تركيا, التقارير

"آجارلار".. أكبر غابة مغمورة في تركيا (تقرير)

- الغابة تحتضن تنوعًا بيئيًا نادرًا، وتجذب الزوار بممراتها الخشبية، وطيورها المهاجرة، ونباتاتها الفريدة، بينما تسعى بلدية صقاريا لتطويرها بمسارات أطول وخدمات أوسع

İbrahim Yozoğlu, Hişam Sabanlıoğlu  | 10.08.2025 - محدث : 10.08.2025
"آجارلار".. أكبر غابة مغمورة في تركيا (تقرير)

Sakarya

صقاريا/ إبراهيم يوز أوغلو/ الأناضول

- الغابة تحتضن تنوعًا بيئيًا نادرًا، وتجذب الزوار بممراتها الخشبية، وطيورها المهاجرة، ونباتاتها الفريدة، بينما تسعى بلدية صقاريا لتطويرها بمسارات أطول وخدمات أوسع
- الموقع، المصنّف كمحمية من الدرجة الأولى، يتيح لزواره فرصة التجول عبر ممرات خشبية بطول 1250 مترًا، لمراقبة أنواع النباتات والطيور عن كثب واكتشاف جمال الطبيعة الفريد
- الثانية عالميًا من حيث المساحة ولها جمال خاص في كل فصل من فصول السنة

في مشهد بصري ساحر، تتجلى غابة "آجارلار" التي تُعدّ أكبر غابة مغمورة في تركيا، لترسم صورة بانورامية مذهلة، بفضل تنوعها البيئي الفريد، الذي يرتكز على ثنائية الطيور المهاجرة والزنابق البيضاء، ما يجعلها قبلة لعشاق الطبيعة والتنوع البيولوجي.

الغابة المغمورة بالمياه والواقعة في ولاية صقاريا شمال غربي تركيا، تحتضن أنظمة بيئية تشمل البحر، والبحيرة، والكثبان الرملية، والغابة في آنٍ واحد.

تلك المقومات شكلت عوامل جذب، لزوار الغابة من عشاق الطبيعة الذين يتوافدون للاستمتاع بطيورها المهاجرة، وزنابقها البيضاء، ونباتاتها المستوطنة، فضلًا عن مناطق التنزه.

وتقع الغابة بين منطقتي "قره صو" و"قاينارجه"، وتمتد على مساحة 24 كيلومترًا مربعًا، وتُعتبر موطنًا لما يقارب 200 نوع من الطيور المحلية والمهاجرة.

تلك الطيور، منها البلشون الرمادي، وأبو ملعقة، وأبو منجل اللامع، والغراب المائي، والغطاس، والباهري، والبط أحمر المنقار، والبط ذهبي العينين، والبط المخملي، والطاووس، والحنكوش، والبط البري، إضافة إلى نسور البحر والأسماك.

بالإضافة للطيور المهاجرة والنادرة، تحتضن الغابة أنواعًا عديدة من الأسماك مثل الأنقليس، والشبوط، وسمك السلور، والبياح، والفرخ، والرمح، والبوري.

وبزنابقها التي تتفتح في ساعات الصباح، تفتن الغابة الزوار، فيما تضم بين أشجارها أنواعًا من الرماد، والألدر، والدردار، والصفصاف، إلى جانب نباتات برية مثل السيكلامين، والسراخس، فضلا عن أنواع متوطنة كـ"بصل الماء" و"بنفسج الماء".

الموقع، المصنّف كمحمية من الدرجة الأولى، يتيح لزواره فرصة التجول عبر ممرات خشبية بطول 1250 مترًا، لمراقبة أنواع النباتات والطيور عن كثب واكتشاف جمال الطبيعة الفريد.

وبفضل أعمال الترميم والتأهيل التي نُفذت خلال السنوات الأخيرة، بات بإمكان الزوار المشي فوق الجسور الخشبية والتجول بين أحضان الغابة، كما يمكنهم الاستراحة في أماكن مخصصة لذلك والاستمتاع بلحظات من الصفاء والهدوء وسط أحضان الطبيعة.

** غابة آجارلار... جمال لا تصفه كلمات

ووفق ما جاء على لسان مدير منشأة "آجارلار لونغوزو" البيئية التابعة لبلدية صقاريا الكبرى، صمد صويتورك، في حديث لـ"الأناضول"، فإن عدد زوار الغابة بلغ العام الماضي 276 ألف شخص.

فيما تشير التوقعات إلى زيارة ما بين 400 و500 ألف شخص للغابة بحلول نهاية العام الجاري، بحسب صويتورك، الذي أوضح أنهم يستقبلون الزوار في مدخل الغابة بمنطقة مخصصة لبيع المنتجات المحلية ومطعم ومسار للمشي.

