
Israel
تل أبيب/ سعيد عموري/ الأناضول
انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الخميس، حكومة بنيامين نتنياهو، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توقيع اتفاقية دفاع وتعاون مع قطر، واصفا الخطوة بأنها "فشل سياسي غير مسبوق".
والأربعاء، وقّع ترامب، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن قطر، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية إذا تعرضت لأي هجوم.
يأتي ذلك بعد ثلاثة أسابيع من عدوان جوي إسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، استهدف اغتيال وفد حركة "حماس" المفاوض.
والأمر التنفيذي معنون بـ"ضمان أمن دولة قطر"، وموّقع من ترامب بتاريخ 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، بحسب الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض.
وينص على أن "الولايات المتحدة تعتبر أي هجوم مسلح على أراضي دولة قطر أو سيادتها أو بنيتها التحتية الحيوية تهديدا لسلامتها وأمنها (الولايات المتحدة)".
و"في حال وقوع مثل هذا الهجوم، تتخذ الولايات المتحدة جميع التدابير القانونية والمناسبة، بما في ذلك التدابير الدبلوماسية والاقتصادية، والعسكرية عند الضرورة".
وتهدف هذه التدابير إلى "الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة ودولة قطر، واستعادة السلام والاستقرار".
وترتبط قطر والولايات المتحدة بـ"اتفاقية تعاون دفاعي" وقعّها البلدان في يونيو/ حزيران 1992.
وقال لابيد، في منشور عبر منصة شركة "إكس" الأمريكية، إن "إسرائيل كانت لسنوات المرشحة الوحيدة في الشرق الأوسط لاتفاقية دفاع مع الولايات المتحدة، ثم أعلن ترامب عن اتفاقية دفاع وشراكة مع قطر".
ووصف لابيد، الخطوة بأنها "فشل سياسي على نطاق غير مسبوق لحكومة نتنياهو".
واعتبر أن "هجوما فاشلا في الدوحة، وإدارة مهملة أمام واشنطن، وانعدام أي رؤية سياسية، أدّت إلى تحطم مكانة إسرائيل الفريدة لدى الولايات المتحدة، وإلى نجاح سياسي لم تكن قطر لتحلم به قبل عامين"، على حد قوله.
وأضاف لابيد: "هذه الحكومة تجرّنا من كارثة إلى أخرى. وعلى الساحة السياسية فإن الأمر لا يقل عن كونه إذلالا".
بدوره، وصف رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت، في منشور عبر صفحته على "إكس"، الاتفاق بأنه "انهيار سياسي-أمني من الدرجة الأخطر، سيؤثر على إسرائيل لسنوات مقبلة".
وتابع بينيت: "هذه الحكومة يجب أن ترحل في أسرع وقت ممكن، وأن تفسح المجال لقيادة جديدة لترميم إسرائيل من تحت الركام، وهذا سيحدث قريبا".
وشكّل بينيت، في أبريل/ نيسان الماضي، حزبا جديدا أطلق عليه اسم "بينيت 2026"، وهو يتصدر خلال الشهور الأخيرة استفتاءات وسائل الإعلام العبرية، كمرشح بارز لرئاسة الوزراء.
وفي 30 سبتمبر الماضي، أعلن البيت الأبيض أن نتنياهو، أعرب لنظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن أسفه على الهجوم على الدوحة، متعهدا بعدم تكراره.
جاء هذا الإقرار بالذنب خلال اتصال هاتفي ثلاثي، جمع رئيس الوزراء القطري وترامب ونتنياهو، أثناء استضافة الأخير في البيت الأبيض.
وفي 9 سبتمبر المنصرم، شن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا على قادة بحركة "حماس" بالدوحة، ما أدانته قطر وأكدت احتفاظها بحق الرد على العدوان الذي قتل فيه عنصر أمن قطري.
فيما أعلنت "حماس" نجاة وفدها المفاوض بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين.
وأثار العدوان الإسرائيلي على سيادة قطر إدانات عربية ودولية، مع دعوات إلى ضرورة ردع تل أبيب لوقف الاعتداءات التي تنتهك القانون الدولي.
وجاء الهجوم على قطر رغم قيامها بدور وساطة، إلى جانب مصر وبإشراف أمريكي، في مفاوضات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
وبهذا الهجوم وسعت إسرائيل اعتداءاتها إقليميا، إذ شنت في يونيو الماضي، عدوانا على إيران، وترتكب منذ عامين إبادة جماعية بقطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وتنفذ غارات جوية على لبنان وسوريا واليمن.