Istanbul
إسطنبول/ محمد خبيصة/ الأناضول
تتراوح أسعار النفط الخام حاليا بين 84 - 86 دولارا للبرميل، بالنسبة لخام برنت، وهو أعلى مستوى في 4 سنوات.
وأجرت الأناضول مسحا، تعود فيه إلى منتصف 2014، مع بدء أسعار النفط تحولا هبوطيا متسارعا، لأسباب اقتصادية في المقام الأول.
** فوق 100 دولار
أغلقت أسعار النفط الخام تعاملات يونيو/ حزيران 2014، عند 112 دولارا للبرميل بالنسبة لخام برنت، مسجلا أعلى سعر في ذلك العام، وسط تفاؤل للمتعاملين بصعود أكبر خلال الشهور اللاحقة.
إلا أن الرياح سارت عكس ما يشتهيه المنتجون، الذي تسابقوا لزيادة ضخ الإمدادات، إلى سوق كانت تستوعب معظم النفط الوارد إليها.
وشكل يوليو/ تموز 2014، بداية هبوط تدريجي في أسعار النفط مع ظهور زيادة في معروض الخام، بفعل زيادة الإنتاج من جهة، وظهور بوادر تباطؤ اقتصادي، خفّض من الاستهلاك اليومي للدول.
مع تواصل هبوطه خلال الشهور اللاحقة، أغلق خام برنت عام 2014، عند سعر 53 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى حينها منذ أبريل/ نيسان 2009.
على الرغم من معاودة أسعار النفط صعودها في الربع الأول 2015، إلى متوسط 65 دولارا للبرميل، إلا أن الشهور اللاحقة ضغطت على أسعار برنت، بسبب زيادة المعروض، وغياب توافق بين المنتجين لضبط السوق.
** مستوى متدن
نهاية 2015، أغلق خام برنت القياسي، عند 30 دولارا للبرميل، وواصل هبوطه مطلع 2016 إلى حدود 27 دولارا، وهو أدنى مستوى منذ 12 عام.
دفع هبوط النفط لمستويات قياسية، إلى دعوات من جانب منتجين أبرزهم الجزائر والعراق، لضرورة الاجتماع والخروج بقرارات تعيد الاستقرار لأسواق النفط الخام.
في 2016، بلغ فائض معروض النفط أعلى مستوياته منذ أكثر من 10 سنوات، بمتوسط 5 ملايين برميل يوميا، فائضة عن حاجة المستهلكين.
ودفعت اجتماعات بين "أوبك"، وأخرى بين منتجين مستقلين في النصف الأول 2016، إلى صعود برميل النفط من أدنى مستوياته في 12 عاما، إلى متوسط 38 دولار.
واصل الأعضاء في "أوبك" اجتماعاتهم في محاولة للوصول إلى صيغة، تفضي إلى إحداث خفض تدريجي في أسعار النفط.
** اتفاق تاريخي
وبعد أكثر من 5 اجتماعات في 2016، اتفق الأعضاء في "أوبك" بقيادة السعودية، ومنتجين مستقلين تقودهم روسيا، في ديسمبر/ كانون أول 2016، على تنفيذ خفض إنتاج للخام بنحو 1.8 مليون برميل، اعتبارا من مطلع 2017.
ويتوزع الخفض بين 1.2 مليون برميل يوميا من جانب أعضاء في أوبك، و600 ألف برميل من جانب المنتجين المستقلين.
على وقع الاتفاق الذي وصف حينها بالتاريخي، بين "أوبك" ومنتجين مستقلين، صعد خام برنت إلى 55 دولارا للبرميل.
مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ مطلع 2017، وظهور بيانات رسمية، تظهر نسب الخفض في الإنتاج من جانب المنتجين، واصلت أسعار الخام صعودها لكن بشكل بطيء.
ويعود البطء في تحسن أسعار النفط، إلى نشاط في إنتاج النفط الصخري من جانب الولايات المتحدة، ما دفع إلى ضغط على المعروض العالمي.
في نهاية النصف الأول 2017، بلغ خام برنت 56 دولارا للبرميل، وصعد إلى حدود 61 دولارا في نهاية الربع الثالث من ذات العام، مع إعلان لجنة مراقبة الإنتاج المؤلفة من أعضاء في "أوبك"، وآخرين مستقلين، تراجع معروض النفط في السوق.
ومع مواصلة "أوبك" اجتماعاتها لتحقيق أسعار عادلة لكل من المنتجين والمستقلين، ظلت أسعار الخام تحوم حول 65 دولارا للبرميل حتى نهاية 2017.
** أمريكا وإيران
وشهدت أسعار برنت تذبذبات عدة، لكنها بقيت قرب 66 دولارا للبرميل، حتى مايو/ أيار 2018، سجلت بعدها ارتفاعات متتالية فوق 70 دولارا للبرميل، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ذلك الشهر، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران.
وتعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط الخام في "أوبك"، بمتوسط إنتاج يومي يبلغ 3.8 ملايين برميل، وبحجم صادرات يومية 2.1 مليون برميل.
على وقع الانسحاب، والإعلان عن تقارير بإمكانية تأثر الإمدادات العالمية، يضاف له نجاح اتفاق خفض الإنتاج، صعد خام برنت في يونيو/ حزيران الماضي إلى متوسط 75 دولارا للبرميل.
نهاية يونيو/ حزيران الماضي، وجد المشاركون في اتفاق خفض الإنتاج، حاجة إلى تقليص حجم الخفض، ليبلغ تقليص الإنتاج الجديد 1.2 مليون برميل، بدلا من 1.8، يبدأ مطلع يوليو/ تموز 2017.
إلا أن أسعار النفط واصلت الصعود، مدفوعة بالعقوبات على إيران، إذ دخلت الحزمة الأولى منها في أغسطس/ آب 2018، متعلقة بعمليات مصرفية وصادرات صناعية.
وخلال أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول، بلغ خام برنت 80 دولارا للبرميل، ما دفع الرئيس الأمريكي في ثلاث مناسبات للتغريد على تويتر، مطالبا "أوبك" بخفض الأسعار فورا.
لكن اجتماعا للمشاركين في اتفاق خفض الإنتاج، استضافته الجزائر يوم 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، رفض فيه المجتمعون تنفيذ أية زيادات في الإنتاج، والإبقاء على الأرقام الحالية، حتى نهاية 2018.
وتفاعلت أسعار النفط مع التصريحات القادمة من الجزائر، ليسجل خام برنت 84 دولارا للبرميل، ثم 86 دولارا مع قرب دخول حزمة عقوبات ثانية على طهران، تبدأ حيز التنفيذ الشهر المقبل.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.