
Gazze
شمال غزة/ محمد ماجد / الأناضول
- عبد الرحمن بطاح المعروف باسم "عبود بطاح" احتجزه الجيش بمستشفى كمال عدوان رفقة عدد من الشبان- يُعتبر بطاح من أبرز الشخصيات التي تنقل أحداث الإبادة والتطهير العرقي عبر منصات التواصل الاجتماعي
- على مدار هذه الإبادة، لم يتوان الفلسطيني عن توثيق الأحداث بهاتفه بأسلوب يجمع بين الجدية والكوميديا
ضمن مساعي إسرائيل لطمس جرائم الإبادة والتطهير العرقي التي ترتكبها شمال قطاع غزة، احتجز جيشها الناشط الفلسطيني عبد الرحمن بطاح المعروف باسم "عبود" أحد أبرز الوجوه التي توثق وتنقل فظائع الإبادة.
وخلال اقتحام مستشفى "كمال عدوان" شمال القطاع، احتجز الجيش الإسرائيلي عددا من الشبان، بينهم الناشط بطاح (18 عاما)، واقادتهم إلى جهة مجهولة.
ويُعتبر بطاح من أبرز الشخصيات التي تنقل أحداث الإبادة والتطهير العرقي عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث كان له دور في رفع صوت معاناة شمال قطاع غزة إلى العالم.
وعلى مدار هذه الإبادة، لم يتوان "عبود" عن توثيق الأحداث بهاتفه بأسلوب يجمع بين الجدية والكوميديا، مستخدما مقاطع مصورة تبرز فظائع الجرائم الإسرائيلية، ليكون بذلك شاهدا عيانا على ما يحدث في غزة.
ولاقى المحتوى الذي يقدمه بطاح عبر منصاته بمواقع التواصل الاجتماعي، تفاعلا كبيرا من قبل مستخدمي الإنترنت.
و أصبحت فيديوهاته نافذة حقيقية للعالم، تعرض مشاهد مؤلمة من المجازر والدمار، إلى جانب مشاهد تعكس صمود الشعب الفلسطيني في وجه الإبادة.
من خلال هذه التوثيقات، حاول بطاح تسليط الضوء على واقع الحياة اليومية بغزة، وكان يأمل أن تنتهي حرب الإبادة ليعيش في سلام وأمان كسائر شعوب العالم، وفقًا لمقاطع مصورة نشرها.
في السياق، كتب رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، عبر منصة إكس: "جيش الاحتلال يختطف عبود بطاح من مستشفى كمال عدوان ويعرضه للتنكيل ثم يقتاده لجهة مجهولة، ومخاوف جدية على حياته".
بدوره، أدان مركز حماية الصحفيين الفلسطيني اختطاف الجيش الإسرائيلي الناشط بطاح والصحفي أسامة الدريني من شمال قطاع غزة، مُحملا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن سلامتهما.
وأضاف المركز في بيان: "قوة من جيش الاحتلال اختطفت الناشط بطاح المشهور باسم عبود فجر الجمعة من مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، واقتادته إلى جهة مجهولة".
وتابع: "جيش الاحتلال اختطف أيضا الصحفي أسامة الدريني (36 عامًا)، مراسل إذاعة صوت الشعب، من مركز إيواء بمنطقة الشيخ زايد شمالي القطاع أمس الخميس".
ولفت البيان إلى أن "عمليات اختطاف الناشطين والصحفيين تأتي مع استمرار جيش الاحتلال في التحريض ضد الصحفيين واستهدافهم وقتلهم".
وبحسب قناة "الأقصى الفضائية"، اعتقل الجيش الإسرائيلي مجموعة ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم عبد الرحمن بطاح، علي بطاح، عبد الرحيم عبيد، وإدريس أبو صفية، من داخل مستشفى كمال عدوان.
والجمعة، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، أن الجيش الإسرائيلي احتجز مئات المرضى والطواقم الطبية والنازحين في "مستشفى كمال عدوان" شمال القطاع بعد اقتحامه، وذلك إمعانا بالإبادة والتطهير العرقي منذ 21 يوما.
ويتواصل التوغل والقصف الإسرائيلي لمناطق مختلفة من محافظة شمال غزة بالتزامن مع استمرار مساعي الجيش لإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمالي القطاع، قبل أن يعلن في اليوم التالي بدء اجتياحه لها بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة خلفت أكثر من 143 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.