"أنقذوا الأطفال": إعاقة جماعية تهدد أطفال غزة ما لم يلقحوا ضد الشلل (مقابلة)
ألكسندرا سايح المسؤولة في المنظمة: - فيروس شلل الأطفال يمكن أن يسبب شللا كاملا في غضون ساعات قليلة - إذا كان هناك وباء واسع النطاق، فلن يؤثر على الأطفال بغزة فقط، بل خارج حدود القطاع
İngiltere
لندن/ الأناضول
ألكسندرا سايح المسؤولة في المنظمة:- فيروس شلل الأطفال يمكن أن يسبب شللا كاملا في غضون ساعات قليلة
- إذا كان هناك وباء واسع النطاق، فلن يؤثر على الأطفال بغزة فقط، بل خارج حدود القطاع
- منظمات الإغاثة تُمنع بشكل منهجي من إيصال الإمدادات الحيوية إلى قطاع غزة
حذرت ألكسندرا سايح، رئيسة قسم سياسة المساعدات الإنسانية في منظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية، من أن يؤدي شلل الأطفال إلى "إعاقة جماعية" إذا لم يُعالج المرض الذي بدأ يتفشى في غزة.
وأشارت سايح في مقابلة للأناضول إلى أهمية إطلاق حملة لقاحات واسعة النطاق، ووقف إطلاق النار عقب اكتشاف أول حالة شلل أطفال في غزة بعد 25 عاما.
وأكدت أن الحالة الأولى لشلل الأطفال التي ظهرت في 16 أغسطس/ آب الحالي كانت "نتيجة مباشرة للإخفاق في إيصال المواد الأساسية إلى غزة وتدمير البنية التحتية، نتيجة للحظر المنهجي الذي تفرضه إسرائيل على المساعدات الإنسانية".
ولفتت إلى اكتظاظ مراكز الإيواء التي يلجأ إليها الناس، وتفشي أمراض وبائية مختلفة، لا سيما التهاب الكبد الوبائي (أ)، في الأشهر القليلة الماضية، وآخرها مرض شلل الأطفال.
**خطورة تفشي المرض
وذكرت مسؤولة منظمة "أنقذوا الأطفال" التي تتخذ من لندن مقرا لها أن المفاوضات مستمرة لإدخال لقاحات شلل الأطفال إلى غزة، و"لكن بسبب القصف لا يستطيع العاملون في مجال الرعاية الصحية تقديم هذه اللقاحات".
وأشارت إلى خطورة نقل الفيروس لعدد أكبر من الأطفال في حال تأخر اللقاحات.
وقالت: "في كل ساعة تتأخر اللقاحات، سنرى أطفالا معرضين للخطر. يمكن أن يسبب فيروس شلل الأطفال شللا كاملا في غضون ساعات قليلة".
وأضافت: "من المقرر تلقيح أكثر من 600 ألف طفل دون سن العاشرة، وما زلنا بحاجة إلى وقف إطلاق النار".
وأردفت: "إذا لم يُسمح بذلك، فقد يؤدي ذلك إلى إعاقة جماعية للأطفال".
ونبهت إلى الصعوبات المختلفة في تلقيح الأطفال في غزة، منها "نزوح الأطفال المستمر مع أهاليهم لإنقاذ أنفسهم".
**المرض عابر للحدود
وأوضحت سايح خطورة الوضع بقولها: "إذا كان هناك وباء واسع النطاق، فإن الأطفال خارج الحدود سيتأثرون أيضا".
وأشارت إلى أن "عدم وجود مكان آمن في غزة سيجعل عملية إعطاء اللقاح صعبة".
وقالت: "شلل الأطفال لا يعرف حدودا. وإذا كان هناك وباء واسع النطاق، فلن يؤثر على الأطفال في غزة فقط، بل أيضا على الأطفال خارج حدود غزة وفي المنطقة".
ولفتت إلى أن التحدي الأساسي الذي تواجهه منظمات الإغاثة الدولية في المنطقة هو "المشكلة الأمنية".
وأضافت: "لا يوجد مكان آمن للمدنيين في غزة، ولا يوجد مكان آمن لعمال الإغاثة. في الأشهر العشرة الماضية وصل إلى غزة أكثر من 280 من عمال الإغاثة، معظمهم من الفلسطينيين".
وأكدت أن منظمات الإغاثة تُمنع بشكل "منهجي" من إيصال الإمدادات الحيوية، وأن منظمة "أنقذوا الأطفال" تنتظر منذ 4 أشهر تسليم الإمدادات الطبية الحيوية إلى المنطقة لعلاج الأطفال.
وأوضحت أن إسرائيل رفضت إدخال كثير من المعدات من أجهزة تنقية المياه والمولدات وأجهزة الأشعة السينية إلى القطاع عبر نقاط العبور في الأشهر القليلة الماضية.
وأعربت عن دهشتها من صور الإصابات في غزة، والأضرار التي لحقت بأجساد الأطفال بسبب الأسلحة المتفجرة.
وقالت: "عملت في جميع أنحاء العالم. وهذا أمر مرعب حقا. لا يُقتل الأطفال فحسب، بل يُقتلون بأبشع الطرق الممكنة، حيث يتم تمزيقهم إربا".
وأضافت: "يُضطر الأهالي إلى جمع أشلاء أطفالهم. وكل ذلك يتم باستخدام أسلحة من مصادر أجنبية".
وأكدت أنه لهذا السبب دعت كثير من المنظمات الدولية، بما في ذلك منظمة أنقذوا الأطفال، الحكومات إلى وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن اكتشاف أول حالة شلل أطفال في قطاع غزة يوم 16 أغسطس الجاري.
وقال وزير الصحة ماجد أبو رمضان: "إن اكتشاف حالة واحدة لشلل الأطفال في قطاع غزة يعني أنه قد يكون هناك مئات الحالات التي لم تُكتشف بعد".
كما أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها العميق إزاء ظهور حالة شلل أطفال في غزة بعد 25 عاما، وأشارت إلى أن تسلسل الجينوم أكد أن الفيروس مرتبط بـ "فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني"، الذي اكتُشف في عينات بيئية جُمعَت من مياه الصرف الصحي بغزة في حزيران/ يونيو الماضي.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.