الثقافة والفن, الدول العربية, التقارير, المغرب

"أخت غرناطة".. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسي (تقرير)

الباحث المغربي جمال الدين الريسوني: يعتقد المؤرخون أن المدينة بُنيت لاستقبال مسلمي الأندلس المطرودين من إسبانيا

Khalid Mejdoub  | 24.07.2025 - محدث : 24.07.2025
"أخت غرناطة".. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسي (تقرير)

Rabat

الرباط/ الأناضول

* الباحث المغربي جمال الدين الريسوني:
- يعتقد المؤرخون أن المدينة بُنيت لاستقبال مسلمي الأندلس المطرودين من إسبانيا
- المدينة أندلسية بامتياز لأن سكانها قدموا من الأندلس وحافظوا على تراثهم الفكري والهندسي
- شفشاون آخر مدينة تحتل من الاستعمار الإسباني وأول مدينة يخرج منها
** فاطمة الزهراء الغيوان، مستشارة بلدية بمدينة مكناس الشمالية:
- المدينة من أبرز المدن الجبلية التي تتمتع بمناظر طبيعية خلابة وتتميز بطيبة أهلها وكرمهم
- بعض المحلات تعرض على جوانب المدينة ملابس محلية تعكس طريقة النسج التقليدية
- المدينة مليئة بالأبواب التاريخية مثل "باب السوق و"باب المحروق" و"باب العنصر"

بجمال هندستها واللون الأزرق الطاغي على مبانيها، تجذب مدينة شفشاون شمالي المغرب السياح المحليين والأجانب، وهي التي لا تزال تحتفظ بإرث تاريخي عريق يخفي الكثير من الأسرار الأندلسية.

المدينة المليئة بالمعالم الأندلسية في طراز البناء والمأكولات والملابس التقليدية تضم دروبا ومنازل عتيقة، فضلا عن نهر "رأس الماء" الذي يمر من وسطها.

وتحتضن المدينة عدة معالم تاريخية أخرى مثل ساحة "وطاء حمام" وبحيرة جوفية تحت الجبال، الأمر الذي يملأ أزقتها بالسياح.

وفي شوارعها التي يتنوع بها الجمال والهندسة، تعرض اللوحات الفنية والمنتجات التقليدية مثل الفوانيس والشاشيات (قبعات الرأس التقليدية).

** مدينة أندلسية

الباحث المغربي المتخصص في تاريخ المدينة جمال الدين الريسوني، قال للأناضول إن المؤرخين يعتقدون أن المدينة بُنيت شمال المغرب لاستقبال المسلمين الأندلسيين الذين طردوا من إسبانيا، ويطلقون عليها اسم "أخت غرناطة" و"فاس الصغرى".

واعتبر الريسوني المدينة "أندلسية بامتياز لأن سكانها قدموا من الأندلس، بمن فيهم مؤسسها علي بن موسى بن راشد الذي شيدها عام 1471، لاستقبال الأندلسيين والدفاع عن الوطن واسترجاع مدينة سبتة" التي لا تزال حتى اليوم تخضع للسيادة الإسبانية ويطالب المغرب باسترجاعها.

وقال إن الموريسكيين (المسلمون الذين بقوا في الأندلس تحت الحكم المسيحي وغادروها لاحقا) حافظوا على تراثهم الفكري والهندسي، وانعكس ذلك في مدينة شفشاون التي انتقلوا إليها من خلال شوارعها ونظام توزيع المياه المطابق لما كان بالأندلس.

كما تتشابه شفشاون مع مدن الأندلس في المأكولات والتراث الفكري، بحسب الباحث المغربي.

وأوضح أن شفشاون كانت "آخر مدينة تحتل من الاستعمار الإسباني بسبب صعوبة تضاريسها وشجاعة سكانها ما استدعى الإسبان إلى الاستعانة بالطائرات الحربية الأمريكية لإخضاع المدينة، وكانت كذلك أول مدينة يخرج منها الاحتلال".

مؤسس المدينة عاش في الأندلس، وبعد وصوله إلى المغرب أسس شفشاون لتكون صورة طبق الأصل للمدن الأندلسية، وبعد سقوط الحكم الإسلامي بالأندلس نقل الكثير من المسلمين تراثهم من غرناطة إلى شفشاون، وفق الريسوني.

** المدينة الزرقاء

كل شيء بالمدينة مصبوغ بالأزرق، المنازل والدروب والأزقة، وكأنها لوحة زرقاء لفنان يعشق لون البحر والسماء.

كما يحرص التجار على عرض منتجات باللون الأزرق أيضا ليتناسق المعروض مع المسكون.

ويتم طلاء المنازل باللون الأزرق السماوي، عبر مزج مادة الجير وصبغة النيلة الطبيعية، وتعمل النساء على طلاء الأبواب ومداخل الحي بهذا اللون ليضفي على المكان جمالا وهيبة.

ويحرص السياح خاصة أولئك القادمين من أوروبا وآسيا على التقاط صور داخل الشوارع الملونة.

شفشاون أصبحت وجهة سياحية شهيرة وقبلة للباحثين عن الراحة النفسية بلونها الأزرق الذي أصبح أكبر مروج للسياحة والاقتصاد في المدينة.

** أبواب تاريخية

فاطمة الزهراء الغيوان، مستشارة بلدية بمدينة مكناس الشمالية، قالت للأناضول إنها تزور رفقة عائلتها مدن الشمال، وخاصة شفشاون.

وأوضحت أن المدينة من أبرز المدن الجبلية التي تتمتع بمناظر طبيعية خلابة، وتتميز بطيبة أهلها وكرمهم.

وقالت إن بعض المحلات تعرض على جوانب المدينة ملابس محلية تعكس طريقة النسج التقليدية، ودعت إلى زيارة شفشاون وباقي المدن المغربية.

وأوضحت أن المدينة مليئة بالأبواب التاريخية مثل "باب السوق و"باب المحروق" و"باب العنصر" و"باب الصبانين" و"باب الملاح" و"باب الموقف" و"باب النقبة" و"باب السور".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.