إسطنبول / الأناضول 

يبدأ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، السبت، جولة آسيوية في ثاني محاولات الخروج مما يصفها مراقبون بـ"عزلة خاشقجي"، في إشارة إلى اتهامات بتورط مسؤولين في المملكة بمقتل الصحفي الراحل في قنصلية الرياض بإسطنبول.

ويستهل بن سلمان الجولة، التي يتوقع أن يغلب عليها البعد الاقتصادي؛ بزيارة باكستان، على أن تشمل أيضًا كلًا من ماليزيا والهند وإندونيسا والصين، وفق بيانات رسمية لبعض هذه الدول ووسائل إعلام دون صدور إعلان سعودي رسمي حتى الآن.

** الجولة الثانية منذ مقتل "خاشقجي"

في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، 2018، بدأ "بن سلمان" جولة خارجية غير محددة شملت الإمارات والبحرين ومصر وتونس، وكذلك حضور قمة العشرين بالأرجنتين، وموريتانيا، والجزائر، وسط أحاديث رسمية وشعبية لم تخل من ذكر "خاشقجي" الذي أقرت المملكة بمقتله قبل أسابيع آنذاك.

في الجولة الأولى، كان الإعلام السعودي، يبرز بن سلمان ويتحدث عن حفاوة الاستقبال لولي العهد وأحاديثه السياسية مع القادة، في مقابل أحاديث فرنسية بقمة العشرين وتظاهرات بتونس وغضب بمنصات التواصل يتحدث عن ربط ترفضه المملكة بين مسؤولها الثاني وجريمة خاشقجي.

الجولة الثانية، تختلف قليلا عن سابقتها، إذ يتوجه "بن سلمان" بمفاتيح اقتصادية شرقا نحو آسيا، في ظل غلق أبواب غربية تتصاعد مع الأزمة الدولية للمملكة بسبب مقتل "خاشقجي"، بوضع المفوضية الأوروبية المملكة قبل أيام ضمن قائمة سوداء أولية تتهم بغسيل الأموال وتمويل الإرهاب.

وبخلاف باكستان، التي تعيش أزمة اقتصادية، يزور ولي العهد السعودي، خلال الأسبوع المقبل ماليزيا وإندونيسيا والهند، والصين وفق بيانات رسمية ووسائل إعلام.

ولم تعلن المملكة حتى الآن، عن تفاصيل الجولة الثانية باسثناء تفويض الثلاثاء الماضي في جلسة مجلس الوزراء لولي العهد ووزراء سعوديين بعقد اتفاقيات مع الدول التي يزورها، دون تحديد موعد إتمامها.

وجولة بن سلمان تأتي في وقت تواجه السعودية أزمة دولية كبيرة على خلفية مقتل خاشقجي، إذ أعلنت المملكة في 20 أكتوبر / تشرين الأول 2018 مقتله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، بعد 18 يوما من الإنكار.

وقدمت الرياض روايات متناقضة عن اختفاء الصحفي الراحل، قبل أن تقول إنه تم قتله بعد فشل "مفاوضات" لإقناعه بالعودة إلى السعودية، ما أثار موجة غضب عالمية ضد المملكة، ومطالبات بتحديد مكان الجثة.

وأعربت السعودية، الخميس، عن أسفها لإعلان إدراجها ضمن القائمة السوداء المقترحة للدول "عالية المخاطر" في مجال غسل الأموال وتمويل الإرهاب، الصادر عن المفوضية الأوروبية.

** جولة آسيوية اقتصادية

وفي أغسطس / آب 2016، وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، نجله، محمد الذي كان ولي ولي العهد، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، بزيارة باكستان والصين واليابان.

وترصد الأناضول أبرز النقاط التي أعلنتها الدول التي من المقرر أن يزورها بن سلمان على النحو التالي:

** باكستان

ترأس رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان اجتماعا الخميس، وفق وكالة الأنباء الرسمية، في مكتبه بإسلام آباد بحضور وزراء وكبار مسؤولي الخارجية والجيش، لترتيب زيارة بن سلمان غدا السبت التي تستمر يومين.

وأكد خان التزام حكومة بلاده التي تعاني من أزمة اقتصادية، بتوفير كافة التسهيلات الممكنة لتعزيز الاستثمار، ومواصلة بلاده لعب دورها لتعزيز الأمن والسلام في المنطقة.

وقال وزير الإعلام الباكستاني شودري فؤاد حسين، إن نحو 8 اتفاقيات سيتم التوقيع عليها بين باكستان والسعودية خلال زيارة بن سلمان، مضيفا أن المملكة مستعدة للاستثمار بقيمة 8 مليارات دولار في مدينة “جوادر” الباكستانية الساحلية.

والأربعاء، قالت الخارجية الباكستانية عبر موقعها الإلكتروني، إن الزيارة التي تركز على الأبعاد الاقتصادية كالاستثمار والتمويل والطاقة، هي أول زيارة لمحمد بن سلمان لإسلام آباد منذ توليه منصب ولي العهد في أبريل/ نيسان 2017.

** إندونيسيا

وكالة الأنباء الماليزية، الخميس، قالت نقلا عن وزير الخارجية سيف الدين عبد الله، إن زيارة بن سلمان "ستكون أكثر زيارة اقتصادية وتجارية".

** الهند

الخارجية الهندية، قالت في بيان، إن ولي العهد السعودي يزور نيودلهي لأول مرة الثلاثاء 19 فبراير/ شباط الجاري، يرافقه وفد رفيع المستوى بينهم مستثمرون سعوديون بارزون.

وأوضحت أن هناك تقدما كبيرا في التعاون الثنائي في المجالات الرئيسية ذات الاهتمام المشترك ، بما في ذلك الطاقة والتجارة والاستثمار والبنية التحتية والدفاع والأمن.

ووفق البيان الهندي، بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 27.48 مليار دولار أمريكي و تساهم السعودية التي يعمل فيها 2.7 مليون هندي في توفير احتياجات أمن الطاقة لدى الهند من خلال توفير حوالي 20 ٪ من متطلبات الخام.