ومضى صويتورك، في كشف مناقب "آجارلار"، مبينا أن "غابتنا المغمورة، تُعدّ الثانية عالميًا من حيث المساحة، ولها جمال خاص في كل فصل من فصول السنة".

وأكمل: في هذا الفصل (الصيف)، تنتشر زنابق الماء على جانبي الطريق لمسافة 12 كيلومترًا بألوانها المتعددة، وتقدم مشهدًا بصريًا رائعًا، لكن لا تقتصر المميزات على الزنابق فقط".

فالغابة؛ وفق المتحدث، "تعد أيضا نقطة عبور لأكثر من 200 نوع من الطيور المهاجرة في الشتاء، حيث تبقى لفترات محددة خلال موسم التفريخ، ثم تواصل هجرتها، باختصار، غابة آجارلار لا يمكن وصفها بالكلمات".

وأضاف صويتورك أن الغابة تستقبل زوارًا من جميع أنحاء تركيا، لافتًا إلى أن الطلبات القادمة من وكالات السفر في الخارج شهدت زيادة ملحوظة خلال الأشهر الأربعة أو الخمسة الأخيرة، معربًا أيضًا عن سروره بهذا الاهتمام المتزايد بالمكان.

ووصف المتحدث مشاعر انبهار الزوار بجمال الطبيعة عند زيارتهم للغابة، قائلًا: "غالبًا ما تكون الصور على الإنترنت جميلة، لكنهم يُفاجَأون عندما يرون أن المكان في الحقيقة أجمل مما توقعوا".

"هذا الأمر مرتبط بجودة الخدمات المقدّمة، ونحن فخورون بذلك، ونعمل جاهدين لتطوير التجربة أكثر فأكثر"، هكذا أكمل حديثه.

صويتورك، كشف عن مشروع جديد لزيادة طول مسار المشي من 1250 مترًا إلى 3 آلاف متر، موضحا أن "الغابة ستكتسب بفضل هذا المشروع بعدًا جديدًا من حيث المشهد البصري".

وتابع: "لدينا مناطق مخصصة للتنزه يمكن للزوار إحضار طعامهم إليها، كما أن المنظر الطبيعي في مسارات المشي مذهل. يمكن للزوار التقاط صور مع زنابق الماء، وهناك أنواع مختلفة من الطيور، والأفاعي، والسلاحف".

و"إضافة إلى ذلك"، وفق المتحدث، "توجد أماكن مخصصة للراحة وتنظيم فعاليات مثل قراءة الكتب. وعندما نرى الابتسامة على وجوه زوارنا عند عودتهم من المسار، نشعر بالسعادة مثلهم. وضمن بلدية صقاريا الكبرى، نسعى باستمرار لتقديم خدمات أفضل".

** زوار من مختلف المدن وطبيعة تفوق الوصف

من جهتها، عبّرت يوكسل عشقين، الزائرة القادمة من ولاية أسكي شهير (وسط)، عن إعجابها بغابة آجارلار بعد جولة مشي قامت بها داخل الغابة.

"مشهد بصري ساحر بحق"، بهذه العبارة لخصت عشقين تجربتها مع الغابة، مبينة: "رأيت نباتات طبيعية مذهلة، وطيور الغاق السوداء، المكان جميل للغاية".

ومضت في وصفها: "هو مشروع رائع تم تقديمه للجمهور، ويمنح الأطفال فرصة فريدة للتعلم والتجربة، الزنابق والزهور مذهلة على وجه الخصوص".

من إسطنبول، وصفت الزائرة أرزو أركان تجربتها قائلة: "طبيعة تفوق الروعة، لم أكن أتصور أننا سنمشي في مسار داخل الغابة ونمر عبر جسور خشبية".

"الزنابق مذهلة، وهذه أول مرة أراها على الطبيعة. كنت قد شاهدت صورها فقط عبر الإنترنت أو على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن رؤيتها عن قرب شيء مختلف تمامًا، أود العودة مرة أخرى"، هكذا مضت في حديثها بانبهار.

بدورها، أعربت كبرى جليك آغي، القادمة من العاصمة التركية أنقرة، عن إعجابها بجمال البحر والطبيعة في المنطقة.

ونقلت تجربتها قائلة: "الغابة مكان رائع من حيث التنوع النباتي، بها زنابق مائية وأنواع متعددة من الطيور والنباتات المستوطنة، أعتقد أنه ينبغي على الجميع زيارة هذا المكان. لدي ضيوف من أنقرة، وقد جئنا سويًا لاستكشاف الغابة".

أما سيدة بورتو، معلمة الصفوف الابتدائية بولاية بورصة (غرب)، والتي جاءت في عطلة الصيف لزيارة صديقتها، فقالت: "تناولنا الفطور في الغابة وتجولنا بمحيطها، المكان مناسب للعائلات، وأفكر باصطحاب عائلتي وأصدقائي إلى هنا الصيف القادم".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın