قطاع غزة

الحية: لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الإبادة والتجويع

في كلمة مصورة لخليل الحية رئيس حركة حماس في قطاع غزة، وجّه فيها نداء للعلماء والشعوب العربية والإسلامية "بألا يتركوا غزة تموت جوعا"

Murat Başoğlu  | 27.07.2025 - محدث : 28.07.2025
الحية: لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الإبادة والتجويع

Istanbul

إسطنبول/ الأناضول

قال خليل الحية، رئيس حركة حماس في قطاع غزة وعضو مكتبها السياسي، الأحد، إنه لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة والتجويع لأطفالنا ونسائنا وأهلنا في قطاع غزة.

ودعا الحية، الشعوب العربية والإسلامية للزحف نحو فلسطين وحصار السفارات الإسرائيلية لكسر الحصار عن القطاع.

جاء ذلك في كلمة مصورة، بثتها الحركة الفلسطينية عبر حسابها على منصة "تلغرام"، مساء الأحد، وجّه فيها الحية نداء للعلماء والشعوب العربية والإسلامية "بألا يتركوا غزة تموت جوعا".

ودعا الحية، دول ومكونات الأمة العربية والإسلامية إلى "قطع كافة أشكال العلاقات السياسية والدبلوماسية والتجارية" مع إسرائيل.

كما طالب جماهير الأمة بـ"التعبير عن الغضب بكل الوسائل"، داعياً شعوب الدول المجاورة لفلسطين إلى "الزحف نحو غزة براً وبحراً، ومحاصرة السفارات الإسرائيلية، وتفعيل المقاطعة الاقتصادية والسياحية".

وخصّ الحية، علماء الأمة بنداء مباشر قال فيه: "إن الأمانة في أعناقكم عظيمة، وحرائر غزة يستنجدن بكم"، داعيا إياهم "لأخذ دورهم الحقيقي في قيادة الجماهير لمواجهة هذا العدو المجرم".

وعن المفاوضات بشأن غزة، أكد الحية، أن "حركة المقاومة (حماس) أبدت أقصى درجات المرونة خلال 22 شهرًا من العدوان، وتجاوبت مع الوسطاء، لكن الاحتلال تراجع وانسحب من الجولة الأخيرة، مدفوعًا بدعم أمريكي مكشوف، في محاولة لحرق الوقت واستنزاف غزة".

وأضاف أن إسرائيل "تصر على أن تبقى آلية المساعدات، التي حولتها لمصائد الموت والتي تسببت في قتل وجرح الآلاف من أبناء شعبنا".

وواصل الحية: "كذلك تصر على أخذ منطقة واسعة من رفح (جنوبي القطاع) لإقامة منطقة عزل للنازحين، تمهد الطريق لعملية تهجير لشعبنا الفلسطيني عبر مصر أو عبر البحر، في مخطط مكشوف ومفضوح يمهد لتصفية قضيتنا".

وتابع: "إننا أمام تنكر العدو لنتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات ومحاولة مواصلة الابتزاز والمماطلة واستخدام المفاوضات غطاء وأداة للتجويع واستمرار حرب الإبادة والضغط علينا ليحقق عبرها ما فشل في تحقيقه عبر الميدان والقتل والإرهاب".

وقال الحية: "لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة والتجويع لأطفالنا ونسائنا وأهلنا في قطاع غزة".

وشدد على أن "إدخال الغذاء والدواء فورا وبطريقة كريمة لشعبنا هو التعبير الجدي والحقيقي عن جدوى استمرار المفاوضات، ولن نقبل أن يكون شعبنا ومعاناته ودماء أبنائه ضحية لألعاب الاحتلال التفاوضية وتحقيق أهدافه السياسية".

ومعلقا على عمليات الإنزال الجوي الإسرائيلية لمساعدات محدودة في القطاع، قال الحية: "نرفض المسرحيات الهزلية التي تسمى بعمليات الإنزال الجوي".

