تركيا, الدول العربية, أخبار تحليلية, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

تل أبيب تحشد العالم ضد حماس وخبير إسرائيلي يشكك في جدوى الخطوة (تحليل إخباري)

المحلل في صحيفة "هآرتس" تسفي بارئيل: الجهد الإسرائيلي يركز على تشبيه حماس بـ"داعش"، لكنه محكوم بالفشل.

Abdel Ra'ouf D. A. R. Arnaout  | 14.10.2023 - محدث : 14.10.2023
تل أبيب تحشد العالم ضد حماس وخبير إسرائيلي يشكك في جدوى الخطوة (تحليل إخباري)

Quds

القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول

ما فتئت الحكومة الإسرائيلية، منذ السبت الماضي، تحاول تشبيه حركة "حماس" الفلسطينية بتنظيم "داعش" الإرهابي، في محاولة لتشكيل ما أشبه بتحالف دولي ضد الحركة الفلسطينية.

وفجر 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006".

وفي اجتماعاتهم مع مسؤولين أجانب بدأوا بالتوافد على إسرائيل منذ بدء الصراع، تكاد تكون عبارة "حماس هي داعش" هي الأكثر ترددا على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت وكذلك وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين.

- تصعيد لفظي

وقال غالانت في مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي لويد اوستين في تل أبيب، الجمعة: "جيراننا هم حماس، داعش غزة" على حد تعبيره.

وتجد هذه العبارة صدى لها في الولايات المتحدة، فأوستين قال في ذات المؤتمر: "كقائد سابق للقيادة المركزية للجيش الأمريكي، فإن القسوة المتعمدة لحماس تذكرني بوضوح بتنظيم داعش".

وذهب أوستين إلى الدعوة لعزل حركة "حماس".

وقال: "الآن، ليس وقت الحياد، أو التكافؤ الزائف، أو تقديم الأعذار لما لا يغتفر".

وأضاف: "وكل من يريد السلام والأمن الدائمين في هذه المنطقة عليه أن يدين حماس ويعزلها. إن حماس لا تتحدث باسم الشعب الفلسطيني أو آماله المشروعة في الكرامة والأمن والدولة والسلام إلى جانب إسرائيل".

وتكررت العبارة الأخيرة ذاتها من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي قال في لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة الأردنية عمان، الجمعة، وفق تصريح صدر عن المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر وصلت نسخة منه للأناضول: "حركة حماس لا تمثل حق الشعب الفلسطيني الشرعي بالعيش بكرامة والتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير".

- صعب المنال

غير أن التحالف الدولي الذي أقامته الولايات المتحدة الأمريكية ضد "داعش" قد يكون صعب المنال في حالة "حماس".

فردا على سؤال إن كانت الدوحة تنظر في إغلاق مكتب "حماس" في قطر، جاء الرد من رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمره الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالرفض.

وقال: "في ما يتعلق بسؤالك عن المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، هذا المكتب في الواقع أنشئ لاستخدامه كوسيلة للتواصل وإحلال السلام والهدوء في المنطقة وليس لإثارة أي حرب. هذا هو الغرض من المكتب السياسي".

وأضاف في المؤتمر الذي عقد بالدوحة: "وطالما أننا نبقي الاتصالات مفتوحة الآن ونركز على وضع حد لهذا الصراع.. فهذا ما يتيحه المكتب السياسي. ينصب تركيزنا الرئيسي الآن في الواقع في دولة قطر على كيفية وضع حد لهذا الصراع ووقف التصعيد وإنشاء ممر إنساني وإعادة الرهائن سالمين، وأعتقد أن الولايات المتحدة تشاركنا هذا الهدف".

وحاولت إسرائيل إشاعة إن فلسطينيين قطعوا رؤوس أطفال إسرائيليين، السبت الماضي في بلدات بغلاف قطاع غزة، من اجل وسم "حماس" بأنها مثل تنظيم الدولة غير أنها لم تتمكن من إثبات ذلك.

- محكوم عليها بالفشل

ورأى تسفي بارئيل، المحلل البارز في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن الحملة الإسرائيلية محكوم عليها بالفشل.

وكتب في مقال، الجمعة: "المقارنات بين حماس وتنظيم الدولة لا يمكن أن تخفي الاختلافات العميقة في طبيعة قتالهما".

وأضاف: "لقد وحد تحالف غير مكتوب الدول الإسلامية والغرب في حربهم ضد داعش، من مصر والمغرب والمملكة العربية السعودية وإيران إلى فرنسا وبريطانيا، وبالطبع الولايات المتحدة، كان تنظيم الدولة يشكل تهديدا وجوديا لأنظمة الشرق الأوسط والأمن الداخلي للدول الغربية".

وتابع: "العديد من الأحكام الشرعية الإسلامية الصادرة عن المرجعيات الدينية السنية والشيعية تعرّف داعش ليس فقط كمنظمة إرهابية، بل كمنظمة تنتهك الشريعة الإسلامية – وهي منظمة مناهضة للإسلام".

وأشار بارئيل بالمقابل إلى أنه "تتمتع حماس بوضع مختلف تماماً".

وقال: "إن روسيا والصين وقطر وجنوب أفريقيا وتركيا، وبطبيعة الحال، لبنان وسوريا وإيران، لا تشكل سوى قائمة جزئية من البلدان التي قاتلت تنظيم الدولة أو على الأقل أدانته، لكنها لا ترى حماس كمنظمة إرهابية، بل إن بعضها يستضيف مسؤولي حماس على أراضيه، والبعض يقيم معها علاقات طبيعية أو حتى وثيقة".

وأضاف: "حماس، على الرغم من أيديولوجيتها الدينية، ينظر إليها الجمهور العربي على أنها جزء لا يتجزأ من النضال الوطني الفلسطيني، ولا يمكن لتنظيم الدولة إلا أن يحلم بمثل هذا الوضع".

وتابع: "من السهل للغاية إعلان أن إيران هي المصدر الوحيد لتمويل حماس، وبالتالي ربط الحركة بمحور الشر الدولي، مع تجاهل المساعدات التي تتلقاها من الدول والمنظمات في جميع أنحاء العالم".

واعتبر بارئيل أن "كل من يسعى إلى هدم البنية التحتية للمنظمة وتدمير حماس مثلما تم تدمير داعش، فإنه يسلك الطريق السهل من خلال تسوية المنازل بالأرض في غزة، وقطع الكهرباء عن مليوني شخص، وفرض حصار محكم لا يسمح بدخول السلع الأساسية مثل الأدوية والمواد الغذائية".

واستدرك بارئيل قائلا: "لكن في النهاية، سيفشل هذا المفهوم أيضًا. سنصل إلى ذلك في لحظة".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.