معارك "شرسة" بالشجاعية وجباليا وقصف عنيف يستهدف وسط غزة (تقرير)
- عناصر المقاومة الفلسطينية يشتبكون مع القوات الإسرائيلية تحت قصف عنيف على المنطقتين
Gazze
غزة / مصطفى حبوش / الأناضول
- القوات الإسرائيلية تحاول التقدم بريا إلى داخل مخيم جباليا (شمال) وحي الشجاعية (شرق)- عناصر المقاومة الفلسطينية يشتبكون مع القوات الإسرائيلية تحت قصف عنيف على المنطقتين
- الطائرات والمدفعية الإسرائيلية كثفت قصفها وسط وجنوب القطاع مخلفة عشرات القتلى والجرحى
يشهد حي الشجاعية شرق مدينة غزة ومخيم جباليا شمال القطاع، منذ ساعات صباح الإثنين، معارك ضارية بين الجيش الإسرائيلي وعناصر المقاومة الفلسطينية، في ظل قصف جوي ومدفعي مكثف يستهدف المنطقتين.
وفي هذا الوقت كثفت المقاتلات الإسرائيلية والمدفعية والبوارج الحربية قصفها لمناطق وسط القطاع، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى معظمهم من النساء والأطفال، وفق مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان.
معارك ضارية بالشمال
وأفاد مراسل الأناضول نقلا عن شهود عيان، بأن القوات الإسرائيلية ما تحاول منذ نحو أسبوع التقدم بريا إلى عمق مخيم جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، لكنها لا تنجح في ذلك بسبب المقاومة الضارية فيه.
وذكر الشهود، أن الدبابات الإسرائيلية تتواجد على أطراف المخيم من الجهات الغربية والشمالية والجنوبية وتنفذ قصفا جويا ومدفعيا عنيفا يستهدف المنازل والطرقات والبنية التحتية.
وأوضحوا أن عناصر المقاومة الفلسطينية يشتبكون بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع وقذائف الهاون بشكل متواصل منذ ساعات مساء الأحد، وحتى ظهر الإثنين مع القوات الإسرائيلية على أطراف المخيم.
كما يشهد حي الشجاعية شرق مدينة غزة صورة مشابهة حيث تتمركز القوات الإسرائيلية شرق الحي وتحاول التوغل إلى عمقه لكن مقاتلي "كتائب القسام" الذراع المسلح لحركة "حماس" يستهدفونها بقذائف مضادة للدروع وعبوات ناسفة علاوة على اشتباكات مسلحة مباشرة بين الجنود الإسرائيليين وعناصر المقاومة.
ووفق مصادر محلية، فإن المدفعية الإسرائيلية تقصف حي الشجاعية بشكل عنيف منذ صباح اليوم الاثنين، ما أدى لاشتعال النيران وتصاعد الدخان الأسود من غالبية مناطق الحي.
وبينما تندلع معارك شرسة بين المقاومة والجيش الإسرائيلي في الشجاعية وجباليا أطلقت الفصائل الفلسطينية رشقات صاروخية متفرقة من المنطقتين خلال الساعات الماضية، وفق ما أفاد شهود عيان للأناضول.
كما أفادت مصادر محلية للأناضول، بأن طائرات مروحية إسرائيلية هبطت عدة مرات بمواقع بمحيط مخيم جباليا وداخل حي الشجاعية.
وهذه الطائرات عادة ما يستخدمها الجيش الإسرائيلي لإخلاء الجرحى والقتلى من مواقع المعارك بعد التغطية على هبوطها بالقنابل الدخانية وإطلاق النار والقصف المكثف على المناطق التي يتواجد فيها عناصر المقاومة.
وفي سياق متصل، أفاد شهود عيان من منطقة مشروع بيت لاهيا (شمال) بأن الآليات العسكرية الإسرائيلية تحاصر 15 مركزا للنزوح (مدارس) في المشروع.
وذكر الشهود، أن القوات الإسرائيلية حاصرت يوم الاثنين الماضي، مدرسة الحرثاني الثانوية بمشروع بيت لاهيا قبل أن تقتحمها وتحتجز كل من داخلها بعد إجبارهم على الخروج منها بملابسهم الداخلية.
وأوضحوا أنه بعد ساعات على احتجاز النازحين بالمدرسة اعتقلت القوات الإسرائيلية نحو 50 منهم ووضعت البقية بأرض قريبة من المدرسة وظلوا طوال الليل بدون ملابس.
وأشار الشهود، إلى أنه بعد إطلاق سراح المحتجزين تم حرق المدرسة بما فيها من ملابس وطعام خاص بالنازحين.
وتوجه النازحون المفرج عنهم بعد ذلك إلى مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ليرتفع عدد النازحين فيه لما يزيد عن ألف نازح.
قصف عنيف بالوسط والجنوب
وفي مناطق وسط وجنوب القطاع، كثف الجيش الإسرائيلي قصفه الجوي والمدفعي لمدينة دير البلح ومنطقة الزوايدة ومخيم النصيرات ومدينة خانيونس.
وأفاد مراسل الأناضول، بأن الطائرات الإسرائيلية قصفت مبنى مدنيا في منطقة الزوايدة جنوب مخيم النصيرات وسط القطاع.
وقال شهود عيان للأناضول، إن المبنى المستهدف مكون من 5 طوابق، وكان يقيم فيه نحو 60 فلسطينيا بينهم نازحون من مدينة غزة، ما تسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا.
وذكر الشهود، أن المنزل تم تدميره بشكل كامل وعملت أطقم "الدفاع المدني" لساعات طويلة من أجل انتشال جثامين القتلى وإنقاذ الجرحى.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية، بأنه تم نقل ضحايا القصف إلى مستشفى "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح، وأوضحت أن بين القتلى والجرحى نساء وأطفال.
كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية خلال ساعات الليل عددا من المنازل في منطقة "البصة" بمخيم دير البلح للاجئين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، حسبما أفاد مسعفون لمراسل الأناضول.
وفي وقت سابق الإثنين، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) بـ"استشهاد 6 مواطنين معظمهم أطفال، وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة، بعد قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي شقة سكنية تعود لآل صبح في حي تل السلطان" بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
كما "استشهد 5 مواطنين بينهم 3 أطفال، في قصف إسرائيلي على منزل في مخيم النصيرات، وفق "وفا".
وقصفت المدفعية الإسرائيلية أيضا مناطق متفرقة في خان يونس جنوب القطاع، إضافة إلى سلسلة غارات عنيفة للطيران الإسرائيلي استهدفت مناطق مخيم المغازي (وسط).
وقصفت البوارج الحربية الإسرائيلية شاطئ مدينة دير البلح بشكل كثيف الليلة الماضية وفي ساعات الصباح الأولى، في الوقت الذي استهدفت فيه الآليات المدفعية المناطق الشرقية للمدينة بوابل من القذائف، كما ذكر شهود عيان للأناضول.
نقص بالإمكانيات الطبية
على الصعيد نفسه، حذر متحدث مستشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح وسط قطاع غزة خليل الدقران، الاثنين، من انهيار المنظومة الصحية بالمستشفى في ظل وصول أعداد كبيرة من الإصابات إليه جراء الغارات الإسرائيلية المكثفة على مناطق وسط القطاع.
وقال الدقران، لمراسل الأناضول: "وصلنا منذ الصباح الباكر أكثر من 40 شهيدا ونحو 50 إصابة معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ"، ومعظم الإصابات حالتها خطيرة جدا.
وأضاف أن "المستشفى يفتقر إلى المنظومة الصحية السليمة ويمكن أن ينهار في أي لحظة بظل الغارات الإسرائيلية المكثفة".
ولفت إلى افتقار المستشفى للأدوية والمستلزمات الطبية بشكل كافي خاصة مع تزايد عدد الإصابات ووجود مئات الإصابات السابقة المنومة بالمستشفى.
وأوضح أن عدد الجرحى في المستشفى حاليا يفوق 5 أضعاف الطاقة الاستيعابية لها ما اضطر إدارة المستشفى لوضع المصابين في خيام بالساحات الخارجية وفي الممرات.
وقال إن "مستشفى شهداء الأقصى يحتاج إلى الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود ليواصل عمله خلال الأيام المقبلة".
كما ناشد بضرورة إخراج الجرحى من المستشفى ليتلقوا العلاج خارج قطاع غزة في ظل ضعف إمكانيات المنظومة الصحية في القطاع.
وذكر الدقران، أن مستشفى "شهداء الأقصى" يخدم نحو 900 ألف نسمة يعيشون بالمنطقة الوسطى غالبيتهم نازحون من مدينة غزة وشمال القطاع.
وكثفت الطائرات الحربية الإسرائيلية والآليات المدفعية والبوارج الحربية خلال الساعات الماضية قصف مناطق وسط قطاع غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الأحد 17 ألفا و997 شهيدا، و49 ألفا و229 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
