دولي, الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

طفل غزة محمد النجار.. استقبلته الدنيا بالحصار وودعته بالجوع (تقرير)

الطفل صاحب السنوات الست توفى الخميس جراء نقص سوء التغذية جراء الحصار والحرب الإسرائيلية على القطاع...

Mohamad Majed Mustafa Haboush  | 28.03.2024 - محدث : 29.03.2024
طفل غزة محمد النجار.. استقبلته الدنيا بالحصار وودعته بالجوع (تقرير) صورة أرشيفية

Gazze

غزة / الأناضول

"كان وردة مفتحة".. بهذه الكلمات وصف الفلسطيني نعيم النجار طفله محمد ابن السنوات الست، الذي كان نابضًا بالحركة والحياة قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

لكن محمد توقفت حركته إلى الأبد، الخميس، بعد أن فارق الحياة ضحية لنقص الغذاء بمستشفيات شمال قطاع غزة، في ظل عرقلة قوات الاحتلال الإسرائيلي وصول المساعدات الغذائية.

بأسى، ينظر الأب المكلوم إلى جثمان طفله الممدد على أحد أسرة "مستشفى كمال عدوان" يُحدق في وجهه البريء، ويرى آثار المعاناة التي خلفها سوء التغذية على جسده النحيل.

يظهر على جثمان الطفل انخفاض حاد في وزنه، فيما تبرز عظام الظهر والقدمين بشكل واضح، شاهدة على وحشية الجوع الذي ينهش أرواح الفلسطينيين في غزة.

رحلة قصيرة مليئة بالأهوال

لم تكن رحلة محمد مع الحياة طويلة، لكنها كانت مليئة بالمآسي والأهوال، فخلال سنوات عمره الوجيز عاش طفولة محرومة من أبسط حقوقها، حيث خرج إلى الحياة في ظل حصار خانق تفرضه إسرائيل على غزة منذ عام 2006.

ورغم قصر عمره، إلا أنه عايش أهوال 4 حروب إسرائيلية على القطاع في أعوام 2019 و2021 و2022 و2023.

وهذه الحرب الأخيرة، التي تتواصل للشهر السادس كانت آخر ما رأه من هذه الدنيا، حيث اشتد عليه الجوع جراء منع الاحتلال وصول المساعدات الغذائية، ليلقى حتفه، تاركًا دنيا استقبلته بالحصار وودعته بالجوع.

عبر هاتفه المحمول، ينظر الوالد نعيم (45 عامًا) إلى صور طفله وهو يلعب ويضحك، يتذكر تلك الأيام السعيدة التي قضاها معه، وفي عينيه تتلألأ دموع الآلام والفراق.

تلك الصور التي كانت في يوم من الأيام توثق أجمل اللحظات، لم تعد إلا ذكريات تثير الألم والشجون، بعدما غاب صاحبها إلى الأبد.

يقول النجار لمراسل الأناضول: "طفلي توفى جراء الحصار ونقص الغذاء في شمال قطاع غزة".

ووصف الفلسطيني طفله محمد بأنه كان في السابق "وردة مفتحة"، لكنه بات اليوم "جثة ممددة على السرير تبرز عظامه".

ويضيف: "ما يحصل في قطاع غزة حرام على المسلمين"، متسائلا باستنكار: "ماذا فعل هذا الطفل ليموت من الجوع؟".

ويلف النجار إلى أن "عظام الطفل أصبحت بارزة جراء الجوع وسوء التغذية الذي نتعرض له في شمال قطاع غزة".

ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، توفي 30 فلسطينيا في غزة، غالبيتهم من الأطفال؛ بسبب سوء التغذية الناتج عن الحرب الإسرائيلية على القطاع، الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، وتحاصره تل أبيب منذ 17 عاما.

تحذيرات دولية

والخميس، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" من أن 1.1 مليون شخص يتعرضون لانعدام الأمن الغذائي الشديد في قطاع غزة، حيث تمنع إسرائيل دخول المساعدات.

وأكد المكتب في منشور على منصة "إكس"، على أنه "لا بديل عن توزيع المساعدات الغذائية عبر الطرق البرية لتكون كافية لإنقاذ الأرواح، خاصة في مناطق الشمال بالقطاع".

وأضاف: "لكن الحواجز (التي تفرضها إسرائيل) لا تزال قائمة والوقت ينفد".

وفي 16 مارس/ آذار قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن ثلث أطفال شمال قطاع غزة دون العامين يعانون سوء التغذية الحاد، محذرة، في بيان، من أن "المجاعة تلوح في الأفق".

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية تتعارض مع القوانين الدولية، بات سكان قطاع غزة، ولا سيما محافظتي غزة والشمال بالفعل في براثن المجاعة، وسط شح شديد في الإمدادات الضرورية للحياة، لاسيما مع وجود حوالي مليوني نازح.

وتنفذ دول عربية وأجنبية إبرارات جوية لمساعدات إنسانية على غزة، ولاسيما في الشمال، لكنها غير كافية ولا تسد الاحتياجات العاجلة للفلسطينيين، مع دعوات إلى فتح المعابر الحدودية وإغراق القطاع بالمساعدات، قبل أن تلتهم المجاعة مزيدا من سكانه.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، خلّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفل ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، الاثنين، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى في تاريخها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.