التدمير الإسرائيلي في لبنان.. كيف تستقبل كفرشوبا رمضان (تقرير)
مع حلول غد السبت، تستقبل بلدة كفرشوبا على حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل شهر رمضان المبارك في ظل أوضاع إنسانية صعبة للغاية.

Lebanon
بيروت/ وسيم سيف الدين / الأناضول
- بلدة كفرشوبا الحدودية تستقبل شهر رمضان في ظل أوضاع إنسانية صعبة للغاية جراء تداعيات الحرب الإسرائيلية المدمرة- المواطن علي حسن: لا يوجد مقومات للحياة داخل كفرشوبا وبينما دمرت إسرائيل مسجد البلدة الوحيد سنحول منازلنا إلى مساجد
- فريال عبد العال: وضعنا مأساوي، لا مياه ولا كهرباء، ونشتري الخضار والمواد الغذائية من مناطق خارج البلدة بأكثر من 15 كلم
- الحاجة سليمة: هذه خامس مرة ننزح فيها من البلدة لكنها الأصعب فالخراب في جميع أنحائها وإسرائيل لم تترك شيئا إلا ودمرته
مع حلول غد السبت، تستقبل بلدة كفرشوبا على حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل شهر رمضان المبارك في ظل أوضاع إنسانية صعبة للغاية.
فخلال عدوانه على لبنان، نفذ الجيش الإسرائيلي قصفا مكثفا على البلدة تسبب في دمار واسع، أثناء مواجهات استمرت نحو عام ونصف العام.
عانت كفرشوبا لسنوات من التوترات الحدودية، واليوم تواجه تحديات كبيرة؛ جراء تدمير إسرائيل البنى التحتية والمنازل، وحتى مسجد البلدة الوحيد.
ويحل شهر رمضان هذا العام على المواطنين في كفرشوبا وهم يحملون هموم الدمار وتداعيات النزوح القسري، لكنهم يبقون متمسكين بالأمل.
فرغم كل التحديات، يواصل المواطنون استقبال الشهر الفضيل بروح الصبر والتضامن، مؤكدين أن إرادة الحياة أقوى من كل الدمار.
وتعاني البلدة نقصا حادا في مقومات الحياة والبنى التحتية، بما في ذلك الطرق المتضررة وشبكات المياه والكهرباء التي تعطلت جراء العدوان الإسرائيلي.
أهالي البلدة يعيشون في أوضاع معيشية متردية جدا، يعانون نقصا في المواد الغذائية الأساسية والأدوية، خاصة مع وصول شهر الصوم الذي يحتاج إلى توفر المواد الضرورية لإعداد وجبات الإفطار والسحور.
كما أن تدمير المسجد سيؤثر بشكل كبير على أداء العبادات التي تزداد في رمضان، فضلا عن أن المسجد كان أيضا مكانا للقاءات الاجتماعية خلال الشهر الفضيل.
وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما خلّف 4 آلاف و112 قتيلا و16 ألفا و903 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
** بلا مقومات حياة
وراوح عدد سكان كفرشوبا قبل الحرب بين 1250 و1500 نسمة، والآن يسكنها نحو 100 شخص، وفق مراسل الأناضول نقلا عن مصادر محلية.
علي حسن (80 عاما)، أحد سكان البلدة، قال لمراسل الأناضول: "لا يوجد أي مقومات للحياة داخل كفرشوبا.. إذا أردنا ربطة خبز نذهب إلى منطقة راشيا لشرائها".
وأضاف أنه "في وقت الحرب كان بعض السكان يشترون من الدكاكين التي كانت تفتح، ولكن بعد الحرب لا يوجد حياة ولا محلات".
ولدى سؤاله عن تدمير إسرائيل لمسجد البلدة، أجاب: "سنحول منازلنا إلى مساجد".
** وضع مأساوي
متفقة مع حسن، قالت فريال عبد العال (47 عاما): "لا يوجد شيء في البلدة أي محال تجارية لبيع المواد الغذائية أو الخضار، والتي يتطلبها شهر رمضان؛ لأن جميعها دُمر".
وتابعت: "إسرائيل ضربت شبكة المياه التي تغذي البلدة ولا يوجد مياه، إضافة لعدم وجود كهرباء، وعدنا بعد نزوح سنة وأربعة أشهر لأن وضعنا المالي لا يسمح بالبقاء بالخارج بسبب ارتفاع الإيجار".
وبحسرة أردفت: "يأتي علينا شهر رمضان شهر البركة والخيرات ولكن وضعنا مأساوي، لا يوجد بائعي الخضار واللحوم، وخاصة الخضار الذي نصنع منه صحن الفتوش (سلطة)، وهو الطبق الرئيسي واليومي في هذا الشهر الفضيل".
وأوضحت أنه "لتأمين الخضار والمواد الغذائية علينا الخروج إلى خارج البلدة ومناطق مجاور تبعد أكثر من 15 كلم، وهذا صعب".
فريال أشارت إلى أن "بعض السكان عادوا إلى البلدة مجبرين بسبب أوضاعهم الاقتصادية السيئة والوضع المأساوي الذي كنا نعيشه في النزوح، مع ارتفاع إيجار المنازل، وكل مدخراتنا انتهت".
وشددت على أن "جميع مستلزمات شهر رمضان غير متوفرة في البلدة"، واستطردت: "لا يوجد مسجد للصلاة، مما يعني أنه لا صلاة تراويح".
وأضافت: "كنت مع نساء كثر في البلدة نصلي الفجر والتراويح في المسجد الذي دمرته إسرائيل، حيث كان يجمعنا للعبادة وقراءة القرآن".
غير أنها استدركت: "رغم الصعوبات التي ستواجهنا في شهر رمضان، لكننا عازمون على المقاومة؛ لأنه شهر الجهاد والعطاء والخير والبركة".
** خامس نزوح
"هذه المرة الخامسة التي ننزح منها من البلدة".. هكذا بدأت الحاجة سليمة (90 عاما) حديثها للأناضول، ثم استدركت: "لكن هذه المرة كانت الأصعب في التاريخ، الآن الخراب في جميع أنحائها".
وأضافت: "نأكل على العتمة، لا يوجد كهرباء، إسرائيل دمرت المسجد والبلدية والمنازل والمحال التجارية لم تترك أي شيء ".
و"عدنا إلى كفرشوبا لأنه لم يعد لدينا المال لندفع إيجار المنازل. الحال صعب جدا"، كما أكدت الحاجة سليمة.
** خروقات إسرائيلية
أما كاثرين قمرة (26 عاما)، وهي صاحبة محل لبيع المواد الغذائية، فقالت إن "جميع المحلات التجارية دُمرت في البلدة حتى الذي أجلس فيه هنا تضرر أيضا، ولكن رجعنا ورممنا".
وتابعت: "لم تعد الحركة (التجارية) كما قبل الحرب، ولكن بإعادة افتتاح دكاننا أقلها نؤمن الخبز للأطفال، والبعض تشجع للعودة إلى البلدة رغم افتقرها لأبسط البنى التحتية من ماء وكهرباء".
وحتى 25 فبراير/ شباط الجاري، ارتكب الجيش الإسرائيلي 1033 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار منذ بدء سريانه في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ما خلّف 81 قتيلا و279 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
وكان مفترضا أن تستكمل إسرائيل انسحابها من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي وفقا للاتفاق، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير الجاري.
ورغم انتهاء المهلة الجديدة، إلا أن إسرائيل تواصل احتلال 5 تلال بالأراضي اللبنانية على طول "الخط الأزرق" (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000).
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراض في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.