
Algeria
إسطنبول/ الأناضول
أدانت الجزائر، السبت، بأشد العبارات ما وصفته بـ"المخططات الإسرائيلية الرامية لإعادة احتلال قطاع غزة عسكريًا وتهجير سكانه قسرا".
واعتبرت أن هذه الخطوة تمثل تحديا صارخا لإرادة المجتمع الدولي وقراراته، بعد أيام فقط من انعقاد المؤتمر الدولي لحل الدولتين.
جاء ذلك في بيان للخارجية الجزائرية، نشرته على منصة "إكس".
وجددت الجزائر تمسكها بقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف، "باعتباره حقا تاريخيا غير قابل للتصرف أو التقادم".
وقال البيان إنه "بعد أيام قلائل من انعقاد المؤتمر الدولي لحل الدولتين، الذي جدد تأكيد المجتمع الدولي على هذا الحل باعتباره الإطار الوحيد الكفيل بإرساء تسوية عادلة ودائمة ونهائية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، تُثبت السلطة القائمة بالاحتلال مجددا عدم اكتراثها بإرادة المجتمع الدولي وقراراته، وهي تخطط لإعادة احتلال قطاع غزة عسكريا وتهجير سكانه قسرا وعنوة".
وانعقد المؤتمر الدولي لحل الدولتين، برئاسة السعودية وفرنسا وبمشاركة رفيعة المستوى، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أواخر يوليو/تموز الماضي، وصدر عنه إعلان تضمن اتفاقا بين الدول المشاركة على اتخاذ خطوات ملموسة محددة زمنيا لتحقيق حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).
كما أكد الإعلان على ضرورة اتخاذ إجراءات جماعية لإنهاء الحرب على قطاع غزة، وانسحاب إسرائيل منه، وتسليمه إلى السلطة الفلسطينية.
الخارجية الجزائرية، أكدت "إدانتها الشديدة ورفضها القاطع لهذه المخططات الإسرائيلية التي ترهن مستقبل قطاع غزة ومستقبل الدولة الفلسطينية ومستقبل السلام في المنطقة برمتها".
وشددت على أن "غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة ومكون أساسي من الدولة الفلسطينية التي أقرتها الشرعية الدولية".
وحذرت من أن هذه المخططات "تهدد مستقبل القطاع والدولة الفلسطينية والسلام في المنطقة برمتها".
ودعت الجزائر، مجلس الأمن والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياتهم ووقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ قرابة عامين، مع التركيز على ضرورة معالجة الأزمة الإنسانية الكارثية في غزة بشكل عاجل.
كما جددت تمسكها بقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف، باعتباره حقًا تاريخيًا غير قابل للتصرف أو التقادم أو المساومة.
جدير بالذكر أنه في الأيام الماضية، وبعد مؤتمر حل الدولتين، أعلنت دول بينها، فرنسا وبريطانيا وكندا والبرتغال ومالطا، اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
ومن أصل 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة، تعترف 149 دولة على الأقل بالدولة الفلسطينية، التي أعلنتها القيادة الفلسطينية بالمنفى عام 1988 في الجزائر.
وفجر الجمعة، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" خطة "تدريجية" عرضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل، تبدأ باحتلال مدينة غزة عبر تهجير سكانها البالغ عددهم قرابة مليون نسمة باتجاه الجنوب، ثم تطويق المدينة، وتنفيذ عمليات توغل داخل مراكز التجمعات السكنية.
وذلك قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية المتضمنة احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع، التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها.
ووفق معطيات الأمم المتحدة، فإن 87 في المئة من مساحة القطاع باتت بالفعل اليوم تحت الاحتلال الإسرائيلي أو تخضع لأوامر إخلاء، محذّرة من أن أي توسع عسكري جديد ستكون له "تداعيات كارثية".
ومنذ بدء الإبادة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، سيطر الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة قبل أن ينسحب من معظم أحيائها في أبريل/ نيسان 2024، بعد إعلانه "تدمير البنية التحتية لحماس".
وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و369 قتيلا و152 ألفا و850 مصابا من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.