وتضم بقايا كنيسة تاريخية، ومسرحا تاريخيا، وقنوات مياه، وقبور صخرية وغيرها من المعالم التاريخية الأخرى.
ولا تزال أجزاء من المدينة الأثرية مدفونة تحت الأرض بانتظار من يكتشفها.
- متحف أضنة
تأسس متحف أضنة في عام 1924، ويعتبر واحدا من أقدم 10 متاحف في تركيا، ويضم مجموعات من رؤوس الأعمدة والأضرحة التي تم جمعها من منطقة أضنة والمناطق المجاورة.
وعلى مر السنين، استضاف المتحف زواره في عدة مواقع، نظرا لنقل المتحف إلى أماكن مختلفة من فترة إلى أخرى لأسباب مختلفة، إلى أن استقر به الأمر حاليا في قلب المدينة.
ويعد مجمع المتحف الجديد حاليا، من أبرز المشاريع الثقافية في المدينة، وهو بمثابة صرح ضخم يُسلط الضوء على تاريخ المدينة وجوانبها المختلفة.
المتحف الذي افتتحت المرحلة الأولى منه في 18 مايو/ أيار 2017، يحوي مجموعة واسعة من القطع الأثرية من فترات ما قبل التاريخ، والحضارات الحثية، والآشورية، والأركيكية، والهلنستية، والرومانية، والبيزنطية، والسلجوقية والعثمانية.
ويهدف المجمع إلى أن يكون أكبر متحف في تركيا والشرق الأوسط، ويضم بداخله متاحف متنوعة تشمل متاحف الآثار، والفسيفساء، والإثنوغرافيا، والزراعة، والثقافة الشعبية، وصناعة النسيج، والصناعة، بالإضافة إلى احتوائه على قاعات معارض ومؤتمرات ودور سينما في الهواء الطلق.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.