
Istanbul
محمد ماجد/ الأناضول
- تقدمت دبابات إسرائيلية على طريق ترابي لمخيم جنين، وهي تملأ المكان بأصوات محركاتها الثقيلة ويخرج من خلفها غبار التراب-رصدت عدسة الأناضول هذه اللحظات وصورت الآليات العسكرية الإسرائيلية التي تقدمت وسط الحجارة المتساقطة، بينما ارتفعت سحب الغاز المسيل للدموع في سماء المكان
في مشهد يعيد إلى الذاكرة صور الانتفاضة الفلسطينية، اقتحمت الدبابات الإسرائيلية مدينة جنين شمالي ضفة الغربية المحتلة، مساء الأحد، ما أثار مواجهات مع شبان فلسطينيين تصدوا لها بالحجارة، في توغل هو الأول من نوعه منذ عام 2002.
تقدمت دبابات إسرائيلية على طريق ترابي للمخيم، وهي تملأ المكان بأصوات محركاتها الثقيلة ويخرج من خلفها غبار التراب.
وما إن اقتربت الدبابات العسكرية من تجمع شبان بدأ الجنود بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع، لتملأ سماء المكان بسحب بيضاء خانقة.
ورغم صعوبة التنفس والدموع التي غمرت العيون جراء الغاز، لم يتراجع الشبان الفلسطينيون، وقفوا بصدورهم العارية وأيديهم الممتلئة بالحجارة التي جمعوها من الأرض، وألقوها بكل قوة تجاه الدبابات الإسرائيلية.
ورصدت عدسة الأناضول، هذه اللحظات والدبابات العسكرية الإسرائيلية التي تقدمت وسط الحجارة المتساقطة، بينما ارتفعت سحب الغاز المسيل للدموع في سماء المكان.
ومساء الأحد، اقتحمت دبابات إسرائيلية، مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية، في تصعيد عسكري هو الأول من نوعه منذ 2002، ما أعاد إلى الأذهان للفلسطينيين مشاهد الانتفاضتين الأولى والثانية.
وانطلقت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في 9 ديسمبر/كانون الأول 1987، والتي يسمّيها الفلسطينيون بـ"انتفاضة الحجارة"، وذلك لأن الحجارة كانت الأداة الرئيسية التي استخدمها الفلسطينيون للتصدي للآليات العسكرية والبنادق الإسرائيلية.
الشرارة الأولى لهذه الانتفاضة اندلعت مساء 8 ديسمبر 1987، بعد حادثة دهس سائق شاحنة إسرائيلي لمجموعة من العمال الفلسطينيين، ما أسفر عن مقتل أربعة 4 منهم على حاجز بيت حانون (إيرز) شمالي قطاع غزة.
أما الانتفاضة الفلسطينية الثانية، فاندلعت شرارتها في 28 سبتمبر/أيلول 2000، عقب اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "أرييل شارون" المسجد الأقصى برفقة قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، ما فجر موجة من الاحتجاجات والمواجهات العنيفة في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية.
وبحسب مراسل الأناضول، شوهدت 3 دبابات إسرائيلية ترافقها آليات عسكرية تقتحم المخيم، مساء الأحد، في مشهد يعيد للأذهان اجتياح الضفة الغربية خلال عملية "السور الواقي" في 2002.
وفي مؤتمر صحفي مساء الأحد خلال حفل تخريج ضباط في مدينة حولون قرب تل أبيب، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش سيواصل القتال في الضفة الغربية المحتلة واحتلال مناطق لبنانية، ودعا إلى نزع السلاح جنوب دمشق.
وفي وقت سابق الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي نقل فصيلة دبابات إلى جنين للمشاركة في "الجهد الهجومي" على المنطقة، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2002.
وقال الجيش في بيان على منصة إكس: "تواصل قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) وحرس الحدود عملياتهم لإحباط الإرهاب في شمال السامرة (الضفة) وتوسع أنشطتها الهجومية في المنطقة".
وأضاف: "بدأت قوات من لواء ناحال ووحدة دوفدفان بالعمل في بلدات إضافية في منطقة جنين، وفي الوقت نفسه ستعمل فصيلة دبابات في جنين كجزء من الجهد الهجومي".
فيما قالت هيئة البث الرسمية، صباح الأحد، "للمرة الأولى منذ عملية الدرع الواقي (عام 2002) تحركت دبابات الجيش الإسرائيلي إلى منطقة جنين ضمن الاستعدادات لتوسيع العملية شمال الضفة الغربية".
ومنذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية التي أطلق عليها اسم "السور الحديدي"، في مدن ومخيمات للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية، وخاصة بمحافظات جنين وطولكرم وطوباس، مخلفا 61 قتيلا فلسطينيا وفق وزارة الصحة، إلى جانب نزوح عشرات الآلاف، ودمار واسع في ممتلكات ومنازل وبنية تحتية.
وتحذر السلطات الفلسطينية من أن تلك العملية هي في إطار مخطط حكومة نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها، وهو ما قد يمثل إعلانا رسميا لوفاة حل الدولتين.
ويأتي توسيع العمليات العسكرية شمال الضفة الغربية بعد تصعيد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، منذ بدء الإبادة في قطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 923 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.