بعد فتح "معبر جابر".. الرمثا الأردنية تترقب عودة السلع السورية (تقرير)
يتطلع سكان مدينة الرمثا الأردنية شمال المملكة، المحاذية لدرعا السورية، إلى عودة تدفق البضائع والسلع السورية التي كانت تنعش أسواقهم قبيل اندلاع الأزمة عام 2011، عقب أسبوع من إعادة فتح "معبر جابر" الحدودي بين البلدين.

Jordan
الرمثا (الأردن)/ ليث الجنيدي/ الأناضول
- كانت الرمثا قبلة لأهالي وتجار الأردن من كل المحافظات، باعتبارها المدينة الأقرب لسوريا ومصدرا لبضائعها
- مع تطبيع في علاقات المملكة والنظام السوري، فإن عودة الرمثا إلى سابق عهدها بات "قاب قوسين أو أدنى"
يتطلع سكان مدينة الرمثا الأردنية شمال المملكة، المحاذية لدرعا السورية، إلى عودة تدفق البضائع والسلع السورية التي كانت تنعش أسواقهم قبيل اندلاع الأزمة عام 2011، عقب أسبوع من إعادة فتح "معبر جابر" الحدودي بين البلدين.
والأربعاء الماضي، أعيد فتح "معبر جابر"، بعد إغلاق استمر نحو شهرين بفعل التطورات الأمنية الأخيرة في مدينة درعا، لكن حركة البضائع لم تستأنف منذ عقد حتى اليوم.
وخلت أسواق الرمثا التابعة لمحافظة إربد (أقصى الشمال)، طيلة السنوات الماضية من البضائع السورية، إلا أن تجارها يأملون بأن تنتفي عنهم صفة "المنطقة المنكوبة" التي فرضتها عليهم تداعيات الأزمة السورية.
كانت الرمثا قِبلةً لأهالي وتجار الأردن من كل المحافظات قبيل الحرب الأهلية السورية، باعتبارها المدينة الأقرب لجارتها العربية ومصدرًا لبضائعها.
ومع تطبيع متسارع في علاقات المملكة والنظام السوري، فإن عودة المدينة إلى سابق عهدها بات "قاب قوسين أو أدنى"، وخاصة مع تسريبات تؤكد النية لفتح المنفذ الآخر الذي يربط بين البلدين "معبر الرمثا".
"الأناضول" قامت بجولة ميدانية داخل أسواق المدينة الأردنية، قابلت خلالها العديد من التجار الذين أعربوا عن آمالهم بعودة دخول البضائع إلى أسواقهم كسابق عهدها.
"منطقة حدودية.. يمنع التصوير"، من أمام مركز حدود الرمثا (الجمرك القديم من جهة سوريا) كانت بداية الجولة، حيث الساحات المجاورة تخلو من المارة، وصولا إلى المظلة قرب محلات النقل والصرافة المغلقة.
بضع محال يراقب أصحابها ما يجري ويتساءلون عن أسباب التصوير، وفيما إذا كان هناك قرارات جديدة، وسط دعوات "إن شاء الله سيفتحون الحدود".
مرورا بـ"خط الشام" (طريق عام يعرف بهذا الاسم)، ثم إلى "دوار الـ 500" (ميدان عام) وبعدها إلى "شارع الوحدة"، تلاه "السوق السوري".. الحركة أقل من طبيعية ولا جديد، لكن الأمل لا ينقطع.
عمر رمضان (53 عاما)، تاجر منظفات، يقول للأناضول: "كنا نتنفس عن طريق سوريا، والناس من كل المحافظات تأتي إلينا لتأخذ بضائعها، نأمل بشيء كبير مع عودة فتح حدود جابر".
عبود الذيابات (25 عاما) تاجر أحذية، يؤكد للأناضول أن ما يعنيه من فتح "معبر جابر" هو عودة البضائع السورية وليس حركة المسافرين، ويضيف: "مر أسبوع ولم نلمس تغيرًا، ولكن نأمل خلال الأيام القادمة".
الخمسيني رائد الصبيحات، تاجر سكاكر، يرى أن إعادة فتح "معبر جابر" ستنعش السوق والحركة، ويتمنى أن يرى الأثر قريبا، ويتم أيضا فتح "معبر الرمثا".
أحاديث لا تختلف في مضمونها، لكن معظمها كان محفوفا بنبرة قلق، مردها إغلاقات سابقة ومتكررة للمعابر الحدودية، فضلا عما أسموه "غياب التجار ومصدر البضائع في الجانب السوري".
بكر أبو زريق، مدير غرفة تجارة الرمثا، يوضح في حديثه للأناضول، أن المطلوب لاستعادة الحركة التجارية في المدينة هو السماح باستيراد البضائع السورية.
ويلفت إلى وجود "قيود رسمية بشأن أنواع البضائع المسموح بنقلها واستيرادها، فالأغذية والملابس التي كان يعتمد عليها سوق الرمثا من بين الممنوعات، والسبب ظروف الحرب في سوريا ولتحقيق الكفاية الذاتية لأهلها هناك".
ويأمل أبو زريق، أن يتم إعادة النظر في قائمة السلع والبضائع المسموح باستيرادها من سوريا، لأن سوق الرمثا يعتمد عليها، مضيفًا أنه "بخلاف ذلك لن نجني ثمرة إعادة فتح الحدود".
وكان الأردن قرر في 31 يوليو/تموز الماضي إغلاق المعبر؛ نتيجة ما أسماه "تطورات الأوضاع الأمنية في الجانب السوري"؛ في إشارة إلى اشتباكات عنيفة آنذاك قرب المعبر بين قوات المعارضة السورية والنظام في محافظة درعا، ليعيد فتحه الأربعاء بعد إغلاق دام 60 يوما.
وسبق أن أُغلق معبر "جابر" بين البلدين لمدة 3 أعوام، وأُعيد فتحه في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وفي أغسطس/آب 2020، أغلق الأردن المعبر مرة أخرى؛ بسبب ارتفاع إصابات كورونا المسجلة على الحدود، وأعاد تشغيله جزئيا مؤخرا، معتمدا قيودا تضمنت نظام نقل تبادلي للركاب والبضائع "باك تو باك"، وبعدد 150 شخصًا يوميًا.
ويرتبط الأردن وسوريا بمعبرين حدوديين رئيسيين، هما "الرمثا" و"جابر" الأردنيين، اللذان يقابلهما "الجمرك القديم" و"نصيب" على الترتيب من الجانب السوري.
وقبل اندلاع الأزمة السورية عام 2011، كانت تنشط عبرهما الحركة التجارية وسفر الأفراد، لكن معبر "الرمثا" مغلق منذ عام 2015، بعد أن تدمرت بنيته التحتية نتيجة الحرب في سوريا.
ومنذ نحو أسبوعين، شهدت العلاقات الأردنية السورية قفزة سريعة وملحوظة في مستوى تطبيعها؛ إذ تخللها العديد من اللقاءات الرسمية.
ومن أبرزها لقاء قائد الجيش الأردني يوسف الحنيطي مع وزير الدفاع لدى النظام السوري العماد علي أيوب، في 19 من الشهر الماضي بعمان، تلاه بأربعة أيام لقاء وزراء خارجية البلدين أيمن الصفدي وفيصل المقداد في نيويورك، ثم زيارة رسمية لأربعة وزراء من النظام السوري إلى المملكة.
والأحد الماضي، تلقى عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، اتصالا هاتفيا من رئيس النظام السوري بشار الأسد، هو الأول من نوعه منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.