إسطنبول.. مؤتمر يناقش تطورات الشرق الأوسط ورسم شبكات التجارة
يستمر يومين في جامعة البوسفور، بمشاركة باحثين وأكاديميين..
İstanbul
إسطنبول / محمد شيخ يوسف/ الأناضول
بدأت في جامعة البوسفور (بوغاز إيتشي) بمدينة إسطنبول التركية، الاثنين، فعاليات مؤتمر يناقش تطورات الشرق الأوسط على وقع تنافس القوى الكبرى، وإعادة رسم شبكات التجارة.
وتنظم الجامعة المؤتمر بالتعاون مع كل من أكاديمية العلوم الاجتماعية بجامعة شنغهاي الصينية ومركز سيتا للأبحاث بتركيا، ومركز الجزيرة للدراسات، ومركز "PLUS" للدراسات في النمسا.
وعلى مدار يومين يناقش باحثون وأكاديميون في المؤتمر مواضيع تطورات الشرق الأوسط ودور القوى الكبرى والتنافس بينهما، وكيفية تشكل طرق التجارة وإعادة رسمها.
وخلال افتتاح المؤتمر قال الباحث بالشؤون الدولية في مركز سيتا للأبحاث مراد يشيل طاش إن "الأزمات في الشرق الأوسط تؤثر على الدول وطرق التجارة من خلال التصعيد بين إيران وإسرائيل وما يحصل في غزة".
وفجر الجمعة بدأت إسرائيل بدعم أمريكي، هجوما واسعا على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا.
ومساء ذات اليوم، بدأت إيران الرد بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، خلفت حتى فجر الاثنين 24 قتيلا و592 مصابا، وأضرار مادية كبيرة، وفق مكتب الصحافة الحكومي.
وبدعم أمريكي أيضا، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 184 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.
وأضاف طاش: "كل ما سبق له أثر كبير في ديناميكيات القوى الكبرى في المنطقة والعلاقات الدولية".
وتابع: "وسنبحث في هذه الأوضاع الحرجة وتدخلها بطموحات الدول الكبرى والمنطقة، ونأخذ بعين الاعتبار المبادرات التجارية المتعلقة بطرق التجارة وطرق التجارة البديلة".
و"هذا المؤتمر ليس اجتماعا أكاديميا فحسب، بل أيضا منصة مهمة لبحث التوترات، ليكون لدينا فهم وتحديد فرص التعاون الإقليمي والدولي، بما يوفر لنا رؤية بشأن تأثير الدول الكبرى في هذه الأحداث".
** مكانة استراتيجية
فيما قال أستاذ الدراسات العالمية بأكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية هو جانغاك إن "المؤتمر يركز على الوضع في الشرق الأوسط والتنافسية بين القوى الكبرى، ونريد الحديث بشكل شامل عن النقاط التي لها علاقة بالسياسة والاقتصاد".
وأردف أن "الشرق الأوسط يحتل مكانة استراتيجية بين القارات، ويشكل مركزا اقتصاديا وشريكا مهما، وخاصة في مبادرة الحزام والطريق شمال جنوب (الصينية)، وطريق الهند".
و"تحت المبادرة رأينا نتائج مثمرة بفضل التعاون المشترك وتم تحسين التواصل والاتصال"، كما زاد جانغاك.
وتابع: "الشرق الأسط يمتلك إمكانيات كبيرة في الطاقة المتجددة والبنية التحتية، ونحاول بناء طرق تجارة جديدة، وتعزيز التعاون الدولي، وهذا المؤتمر يمثل منصة للنقاش وننظر من وجهات نظر مختلفة لتحسين العلاقات".
** نظام جديد
"الصراع المحتدم في المنطقة يفسر أن النظام العالمي الجديد أو الذي يراد له أن يكون جديدا يريد نهاية النظام القائم أو يجدده"، بهذه العبارة بدأ رئيس مركز الجزيرة للدراسات محمد مختار الخليل حديثه.
واعتبر أن "الأحداث التي تجري، بدءا من غزة ومرورا بإيران، تشي بأن التفاعلات في المنطقة تؤكد الصراع عليها وفيها".
وبشأن المؤتمر، قال: "نريد من اللقاء هذا أن ينتج آلية كجهات متعاونة مهتمة بالبحث العلمي لقراءة وفهم الأحداث بشكل صحيح، استشرافا للحلول، وبحثا عن مخرج للأزمات".
أما الأكاديمي بقسم العلاقات الدولية في جامعة البوسفور سلجوق آيدن فقال: "يسعدني أن أرى هذا التجمع الكبير للباحثين".
وتابع: "نساهم في أن نكون جزءا من الحوار الدولي، ونسعى لتنظيم ذلك النقاش (لبحث التنافس) بين القوى الكبرى ما يزيد التنافسية في المنطقة".
وأكمل: "هذا النقاش أصبح واضحا في الأسابيع الماضية على ضوء المجازر (الإسرائيلية) في غزة وهشاشة الوضع في المنطقة، ونتساءل بشأن كيف أن سلاسل التوريد والممرات التجارية باتت ذات أهمية جيوسياسية".
آيدن رأى أن "التنافسية الاستراتيجية تؤكد على إعادة نشوء التواصل بين العالم وزيادة التشاركية بين دول العالم والشرق الأوسط".
وكذلك "التطورات في أوكرانيا (الحرب مع روسيا منذ عام 2022) تؤثر في التجارة والطاقة، وعلينا مناقشة السياق الجيوسياسي لهذه التطورات وممرات الهند والشرق الأوسط وممر شمال وجنوب"، كما ختم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