واعتبر أنها "لا تعدو عن كونها دعاية للتعمية على الجريمة، ولا أدل على ذلك أن كل 5 عمليات إنزال جوي تساوي شاحنة صغيرة".

وأكد أن "الخطوة الحقيقية هي فتح المعابر ودخول المساعدات بطريقة كريمة لشعبنا، وهذا ما كفلته القوانين الدولية حتى في وقت الحرب".

ومعاتبًا صمت العالم العربي والإسلامي تجاه ما يجري في غزة، قال الحية: "إن شعبنا الفلسطيني يشعر بحالة كبيرة من الخذلان، في الوقت الذي يلاقي فيه الأهوال والمجازر والتجويع الذي فاق كل تصور، وما نشاهده من أطفال تقتل جوعا، ورجال لا يقوون على الوقوف، ونساء يبكين ضعفا ويتضورن جوعا".

وتابع "لا يمكن أن نتقبل هذه الحالة من الخذلان لشعبنا وأمتنا تشاهد وتتابع شعبنا وهو يذبح ويجوع ويقتل ويباد على الهواء مباشرة في أبشع محرقة نازية في العصر الحديث".

ودعا الحية، الأمة العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها، قائلا "أما آن الأوان لتتحرك الأمة عملياً لكسر الحصار عن غزة لإيصال الطعام والماء والدواء لأهلكم وإخوانكم".

وتساءل مستنكرا "أليس من المؤلم بل من المفجع أن يحصل المحتل الصهيوني على دعم لا محدود فيما لا تمتد لشعبنا يد تدعمه حتى لو بالطعام ومقومات الحياة".

وأضاف: "إن فلسطين تناديكم. غزة وأهلها يناشدون فيكم نخوة العرب وأصالة الإسلام وينتظرون منكم فعلا لا قولا فالصمت اليوم جريمة".

كما وجّه الحية، نداء حارا إلى شعبي مصر والأردن، قائلا: "لا تتركوا غزة تموت جوعا على أبوابكم، فمعبر رفح بات معبرا للموت".

وأردف: "أهلنا في الأردن؛ يتطلع شعبنا لكم بكثير من الأمل (...) أن تواصلوا هبتكم الشعبية وتكثفوا جهودكم لتوقفوا هذه الجريمة البشعة ضد أشقائكم ومقدساتكم لتمنع اليمين الصهيوني من تحقيق مخططه بالوطن البديل وتقسيم المسجد الأقصى".

وأضاف مخاطبا المصريين "أشقاءنا في مصر الكنانة، ندرك أنكم تتألمون لألم أهلكم وإخوانكم في غزة. يا أهل مصر، يا قادة مصر، يا جيش مصر وعشائرها وقبائلها وعلماءها وأزهرها وكنائسها ونخبها، أيموت إخوانكم في غزة من الجوع وهم على حدودكم وعلى مقربة منكم!؟"

وقال الحية، إن "الاحتلال قد حوّل معبر رفح معبراً للموت والقتل والتجويع لتنفيذ مخططه في تهجير شعبنا بعد أن كان شريان حياة لشعبنا، لذا نتطلع بكل ثقة لمصر العظيمة أن تقول كلمتها الفاصلة".

وفي ختام كلمته، أشاد الحية، بالمبادرات الشعبية والعسكرية الداعمة لغزة، خصوصاً من اليمن، وتونس، والجزائر، وليبيا، ومسيرات السفن البرية والبحرية لكسر الحصار.

وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ورغم التحذيرات الدولية والأممية والفلسطينية من تداعيات المجاعة بغزة، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع بشكل كامل أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية منذ 2 مارس/ آذار الماضي، في تصعيد لسياسة التجويع التي ترتكبها منذ بدء الحرب، وسط تحذيرات من خطر موت جماعي يهدد أكثر من 100 ألف طفل في القطاع.

وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، صباح الأحد، ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن المجاعة وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 133 فلسطينيا، بينهم 87 طفلا.

ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın