دولي

وفاة رجل السلام الإسرائيلي أوري أفنيري عن 94 عاما

من أبرز من عملوا على تحقيق السلام وإقامة دولة فلسطينية واعتبره معارضوه "عدو الشعب الإسرائيلي"

20.08.2018 - محدث : 20.08.2018
وفاة رجل السلام الإسرائيلي أوري أفنيري عن 94 عاما

Quds

القدس / أسامة الغساني / الأناضول

توفي، اليوم الإثنين، أوري أفنيري، وهو مؤسس "كتلة السلام"، عضو الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، وصحفي سابق، عن 94 عاما.

وذكرت صحيفة "هآرتس"، أن أفنيري تعرض لنزيف دماغي قبل نحو عشرة أيام، وكان في وضع خطير، حتى أعلن الأطباء وفاته صباح اليوم.

وأفنيري، من أبرز الشخصيات الإسرائيلية التي عملت على تحقيق السلام وإقامة دولة فلسطينية.

وهو من أوائل الإسرائيليين الذين التقوا الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، في 1982، أثناء محاصرة الجيش الإسرائيلي له بالعاصمة اللبنانية بيروت.

وقالت "هآرتس"، إنه كان مثيرا للجدل، إذ اعتبره مؤيدوه "رجل فكر مقدام"، بينما اتهمه معارضوه بأنه "عدو الشعب الإسرائيلي".

ولد أفنيري، عام 1923 في ألمانيا باسم "هلموت اوسترمان"، بين أربعة أشقاء، ونشأ بمدينة هانوفر الألمانية، ثم هاجرت عائلته إلى فلسطين في 1933، واستقرت في تل أبيب.

بدأ حياته السياسية يمينيا، وانضم في سن 15 عاما إلى عصابة "ايتسل"، التي نفذت جرائم عديدة بحق الفلسطينيين، وهاجمت أيضا القوات البريطانية.

و"ايتسل"، اختصار لـ"المنظمة العسكرية الوطنية"، وهي منظمة صهيونية سعت لمحاربة الانتداب البريطاني، للتعجيل بقيام دولة إسرائيل، ونشطت بين عامي 1931 و1948.

بعد ثلاث سنوات، انسحب من العصابة، بسبب قلقه من استهدافها للعرب، وجادل أعضاءها في حق العرب في الحياة بفلسطين.

لاحقا، طور أفنيري، فكرة إقامة دولة ثنائية القومية، عن طريق توحيد الشعبين العبري والعربي، وأنشأ عام 1946، حركة "أرض إسرائيل الفتيّة".

شارك في الحرب خلال أحداث النكبة، التي قادت إلى قيام دولة إسرائيل عام 1948، وأصيب بجروح خطيرة خلال القتال في لواء "جفعاتي".

أثناء فترة علاجه تطورت رؤيته السياسية التي تبناها حتى وفاته، وتقوم على أساس حل الدولتين.

كان من أوائل من طرحوا الفكرة في وقت لم يكن يؤمن بها عشرة أشخاص في العالم، حسب "هآرتس".

عمل في سن الـ 25 كاتبا لمقالة هيئة التحرير في "هآرتس"، وتركها لاحقا بسبب خلاف سياسي مع رئيس تحريرها.

اشترى عام 1950، مجلة "هعولام هزي" الأسبوعية (هذا العالم)، وعرض رؤاه السياسية عبرها.

بسبب كشفه فضائح حكومية عبر تحقيقات صحفية، اعتبر أفنيري، من جانب مسؤولين أمنيين إسرائيليين "عدو السلطات رقم واحد".

أقام في 1965، حركة سياسية باسم "هذا العالم – قوة جديدة"، وخاض انتخابات الكنيست، وفاز بعضويته، وظل عضوا لمدة ثماني سنوات، يقاتل من أجل المساواة والسلام.

في 1977، انتخب عضوا في الكنيست من جديد، وواصل طريقه السياسية.

وفي خطاب الوداع بالكنيست عام 1981، رفع العلم الفلسطيني بجانب العلم الإسرائيلي، وقال إن من لم يتوقع أن يلقي الرئيس المصري، محمد أنور السادات (1970- 1981)، خطابا من منصة الكنيست، لن يتوقع أن يلقي عرفات خطابا هنا.

بدأ اتصالاته بمنظمة التحرير الفلسطينية في 1974.

وفي 1993، عندما أبعدت إسرائيل فلسطينيين من نشطاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي، أقام أفنيري حركة "غوش هشلوم" (كتلة السلام بالعربية)، وبقي على رأسها حتى وفاته.

عملت الحركة على دعم إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن تكون القدس عاصم للدولتين، وتفكيك المستوطنات.

خلال فترة حصار عرفات في مدينة رام الله، بالضفة الغربية، في 2002، انضم أفنيري إليه مع محاصرين آخرين، ليكون درعا بشريا لحماية عرفات من احتمال اغتيال إسرائيل له.

نشر أفنيري، سبعة كتب وعددا لا يحصى من المقالات.

وفي نهاية حياته، قال إنه نجح في خلق حالة دعم دولية لحل الدولتين، لكنه فشل في تحويل ذلك إلى واقع.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın