دولي, الدول العربية, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

طبيب تركي عمل بغزة: جيش إسرائيل دمر معظم مستشفيات القطاع (مقابلة)

قال الطبيب التركي إبراهيم أُويغون الذي عمل لفترة محدودة بقطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي دمر غالبية المستشفيات بقطاع غزة ومن ضمنها المستشفيات الكبرى وجميعها أصبحت غير صالحة للترميم.

Muhammet İkbal Arslan, Zahir Sofuoğlu  | 17.04.2025 - محدث : 17.04.2025
طبيب تركي عمل بغزة: جيش إسرائيل دمر معظم مستشفيات القطاع (مقابلة)

Geneve

جنيف / الأناضول

** الطبيب التركي إبراهيم أُويغون، في حديث للأناضول:
- المستشفيات الكبرى في غزة دمرت وأصبحت غير صالحة للترميم
- ما يُعرض على التلفاز بخصوص غزة ليست لقطات مختارة بل حقيقة مطابقة للوضع
- الدمار هائل بغزة لم يتبق حيوانات حية ولا يمكن رؤية منزل أو سيارة غير مدمرة
 

قال الطبيب التركي إبراهيم أُويغون الذي عمل لفترة محدودة بقطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي دمر غالبية المستشفيات بقطاع غزة ومن ضمنها المستشفيات الكبرى وجميعها أصبحت غير صالحة للترميم.

جاء ذلك في حوار أجرته الأناضول مع أويغون، تحدث فيه عن تجاربه وشهاداته أثناء عمله لأكثر من شهرين في قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ أكثر من عام ونصف.

وقال أُويغون، إن مستشفى الشفاء في مدينة غزة "يأتي في مقدمة تلك المستشفيات المدمرة".

** دمار هائل

وأوضح أويغون، أنه رغب بالذهاب إلى قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتمكّن من ذلك بعد انتظار دام 8 أشهر من دخول القطاع عبر "جمعية الأطباء الأوروبيين" .

وقال: "دخلنا غزة عبر معبر كرم أبو سالم الخاضع لسيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال جمعية الأطباء الأوروبيين وتحت رعاية منظمة الصحة العالمية".

وأردف أويغون: "الدمار هائل في غزة، لم يتبق حيوانات حية تقريباً، لا يمكن رؤية منزل أو مكان أو سيارة لم يتعرض للدمار".

وأضاف: "عندما دخلنا غزة رأينا دماراً كبيرا"، مشيرا إلى أن "المستشفيات المدينة محطّمة، وتأثرنا بشدة مما شاهدناه".

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم حرب وإبادة بغزة، خلّفت أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى دمار هائل في المنازل والمنشآت والبنية التحتية.

** تدمير المستشفيات

وأضاف أُويغون: "بعد تدمير المستشفيات لم يبق في قطاع غزة سوى جهازين للتصوير المقطعي في غزة أحدهما في مستشفى الناصر (جنوب)، والآخر في مستشفى المعمداني (شمال)".

وأردف: "رغم صغر حجم المستشفى الأهلي المعمداني، إلا أنه يُستخدم كمركز طوارئ، وكذلك مستشفى الناصر (جنوب)".

وأفاد أُويغون أنه "حتى خلال فترات وقف إطلاق النار، كانت المسيرات الإسرائيلية تحلّق في الأجواء، وتسقط ثلاثة إلى خمسة شهداء يوميا"، وأكد أنه "شهد العديد من هذه الحالات حتى خلال ما يُفترض أنه هدنة".

وتابع: "في إحدى الليالي، استُشهد 412 شخصاً، ثم ارتفع العدد إلى 500 (..) الوضع مؤسف ويتدهور أكثر فأكثر، والمستشفيات تُستهدف عمدا وبشكل ممنهج".

وأضاف: "في مستشفى المعمداني الأهلي حيث كنت أعمل، كان يصلنا عدد كبير من الشهداء. كانت الأكفان ملطّخة بالدماء، وكانوا يؤدون صلاة الجنازة بوضع الجثامين على الأرض".

وأوضح أويغون أنه زار المستشفيات في جنوب غزة وشمالها خلال فترة عمله في القطاع، موضحا أن "غزة رغم صغر مساحتها، إلا أن الظلم الواقع عليها جعلها محور حديث العالم بأسره".

وفجر الأحد، قصفت مقاتلات إسرائيلية المستشفى المعمداني ما أدى إلى تدمير أحد مبانيه وتضرر واشتعال النيران بعدد من أقسامه ليخرج عن الخدمة.

والمستشفى المعمداني يقع على الأطراف الشمالية لحي الزيتون جنوب مدينة غزة، وتُديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس ويعد من أقدم مستشفيات المدينة حيث تأسس عام 1882.

وتحول "المعمداني" إلى أهم مستشفى في مناطق شمال قطاع غزة بعد الدمار الكبير الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بمجمع الشفاء الطبي والمستشفيين الإندونيسي وكمال عدوان خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 19 شهرا.

ويستقبل المستشفى يوميا عشرات الإصابات جراء الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي يتعرض لها القطاع منذ استئناف إسرائيل حرب الإبادة في 18 مارس/ آذار الماضي.

ومنذ 7 أكتوبر 2023 دمرت إسرائيل 34 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تاركة 4 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية، بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

كما أخرجت الغارات الإسرائيلية 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.

** المساعدات الغذائية

وأكد أُويغون، أن "منع دخول الغذاء والمساعدات إلى غزة لفترات طويلة أثّر سلباً على صحة الفلسطينيين بالقطاع".

وأردف: "كان أصدقاؤنا يظهرون لنا صورا للناس قبل الحرب وبعدها، وكان الفارق 20 إلى 30 كيلوغراماً في الوزن. لا يوجد طعام والجوع منتشر".

ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، يمنع الجيش الإسرائيلي دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وماء لقطاع غزة عقب إغلاقه للمعابر ما تسبب في كارثة إنسانية وتفاقم للمجاعة.

وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

** صبر وكرامة نساء غزة

وأشاد الطبيب التركي بصبر نساء غزة، قائلا إنهن "يتمتعن بصبر وكرامة عظيمة، ولا يقبلن بالمساعدات الخارجية بسهولة".

وأضاف: "حتى لو اضطررن للعيش في خيام أو منازل مدمرة، ويغسلن الملابس بمياه تُنقل من الخارج، إنهن يخرجن بملابس نظيفة ويظهرن اهتماما بأطفالهن".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.