
Quds
القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
- غابت الاحتفالات والمهرجانات ودوت صفارات الانذار- موقع "تايمز أوف إسرائيل": الاحتفالات بهذه المناسبة "صامتة" هذا العام
- نتنياهو غاب عن الحفل السنوي للمناسبة الذي أُقيم بمقر إقامة الرئيس الإسرائيلي
- الرئيس الإسرائيلي: نحتفل بيوم استقلال مختلف وقلوبنا مليئة بالحزن والألم
بينما يحيي الفلسطينيون في مثل هذه الأيام ذكرى "النكبة" في إشارة إلى تهجيرهم قسرًا من أراضيهم في فلسطين المحتلة عام 1948، وإعلان إقامة دولة إسرائيل عليها، تمثل هذه المناسبة احتفالا للإسرائيليين بما يسمونه "يوم الاستقلال".
لكن احتفال الإسرائيليين بالمناسبة هذا العام، اليوم الثلاثاء، لم يكن كغيره من السنوات الـ76 الماضية، حيث جرى بصمت ووسط انقسام داخلي حاد.
فقد ألقى بظلاله على المناسبة هجوم الفصائل الفلسطينية، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على 22 بلدة و11 قاعدة عسكرية إسرائيلية بمحاذاة قطاع غزة، ما خلف قتلى وجرحى، بجانب عشرات الأسرى تحتجزهم الفصائل بالقطاع.
وينقسم الإسرائيليون ما بين مطالب بعقد اتفاق لتبادل أسراهم في غزة بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية ووقف إطلاق نار في غزة، وبين مطالب باستمرار الحرب على غزة، المتواصلة للشهر الثامن على التوالي.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، عشرات آلاف القتلى والجرحى المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
** غياب مظاهر البهجة
ورغم أنه يوم عطلة في القسم الأكبر من المؤسسات بإسرائيل، إلا أن مظاهر البهجة، التي كانت تسود في السنوات الماضية، غابت تمامًا.
ووصفت عدة وسائل إعلام إسرائيلية، بينها موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري الخاص، الاحتفالات بهذه المناسبة بأنها "صامتة".
غير أن التطورات الأمنية في البلدات الإسرائيلية شمالي وجنوبي البلاد لم تكن صامته مع الدوي المتكرر لصفارات الإنذار إثر إطلاق صواريخ من غزة ولبنان.
من جانبه، غاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الحفل السنوي لهذه المناسبة، الذي أُقيم بمقر إقامة الرئيس إسحاق هرتسوغ في القدس الغربية، والذي حضره العديد من أهالي الأسرى في غزة.
ويتهم أهالي الأسرى نتنياهو بـ"التلاعب" بقضية إعادة ذوييهم من غزة لأهداف سياسية.
** احتفال مختلف
وقال مكتب هرتسوغ، في بيان: "حفل هذا العام، الذي يُقام في ظل الصراع الدائر، تضمن أغانٍ ترمز إلى الأمل والإيمان، وتُخلد ذكرى القتلى، وسط أمل في العودة السريعة لجميع الرهائن (الأسرى) من غزة".
فيما قال هرتسوغ، في كلمة خلال الحفل، إن احتفالهم هذا العام "مختلف"، حيث يتواجد بينهم عائلات لأسرى في غزة ولجنود قتلوا خلال الحرب هناك، مضيفا: "قلوبنا مليئة بالحزن والألم".
وتساءل: "عندما نحمل معنا باستمرار الكثير من الألم والحداد والكثير من الاهتمام بالرهائن والجنود، والكثير من الحزن والأسى، فكيف يمكننا أن نتصرف كالمعتاد؟".
بالمقابل، زار نتنياهو عددًا من الجنود الإسرائيليين الجرحى جراء الحرب في مستشفى شيبا بتل هشومير بوسط إسرائيل.
ولهذه المناسبة، اعتبر الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يادلين إن "إسرائيل في بداية مرحلة خطيرة تتطلب خريطة طريق جديدة".
وقال، في مقال نشره الموقع الإلكتروني للقناة الـ"12" الإسرائيلية الخاصة، الثلاثاء: "في عيد استقلال إسرائيل الـ76، لم يعد من الممكن تجاهل الاتجاهات الاستراتيجية والعملياتية الصعبة في المستقبل المنظور، والتي تُنذر لإسرائيل بعصر جديد وخطير لم نعرف مثله بعد".
وأضاف موضحًا: "يُظهر تحليل هذه الاتجاهات أن التهديدات التي تواجه إسرائيل تسير في اتجاه تصاعدي خطير، في حين أن تفوقها العسكري النوعي وقدراتها وأصولها التقليدية في التعامل مع التحديات المتصاعدة تشهد عملية تآكل؛ مما يضر، من بين أمور أخرى، بمرونتها وصمودها ومكانتها الإقليمية والعالمية وقدرتها على الردع".
ولفت يادلين إلى إن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يتوسع ويتعمق ويتصاعد".
وقال إن "تصاعد الصراع ينعكس سلبا على أمن إسرائيل في كافة المجالات، ويجعل من الصعب عليها إنتاج عمق استراتيجي في الشرق الأوسط وعلى الساحة العالمية".
وأضاف: "تجد إسرائيل نفسها كذلك واقعة بشكل متزايد في عزلة دولية وإقليمية، وعقوبات وحظر، وحظر محتمل للأسلحة، وتهديدات قانونية أكثر صرامة".
واعتبر أن كل ذلك "يتطلب تغييرات تنظيمية وجذرية في تصور إسرائيل للأمن والقيادة والأولويات الوطنية".
وفي ظل ممارستها خلال الحرب على غزة، والتي تضمنت ما اعتبرتها منظمات دولية "جرائم حرب وإبادة"، تواجه إسرائيل مزيدا من العزلة الإقليمية، وتهديدات بعقوبات دولية تشمل حظر تصدير السلاح، ووقف العلاقات الاقتصادية، فيما يتخوف قادتها العسكريون والسياسيون من مواجهة محاكمات أمام المحكمة الجنائية الدولية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.