أنقرة/ غوكسل يلدريم/ الأناضول

بدأت قوات الأمن التركية استخدام عربتين بريتين غير مأهولتين من طراز "فدائي – 1" المجنزرة، و"فدائي – 2" المزودة بعجلات، طوّرتهما شركة "بيست غروب للصناعات الدفاعية"، إحدى أبرز الشركات في مجال الصناعات الدفاعية التركية.

وبعد النجاحات التي حققتها الطائرات المسيّرة التركية، توجهت القوات المسلحة نحو توسيع استخدام المنصات غير المأهولة، واعتماد حلول مشابهة في البر والبحر.

وفي هذا السياق، تمكنت عدة شركات تركية من تطوير مركبات برية غير مأهولة، كان من أبرزها شركة "بيست غروب" التي قدمت العربتين الجديدتين للقوات الأمنية.

وحققت تركيا قفزة كبيرة في قطاع الصناعات الدفاعية، وخصوصا في مجال تصنيع الطائرات المسيرة، حيث أصبحت منتجاتها في هذا القطاع خيارًا مفضلاً للعديد من الدول الحليفة والصديقة، التي استوردت العديد من الطرازات.

خصائص العربتين

تزن المجنزرة "فدائي – 1" نحو 400 كيلوغرام، وتستطيع سحب حمولة تصل إلى 600 كيلوغرام، كما يمكنها تجاوز خنادق بعرض 300 ملم.

وتبلغ سرعتها القصوى 5 كلم/ ساعة، وتستطيع تسلق منحدرات بنسبة ميل 40 بالمئة للأعلى و30 بالمئة جانبيا.

كما يمكن التحكم بها عن بُعد من مسافة تتراوح بين 300 و1000 متر، وهي مزودة بنظام تسليح بعيار 7.62 ملم يتم التحكم به عن بُعد، بالإضافة إلى نظام مراقبة قصير المدى وحمولات متعددة.

أما العربة "فدائي – 2"، فتزن 900 كيلوغرام، وتتمكن من سحب حمولة تصل إلى 1000 كيلوغرام، وتجاوز خنادق بعرض 600 ملم.

وتبلغ سرعتها القصوى 17 كلم/ ساعة، وتستطيع تسلق منحدرات بنسبة 60 بالمئة للأعلى و30 بالمئة جانبياً، وتُدار عن بُعد من مسافة بين 700 و1200 متر.

وتحتوي على نظام تسليح بعيار 7.62 ملم، ونظامي مراقبة قصير وبعيد المدى، إلى جانب حمولات إضافية مثل النقالة.

نقلة نوعية في الصناعات الدفاعية

وأوضح المدير العام لشركة "بيست غروب"، جانر بوغداي، في حديث للأناضول، أنهم بدأوا تطوير العربات البرية غير المأهولة انطلاقا من خبراتهم في المركبات المتحكم بها عن بعد، وتلبية لاحتياجات البلاد في هذا المجال.

وأشار بوغداي إلى أنهم شرعوا في العمل على المركبات المتحكم بها عن بعد خلال عمليات "الخندق" (ضد تنظيم "بي كي كي" الإرهابي) عام 2015، وبدأ الإنتاج الفعلي لتلك العربات البرية غير المأهولة عام 2020.

وأكد بوغداي أن مشاريعهم اكتسبت زخما خاصا بفضل "مشروع العربة البرية غير المأهولة من الفئة المتوسطة"، الذي جرى إطلاقه من قبل رئاسة الصناعات الدفاعية التابعة لرئاسة الجمهورية التركية.

ولفت إلى أنهم أجروا دراسات طويلة ومثمرة مع المستخدمين النهائيين خلال مرحلة التطوير.

وأضاف: "كما هو الحال في جميع منتجاتنا، فقد أجرينا أعمال البحث والتطوير والإنتاج ضمن منشآتنا. لقد تكللت هذه الجهود بالنجاح، وتمكنا من رفد الصناعات الدفاعية ببلدنا بهذه العربات غير المأهولة".

وأشار بوغداي إلى أهمية التوجهات العالمية في استخدام المنصات غير المأهولة، قائلا: "نشهد تزايدا في استخدام المنصات غير المأهولة حول العالم. نحن نهدف إلى تجهيز قواتنا الأمنية بأحدث الأنظمة وأكثرها ابتكارا واستقلالية".

وتابع: "نعتقد أن العربات البرية غير المأهولة قادرة على تنفيذ مهام متعددة في ظروف الحروب غير المتكافئة، ويمكن أن تقلل من الخسائر في الأفراد، وتُعدّ أنظمة فعالة من حيث الكلفة".

وأعرب بوغداي عن ارتياحه للدور القيادي الذي تلعبه رئاسة الصناعات الدفاعية في توجيه المشاريع نحو التكنولوجيا الحديثة.

واختتم حديثه بالقول: "سنواصل المشاركة وتحمل المسؤولية في مسيرة زيادة الاعتماد على الصناعات الدفاعية المحلية من خلال مواصلة عملية التطوير ورفع القدرة والكفاءة".