عقيد أمريكي: واشنطن خففت نتائج تحقيقها بمقتل أبو عاقلة لإرضاء إسرائيل
"نيويورك تايمز" نقلا عن ستيف غابافيكس الذي شارك في تحقيق: - الحكومة الأمريكية تساهلت مع نتائج التحقيق لإرضاء الحكومة الإسرائيلية
Istanbul
إسطنبول / الأناضول
** "نيويورك تايمز" نقلا عن ستيف غابافيكس الذي شارك في تحقيق:- الحكومة الأمريكية تساهلت مع نتائج التحقيق لإرضاء الحكومة الإسرائيلية
- تجنب الحكومة وصف إطلاق النار بأنه متعمدا "يؤرق ضميري باستمرار"
أعرب العقيد الأمريكي المتقاعد ستيف غابافيكس عن اعتقاده بأن واشنطن خففت نتائج تحقيقها في مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة من أجل إرضاء إسرائيل، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الاثنين.
وقُتلت أبو عاقلة مراسلة قناة "الجزيرة" القطرية في 11 مايو/أيار 2022، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية آنذاك إنها أصيبت برصاصة في الرأس أثناء تغطيتها اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
وبعد مقتل أبو عاقلة، قدمت وزارة الخارجية الأميركية تقريرا تضمن تقييما غامضا عن المسؤول عن مقتلها، وفقا للصحيفة.
الصحيفة قالت إنه رغم أن إطلاق النار من مواقع عسكرية إسرائيلية "كان على الأرجح المسؤول" عن مقتلها، إلا أن المسؤولين الأمريكيين "لم يجدوا ما يدعو للاعتقاد بأنه متعمدا"، وأن إطلاق النار كان "نتيجة لظروف مأساوية".
وبعدها لم تُدلِ إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن برأيها علنا، لكن "اقتنع بعض المسؤولين بأن إطلاق النار كان متعمدا"، وفقا لخمسة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين عملوا على القضية.
ويعتقد هؤلاء أنه، وفقا لملابسات إطلاق النار والأدلة المتاحة، فإن الجندي الإسرائيلي كان على علم بأنه يستهدف صحفيا.
وكان غابافيكس أحد المعارضين لقرار إدارة بايدن، وهو عسكري محترف يتمتع بخبرة 30 عاما، بما في ذلك قائد معتقل غوانتانامو، وكان وقت مقتل أبو عاقلة مسؤولا بمكتب منسق الأمن الأمريكي.
وهذا المكتب، الذي يُسهّل التعاون بين أجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية، أجرى تحقيقا أمريكيا بشأن مقتل أبو عاقلة، بعد أن رفض المسؤولون الإسرائيليون والفلسطينيون التعاون في تحقيق مشترك.
وأعرب غابافيكس الذي تقاعد من الجيش في يناير/كانون الثاني الماضي، في مقابلة مع "نيويورك تايمز"، عن مخاوفه من أن الإدارة الأمريكية تساهلت وخففت نتائج التحقيق لإرضاء إسرائيل.
الصحيفة أفادت بأنه رغم أن مسألة ما إذا كان إطلاق النار متعمدا أم لا أشعلت خلافا دخل مكتب منسق الأمن الأمريكي، إلا أن المسؤولين اللذين اختلفا بشدة هما العقيد غابافيكس ورئيسه آنذاك الفريق مايكل فينزل.
وأضافت أن هذا الصراع بلغ ذروته بتهميش دور غابافيكس في التحقيق الأمريكي، وفقا لمسؤولين، فيما قال غابافيكس إن فينزل هدد أيضا بفصله.
وشدد غابافيكس أنه وزملاءه "أصيبوا بالذهول عندما علموا أن هذا هو ما نشروه"، في إشارة إلى بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، في 4 يوليو/تموز 2022، عزا إطلاق النار إلى "ظروف مأساوية".
وادعت الوزارة أن الضرر الكبير الذي لحق بالرصاصة التي قتلت أبو عاقلة، جعل من الصعب التوصل إلى استنتاج نهائي بشأن السلاح الذي أُطلقت منه.
غابافيكس قال إن تجنب الحكومة الأمريكية وصف الأمر بأنه متعمد "ظل يؤرق ضميري بلا توقف".
وتابع أنه وآخرون بفريقه اتفقوا على أن الجندي الإسرائيلي لابد أنه كان يعلم أنه يطلق النار على صحفي، رغم أنهم لا يعتقدون أنه كان يستهدف أبو عاقلة تحديدا.
وقال إنه شارك النتائج شفويا مع الجنرال فينزل، وكتبها أيضا في مسودة تقرير المكتب.
واستدرك: لكن الجنرال فينزل لم يتفق مع هذا الرأي، وأبلغ تقييمه لوزارة الخارجية، التي أعلنت أن إطلاق النار لم يكن متعمدا.
وأفاد غابافيكس وثلاثة من المسؤولين السابقين في المكتب بأنه أدرج مرارا تكرارا عبارات أشد في مسودة التقرير، لكن الجنرال فينزل حذفها.
ورفض فينزل التعليق على تصريحات غابافيكس.
وقد أثار التقرير الأمريكي بشأن مقتل أبو عاقلة غضب الفلسطينيين وكثيرين غيرهم، إذ اعتبروه أحدث مثال على تهرب الجيش الإسرائيلي من المساءلة عن مقتل الفلسطينيين.
وفي مايو/ أيار الماضي، كشف فيلم وثائق بعنوان "من قتل شيرين؟"، من إنتاج منصة "زيتيو" وعُرض بمدينة نيويورك، أن مَن قتلها جندي إسرائيلي يدعى ألون سكاجيو.
وبعد نحو عام ونصف من مقتل أبو عاقلة، دعمت الولايات المتحدة إبادة جماعية ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 واستمرت سنتين.
وهذه الإبادة خلّفت في غزة 68 ألفا و519 قتيلا فلسطينيا، و170 ألفا 382 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وألحقت دمارا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية، مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
وبموازاة الإبادة، قتل الجيش ومستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1059 فلسطينيا، وأصابوا نحو 10 آلاف، إضافة لاعتقال أكثر من 20 ألف شخص بينهم 1600 طفل.
