الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

وسط معاناة وخوف.. موجة نزوح جديدة من مدينة غزة نحو الجنوب (تقرير إخباري)

- عشرات العائلات بدأت النزوح وسط معاناة وخوف فيما تتمسك أخرى بالبقاء في المدينة بعد تهديدات إسرائيلية

Hosni Nedim  | 06.09.2025 - محدث : 06.09.2025
وسط معاناة وخوف.. موجة نزوح جديدة من مدينة غزة نحو الجنوب (تقرير إخباري)

Gazze

غزة / حسني نديم / الأناضول

- عشرات العائلات بدأت النزوح وسط معاناة وخوف فيما تتمسك أخرى بالبقاء في المدينة بعد تهديدات إسرائيلية
- الفلسطيني أبو محمد الداودي (47 عاما) للأناضول: لا خيار أمام سكان مدنية غزة سوى النزوح أو الموت، فالجيش الإسرائيلي لا يرحم
- الفلسطينية أم رامي للأناضول: لم يعد أمامنا خيار سوى النزوح رغم أننا لا نعرف ماذا ينتظرنا في الجنوب

تشهد مدينة غزة منذ ساعات صباح السبت، حركة نزوح لعشرات العائلات باتجاه وسط وجنوب القطاع، بعد تهديد الجيش الإسرائيلي باستهداف المباني السكنية العالية وإعلانه توسيع عملياته البرية في المدينة.

وقال مراسل الأناضول في مدينة غزة، إن هناك موجة نزوح ليست بسيطة من مدينة غزة باتجاه جنوب القطاع عبر شارع الرشيد على الطريق الساحلي، وسط معاناة وخوف شديدين.

وأضاف أن حركة النزوح تصاعدت بعد إعلان الجيش الإسرائيلي السبت، توسيع "المناورة البرية" في مدينة غزة ضمن ما يسمى "عملية عربات جدعون 2" وتحديد ما زعم أنها "منطقة إنسانية" في مواصي خان يونس جنوبي القطاع.

وأردف أن تصاعد عملية النزوح جاء أيضا غداة إعلان الجيش الإسرائيلي الجمعة، أنه سيكثف قصفه المباني متعددة الطوابق في مدينة غزة، التي تسكنها عائلات نازحة، بزعم أن "حركة حماس تستخدمها مراكز للقيادة والمراقبة".

ورغم حركة النزوح، لفت مراسل الأناضول إلى أن كثيرا من الفلسطينيين في الوقت ذاته متمسكون بالبقاء في مدينة غزة ويرفضون النزوح.

ويزداد قلق فلسطينيي مدينة غزة من تصاعد حدة المجازر التي يواصل الجيش الإسرائيلي ارتكابها منذ بدئه حرب الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خاصة مع شروع سلاح الجو الإسرائيلي، الجمعة، في قصف المباني السكنية متعددة الطوابق بمدينة غزة.

وبدت حركة النزوح واضحة في الشوارع الممتدة من أحياء مدينة غزة المختلفة وصولاً إلى شارع الرشيد الساحلي، حيث تغادر آلاف العائلات على عجل محمّلة بما استطاعت نقله من أمتعة وحقائب وخيام وشوادر.

مركبات مكتظة بالركاب، وعربات تجرها الدواب، وحتى أقدام مثقلة تسير نحو وسط وجنوب قطاع غزة، فيما يخيّم الخوف على وجوه النساء والأطفال وكبار السن.

** خيار واحد

يقول أبو محمد الداودي (47 عاما)، وهو أب لأسرة مكونة من سبعة أفراد: "لم نعد نشعر بالأمان في أي مكان، كل ساعة نسمع أصوات انفجارات ناجمة عن قصف إسرائيلي جديد، وعن أبراج ومبانٍ سكنية تسقط فوق ساكنيها".

ويؤكد الداودي الذي يقطن في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، والذي تشهد أطرافه الشرقية والشمالية عملية عسكرية منذ أيام، أنه "لا خيار أمام سكان مدنية غزة سوى النزوح، أو الموت، فالجيش الإسرائيلي لا يرحم أحدًا".

ورغم الغموض الذي يكتنف رحلة الداودي نحو جنوب قطاع غزة، يصر على النزوح حتى وإن لم يكن هناك مأوى، أو مكان محدد يتوجه إليه، وفق حديثه للأناضول.

وأمام أحد الأبراج السكنية ذات الطوابق العالية، تقف الفلسطينية أم رامي (38 عاما) وأطفالها الأربعة بانتظار انتهاء زوجها من تجهيز العربة المتنقلة بالأمتعة والمعدات للنزوح تجاه خان يونس (جنوب).

وتقول السيدة ذات الوجه الشاحب لمراسل الأناضول: "نخشى أن تلقى باقي أبراج مدينة غزة مصير برج مشتهى (متعدد الطوابق تم قصفه وانهياره كاملا الجمعة) لم يعد أمامنا خيار سوى النزوح رغم أننا لا نعرف ماذا ينتظرنا في الجنوب".

ولا يقتصر المشهد على النزوح فحسب، بل يمتد إلى حالة من القلق الجماعي والترقب الممزوج بالإحباط؛ لكن البعض يصر على البقاء في غزة ويرفض النزوح.

وبحسب المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، للأناضول، فإن مدينة غزة تضم نحو 914 ألفا و556 نسمة، ويبلغ عدد الأبراج والعمارات السكنية متعددة الطوابق حوالي 51 ألفا و544 مبنى، ما يجعل أي استهداف واسع لهذه المباني بمثابة كارثة تهجير جماعي تستهدف مئات الآلاف من السكان.

وفي وقت سابق السبت، أمر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين بمدينة غزة بسرعة الإخلاء "دون تفتيش" مع إعلانه توسيع "المناورة البرية" بالمدينة ضمن عملية "عربات جدعون 2" الهادفة لاحتلالها بالكامل.

وقال الجيش في بيان نشره عبر منصة شركة "إكس" الأمريكية، إنه "ينفذ عملية لحسم حماس داخل مدينة غزة، وابتداء من هذه اللحظة وبهدف التسهيل على من يغادر المدينة، نعلن منطقة المواصي (بخان يونس جنوبي القطاع) منطقة إنسانية حيث ستجرى فيها أعمال لتوفير خدمات إنسانية أفضل"، حسب زعمه.

وفي بيان آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع "المناورة البرية" في مدينة غزة ضمن عملية "عربات جدعون 2"، مجددا إعلانه تحديد مواصي خان يونس "منطقة إنسانية"، وفق ادعائه.

وزعم الجيش أن "المنطقة الإنسانية تضم بنى تحتية إنسانية حيوية مثل مستشفيات ميدانية وخطوط مياه ومرافق تحلية مياه، إلى جانب توفير متواصل لمواد غذائية وخيم وأدوية ومواد طبية سيتم ادخالها بتنسيق بين وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الدولي".

وخلال حرب الإبادة المتواصلة بغزة منذ نحو عامين، سبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي ما سماها "مناطق إنسانية" في مناطق بالقطاع آمرا الفلسطينيين بالتوجه إليها بزعم أنها "آمنة"، لكنه مع ذلك يواصل قصفها موقعا كثيرا من الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح.

فيما تؤكد شهادات ميدانية وتقارير أممية أن تلك "المناطق الإنسانية"، ومنها مواصي خان يونس، تفتقر عمليا إلى مقومات الحياة الأساسية، فلا مستشفيات ميدانية فاعلة أو مرافق خدمية تتناسب مع أعداد الفلسطينيين هناك.

كما أن المياه الصالحة للشرب والغذاء شبه منعدمين في تلك المناطق.

ووفق مراسل الأناضول، يعتمد النازحون في جنوب ووسط قطاع غزة على ما توفره منظمات إغاثية بشكل محدود وغير منتظم، وسط استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات الإنسانية.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و300 قتيل، و162 ألفا و5 جرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 376 فلسطينيا، بينهم 134 طفلا.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın