دولي, الدول العربية, التقارير, إسرائيل, العراق

هجوم أربيل.. هل هو رسالة إيرانية إلى إسرائيل؟ (مقال)

الحرس الثوري الإيراني، قال إن الهجوم استهدف "مركزا استراتيجيا إسرائيليا"، وحكومة إقليم كردستان نفت وجود أي نشاط للموساد الإسرائيلي في أربيل

15.03.2022 - محدث : 15.03.2022
هجوم أربيل.. هل هو رسالة إيرانية إلى إسرائيل؟ (مقال)

Arbil

رائد الحامد/ الأناضول

- الحرس الثوري الإيراني، قال إن الهجوم استهدف "مركزا استراتيجيا إسرائيليا"
- حكومة إقليم كردستان نفت وجود أي نشاط للموساد الإسرائيلي في أربيل
- حسب مواقع متخصصة، انطلقت الصواريخ من قاعدة للحرس الثوري في ضواحي مدينة تبريز

بعد ساعات من إعلان التلفزيون الإيراني، أن الهجوم الصاروخي على أربيل استهدف قواعد سرية إسرائيلية، أصدر الحرس الثوري بيانا على موقعه الإلكتروني "سباه نيوز"، جاء فيه أن الهجمات الصاروخية على أربيل في إقليم كردستان (شمال)، استهدفت مركزا استراتيجيا إسرائيليا، يستخدم للإضرار بإيران والتآمر عليها.

وأفاد مراسل التلفزيون الإيراني في العراق، بأن الهجمات الصاروخية على أربيل عاصمة الإقليم، استهدفت "قواعد إسرائيلية سرية"، فيما نقلت قناة "الميادين" المحلية عن مصادر عراقية لم تسمها، تأكيدها لوجود نشاط لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "موساد" في أربيل.

وتنفي حكومة أربيل وجود أي مؤسسات أو قواعد سرية تابعة لأي دولة على أراضي الإقليم، حسب تصريحات محافظ أربيل اوميد خوشناو.

واستهدف هجوم أربيل بـ 12 صاروخا بالستيا، وفق بيان لجهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم، الذي اكتفى بالقول إن الصواريخ أصابت "مناطق سكنية فقط"، وأطلقت "من خارج حدود إقليم كردستان والعراق، وتحديدا من جهة الشرق"، دون تسمية أي جهة أو دولة.

وإيران هي الدولة الوحيدة على حدود العراق الشرقية لمسافة نحو 1460 كيلومترا من الحدود المشتركة بين البلدين.

وبحسب مواقع متخصصة، فالصواريخ الإيرانية من طراز "فاتح 313 " بمدى يصل 500 كيلومترا، أطلقت من قاعدة للحرس الثوري في ضواحي مدينة تبريز القريبة من حدود العراق على مسافة أقل من 400 كلم عن أربيل.

ووفق تسجيلات لكاميرات مراقبة تداولتها وسائل إعلام محلية، تعرضت أربيل لموجتي صواريخ فجر الأحد، الأولى في الساعة 01:03 بالتوقيت المحلي (22:03 ت.غ)، والثانية في 01:20 بالتوقيت المحلي (22:20 ت.غ).

سبق لقيادة الحرس الثوري أن توعدت بالانتقام للعقيدين إحسان كربلائي بور، ومرتضى سعيد نجاد، اللذين قتلا في ضاحية الأسد شرق العاصمة السورية بضربات صاروخية إسرائيلية فجر 8 مارس/آذار الجاري، على مخازن أسلحة وذخيرة، وأفادت مصادر إعلامية أن الضربات جاءت بعد ساعات من وصول طائرة "بوينغ 747" تابعة للحرس الثوري إلى مطار دمشق الدولي.

والهجوم الأخير، هو الاستهداف الثاني الذي تعلن إيران مسؤوليتها رسميا عنه بعد هجمات شنتها بالصواريخ بعيدة المدى على قاعدتي "عين الأسد" في الأنبار والجناح العسكري في مطار أربيل الدولي في 9 يناير/ كانون الثاني 2020، وذلك بعد ستة أيام على اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني السابق قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، بغارة أمريكية.

ودون الإشارة إلى إيران عدّ رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، استهداف أربيل بأنه "سابقة خطيرة وانتهاك صارخ لأمن واستقرار وسيادة العراق".

وترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية مصطفى الكاظمي، اجتماعا استثنائيا للمجلس الوزاري للأمن الوطني، لبحث "الاعتداء بالصواريخ الذي استهدف مدينة أربيل انطلاقا من الأراضي الإيرانية".

واعتبر المجلس في بيان، أن ذلك يعد "اعتداءً على مبدأ حسن الجوار بين العراق وإيران، فضلاً عن كونه انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية".

وأشار إلى أن العراق طلب عبر المنافذ الدبلوماسية توضيحات صريحة وواضحة من الجانب الإيراني، وهو ينتظر موقفاً من القيادة السياسية الإيرانية في رفض الاعتداء.

وتلقى رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر اتصالا هاتفيا من رئيس "الحزب الديمقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني، اتفقا خلاله على تشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف على ذريعة وجود مقرات إسرائيلية في الإقليم.

فيما استدعت وزارة الخارجية العراقية، السفير الإيراني لدى بغداد ايرج مسجدي، وسلمته مذكرة احتجاج، على خلفية الهجوم.

وأدانت دول عربية وأجنبية منها الولايات المتحدة الضربات الصاروخية على مدينة أربيل، حيث اعتبر بيان للخارجية الأمريكية أن الضربات تعد "انتهاكا صارخا لسيادة العراق".

وأفاد واشنطن في البيان، بـ"عدم وجود ما يشير إلى أن الهجوم كان موجها ضدها".

وتعرضت قواعد عراقية تستضيف جنودا أمريكيين وسفارة الولايات المتحدة في بغداد وقنصليتها في أربيل لأكثر من 80 هجوما بصواريخ وطائرات مسيرة منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض في يناير 2021، لم ترد واشنطن سوى مرتين على تلك الهجمات الأولى في فبراير/ شباط والثانية في يونيو/ حزيران 2021، على مواقع لمجموعات شيعية مسلحة حليفة لإيران في سوريا وعلى الحدود العراقية السورية.

ويرى مراقبون أن استهداف الحرس الثوري الإيراني لمواقع في أربيل لا علاقة له بمقتل الضابطين الكبيرين، إنما ردا على تعرض قاعدة إيرانية للطائرات المسيرة في محافظة كرمنشاه لهجوم بطائرات إسرائيلية مسيرة في 14 فبراير الماضي، تقول مصادر إيرانية إنها انطلقت من قاعدة لإسرائيل في أربيل.

وعلقت إيران في 13 مارس الجاري من جانب واحد، دون إبداء أسباب جلسات المحادثات مع السعودية، حسب موقع "نور نيوز"، المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني بعد يوم واحد من تصريحات لوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، تحدث فيها عن اتفاق لعقد الجلسة الخامسة بين الطرفين ببغداد في 16 مارس.

ويُعتقد أن تعليق المحادثات مع السعودية يأتي على خلفية أحكام بالإعدام أصدرتها السلطات القضائية السعودية ضد 81 شخصا أدينوا بتهم تتعلق بالإرهاب، من بينهم 36 شيعيا.

ولم يصدر عن قيادات "الإطار التنسيقي" (شيعي) أو قيادات الحشد الشعبي والمجموعات الشيعية المسلحة الحليفة لإيران أي موقف يدين الهجمات على أربيل، والتي حظيت بتأييد ومباركة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لجهات عراقية سياسية ومسلحة حليفة لطهران أو مقربة منها.

وعلى العكس من ذلك، نقلت وسائل إعلام كردية محلية عن مسؤول محور الشمال في الحشد الشعبي، علي الحسيني، قوله إن "قصف أربيل بالصواريخ هو رد طبيعي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي قدمت شهداء اثنين في سوريا"، لكن هيئة الحشد الشعبي أصدرت توضيحا، أكدت فيه بأنه لا يوجد لديها متحدث باسمها او باسم (محور الشمال) بهذا الاسم.

لكن الأمين العام لحركة "النجباء" أكرم الكعبي، اتهم في تصريحات لوسائل إعلام عراقية، أربيل باستضافة مجاميع من الموساد، ما يعطي الحق لأي طرف باستهدافهم وإنهاء وجودهم غير المشروع، في إشارة إلى تأييده الهجمات الإيرانية على المحافظة.

وتواجه محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 صعوبات حقيقية بعد أن وصلت إلى مراحل متقدمة أجهضتها روسيا التي تقدمت بطلب وقف المفاوضات لفترة غير محددة نتيجة دخولها في حرب داخل أوكرانيا.

وتعرضت مواقع إيرانية أو مواقع مشتركة مع قوات النظام السوري وقوات حليفة له لعدد كبير من الضربات الإسرائيلية على مدى السنوات الثلاث الماضية نادرا ما تتسبب بمقتل قيادات من الحرس الثوري.

وأحجمت إيران عن الرد المباشر على تلك الضربات التي تدخل ضمن الاستراتيجيات الإسرائيلية في منع إيران من تأسيس موطئ قدم لها على مقربة من حدودها مع سوريا أو لبنان.

وتعمل إيران بشكل مدروس على تطوير قدراتها العسكرية ودعم القوات الحليفة لها في العراق وسوريا ولبنان واليمن لاستهداف مصالح أمريكية وسعودية وإماراتية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın