خبراء: زيارة البابا تركيا ولبنان تحمل رسائل سلام ومد جسور مع العالم الإسلامي
الأكاديمي جورجيو ديل زانا: العلاقات مع تركيا مهمة جداً بالنسبة للبابا ليو الرابع عشر
Roma
روما/الأناضول
**الأكاديمي جورجيو ديل زانا:- العلاقات مع تركيا مهمة جداً بالنسبة للبابا ليو الرابع عشر
- أعتقد أن هذه الزيارة تتفق مع 'وثيقة الأخوة الإنسانية الشاملة'
- تركيا دولة تعمل حالياً على تحقيق السلام
**الصحفية الإيطالية كاريكاتو:
-الجمع بين تركيا ولبنان نابع من الرغبة في التعامل مع منطقة الشرق الأوسط بحساسية بالغة
-إقامة البابا لعلاقات من خلال الصداقة والحوار والاحترام المتبادل يمكن أن تسهم في تهدئة منطقة تعاني من تعقيدات كبيرة
يرى خبراء مهتمون بشؤون الفاتيكان، أن العلاقات التي سيقيمها بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر خلال أول زيارة خارجية له إلى تركيا ولبنان، ستحمل رسائل لتأسيس السلام وإيجاد حلول دبلوماسية للمسائل العالقة في الشرق الأوسط.
وفي حديث للأناضول، استعرض كل من الدكتور المشارك جورجيو ديل زانا من جامعة القلب المقدس الكاثوليكية في ميلانو، والصحفية كريستيانا كاريكاتو التي تتابع الفاتيكان عن كثب منذ سنوات طويلة وغطت زيارتي البابا بندكت السادس عشر (2006) والبابا فرنسيس (2014) لتركيا، رؤيتهما بخصوص زيارة البابا لتركيا ولبنان الأسبوع المقبل.
وأشار ديل زانا، الذي يلقي محاضرات في التاريخ المعاصر والتاريخ التركي، إلى أهمية اختيار البابا تركيا كأول محطة في جولاته الخارجية، قائلاً: "أعتقد أن العلاقات مع تركيا مهمة جداً بالنسبة للبابا ليو الرابع عشر، لأنها تحمل العديد من المعاني".
ورداً على سؤال حول دلالات هذه الزيارة لتركيا والمنطقة والعالم الإسلامي، قال زانا: "تركيا دولة مسلمة، ومن وجهة نظر البابا، أعتقد أن العلاقات مع المسلمين والإسلام مهمة جداً لبناء السلام".
وتطرق زانا للوثيقة التي وقعها سلف البابا ليو الرابع عشر، البابا فرنسيس، في الإمارات عام 2019 لمكافحة التطرف، وهي "وثيقة الأخوة الإنسانية الشاملة".
وقال بهذا الصدد: "أعتقد أن هذه الزيارة تتفق مع 'وثيقة الأخوة الإنسانية الشاملة' وأن التحالف بين الكنيسة الكاثوليكية والإسلام له أهمية قصوى لبناء السلام انطلاقاً من الشرق الأوسط، وليس في الشرق الأوسط فحسب".
- "تركيا تلعب اليوم دوراً بالغ الأهمية في الوساطة"
وأعرب زانا عن اعتقاده بأن تركيا تقدم للعالم منظوراً بالغ الأهمية، قائلاً :"أرى أن البابا ليو الرابع عشر يمكنه أن يخاطب العالم من منظور هام انطلاقاً من تركيا، الدولة التي تقع اليوم في مركز العديد من الأزمات. والأهم من ذلك كله، تركيا تلعب اليوم دوراً بالغ الأهمية في الوساطة".
وأشار زانا إلى أن تركيا تبرز اليوم بدورها الوسيط في مناطق الصراع المختلفة في المنطقة، وقال: "في الوقت الذي تحيط بنا توترات عسكرية مختلفة، تلعب تركيا دور وساطة فعالاً. رأينا ذلك في الأزمة الروسية الأوكرانية وفي المسألة السورية. إنها دولة لا تدعم التصعيد العسكري، وهذا جانب مهم".
وأضاف: "إنها دولة تعمل حالياً على تحقيق السلام أو على الأقل منع انتشار الأزمات. هذا دور بالغ الأهمية، وأعتقد أن البابا ليو، يرى هذه الأهمية في هذه الزيارة".
ولفت زانا الانتباه إلى أن إقامة البابا في تركيا لمدة ثلاثة أيام ليست بالمدة القصيرة، معتبرا ذلك بأنه "يدل على الأهمية التي يوليها لتركيا".
وأشار إلى أنّ زيارة البابا ليو الرابع عشر إلى أنقرة تعد بمثابة "اعتراف بالأهمية التي تحملها تركيا اليوم"، ضمن إطار رؤيته لضرورة بناء السلام.
**"سيحمل رسالة إحلال السلام"
من جهتها، قالت الصحفية الإيطالية كاريكاتو إن قرار البابا ليو الرابع عشر زيارة تركيا ولبنان في أول زيارة خارجية قد يحمل رسالة في سياق السياسة الدولية.
وترى كاريكاتو أن قرار الجمع بين تركيا ولبنان "نابع من الرغبة في التعامل مع منطقة الشرق الأوسط بحساسية بالغة، لأن هذه المنطقة تعصف بها العديد من التوترات والعنف الشديد".
وذكّرت كاريكاتو بأن البابا ليو الرابع عشر، في أول رسالة له عند انتخابه في مايو/أيار، عبّر عن رغبته في أن يعم السلام في العالم مع التأكيد على ترك السلاح.
وقالت: "ستكون زيارة لبنان تحديداً، وكذلك زيارة تركيا، وسيلة للتعامل مع مسألة 'الأراضي المقدسة' والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني".
ولفتت كاريكاتو إلى أن إقامة البابا لعلاقات من خلال الصداقة والحوار والاحترام المتبادل يمكن أن تسهم في تهدئة منطقة تعاني من تعقيدات وتناقضات كبيرة.
وكان المكتب الإعلامي لدولة الفاتيكان أعلن برنامج أول زيارة خارجية للبابا ليو الرابع عشر لكل من تركيا بين 27 و30 نوفمبر/تشرين الثاني، ولبنان من 30 نوفمبر حتى 2 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وبحسب البرنامج، سيبدأ البابا زيارته في 27 نوفمبر للعاصمة التركية أنقرة، حيث سيجري خلالها لقاءات رسمية، سينتقل بعدها مساء إلى مدينة إسطنبول.
وفي 28 نوفمبر، سيتوجه البابا من إسطنبول إلى مدينة إزنيك بولاية بورصة (نيقية) للمشاركة في الاحتفال بذكرى مرور 1700 عام على عقد "مجمع نيقية الأول، الذي دعا إليه الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول عام 325 للميلاد، ويُعد من أبرز المجامع الكنسية في التاريخ المسيحي، حيث شهد نقاشات حاسمة بشأن العقيدة المسيحية وبلورة ما يُعرف بـ"قانون الإيمان النيقاوي".
وفي 29 نوفمبر، سيزور البابا جامع السلطان أحمد (الجامع الأزرق) في إسطنبول، ثم يلتقي بالمجتمعات المسيحية المحلية. ومن المقرر أيضا أن يقيم قداسا دينيا في قاعة "فولكسفاغن أرينا" في اليوم نفسه.
وفي 30 نوفمبر، سيتوجه البابا من إسطنبول إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث سيلتقي المسؤولين والزعماء الدينيين في البلاد.
وفي اليوم الأخير من زيارته لبيروت، سيزور البابا أحد المستشفيات، ثم يتوجه إلى مرفأ بيروت الذي شهد انفجارا كبيرا في 4 أغسطس/ آب 2020.
ومن المقرر أن يختتم البابا ليو الرابع عشر زيارته مساء 2 ديسمبر، ليعود بعدها إلى روما.
ومع زيارته المرتقبة أواخر نوفمبر، سيصبح البابا ليو الرابع عشر خامس بابا يزور تركيا.
وكانت تركيا قد استقبلت سابقًا البابا فرنسيس عام 2014، والبابا بنديكتوس السادس عشر عام 2006، والبابا يوحنا بولس الثاني عام 1979، والبابا بولس السادس عام 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
