TBMM
أنقرة / الأناضول
** الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة بالبرلمان:- اللغة التركية يجري تداولها لغة ثانية في شوارع دمشق وحلب وحماة وحمص واللاذقية
- إن شاء الله سنقف مجددًا مع أشقائنا بإعادة إعمار سوريا، وسننمو معا في سوريا وتركيا
- تركيا تقف بجانب المظلومين بفلسطين وتبذل جهودا للسلام بأوكرانيا، ولحقن الدماء بالسودان
قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن تركيا تواصل جهودها من أجل أن تنعم سوريا باستقرار وازدهار وأمن دائمين، وأفاد بأن بلاده ستدعم إعادة إعمار البلد العربي.
جاء ذلك في كلمة أمام الكتلة النيابية لحزبه "العدالة والتنمية" في البرلمان، الأربعاء.
ولفت أردوغان إلى أن تركيا احتضنت ملايين السوريين الفارين من المجازر، مبينًا أن الشعب وقف بصبر إلى جانب ضيوفه رغم استفزازات ارتكبها من لا رحمة لديهم ولا ضمير ولا قلب ولا إنسانية.
وأردف: "أشقاؤنا السوريون يقيمون الآن في أرضنا ضيوفا، وقبل عام قام هؤلاء المظلومين في سوريا بثورة، فهم من قاموا بالثورة، لكن هذا الشعب النبيل أضاف شرفًا جديدًا إلى شرفه بفضل تلك الثورة".
وتابع: "فقد تشرفنا لأننا اعتنينا بهؤلاء المهاجرين بروح الأنصار، والآن، يعود ضيوفنا إلى وطنهم، ويدعون لنا ولشعبنا عند عودتهم".
ولفت أردوغان إلى أن اللغة التركية يجري تداولها لغة ثانية بشوارع دمشق وحلب وحماة وحمص واللاذقية، مضيفًا: "جهودنا مستمرة لتنعم سوريا بالاستقرار والازدهار والأمن الدائمين".
وأكمل: "وإن شاء الله سنقف مجددًا مع أشقائنا في إعادة إعمار وبناء سوريا، وسننمو معًا في سوريا وتركيا، وتذكروا أن أمن سوريا من أمننا".
وأشار الرئيس التركي إلى أن أنقرة جعلت وجهتها هي الجغرافيا التي تربطها أواصر قلبية مع تركيا، وذلك كواجب تاريخي.
وأردف: "قلنا إننا سنبقى داخل حدود بلدنا، وسنحافظ عليها بدمائنا وأرواحنا، ولكن لا يمكن لأحد أن يضع حدودًا للجغرافية التي تربطنا بها أواصر قلبية".
ولفت أردوغان إلى أن بعض الجهات اختلقت رواية مضللة منذ عشرات السنين تزعم أن العرب طعنوا الأتراك في ظهرهم، وأنها تعيد اختلاقها وتقديمها مجددا.
وقال: "رووا لنا نفس الحكاية سنين طويلة، واليوم يعيدون تحضير نفس الحكاية وتقديمها لنا من جديد، ما الأمر؟ العرب طعنونا في الظهر!".
وردا على ذلك قال: "دعكم من هذا، فعلى مدى عشرات السنين، أداروا ظهورهم للعجم والعرب والمسلمين ولجغرافيتنا التاريخية، وللمناطق التي ترابطنا بها الأواصر القلبية ولأصدقائنا وإخوتنا، بل وحتى رأس المال شتتوه إلى ألوان".
ولفت إلى أنه بينما كانت الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين تستثمر في جغرافيا ترتبط وجدانيا بتركيا وتسحب استثمارات منها، كان هناك داخل تركيا عصابة تطعن الأتراك في الظهر بحجة ما يسمّونه رأس المال العربي ورأس المال الأخضر والرجعية.
وشدد الرئيس على أن هؤلاء وجهوا - من خلال هذه الأكذوبة - أكبر إساءة لتركيا وسبّبوا لها أكبر ضرر.
وبيّن أن تركيا تقف إلى جانب المظلومين في فلسطين وتبذل جهودًا من أجل السلام في أوكرانيا، وتسعى لحقن الدماء في السودان.
وأكد أردوغان أن أمن فلسطين والسودان وأذربيجان وجمهورية شمال قبرص التركية والعراق وإيران وأوكرانيا مرتبط بشكل مباشر بأمن تركيا، وأن أصحاب الأفق المحدود لن يفهموا هذه الرؤية أبدًا.
وشدد على أن تركيا حاضرة في جميع أنحاء العالم اليوم، عبر الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا"، ورئاسة أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى، والهلال الأحمر، ورئاسة الشؤون الدينية، ومؤسسة المعارف، والخطوط الجوية، ومنظمات الإغاثة، ورجال الأعمال، والمقاولين.
وقال: "نمد يدنا للمساعدة (..) نحن لسنا مثل الآخرين، لسنا ساعين للاستعمار، لسنا من يأخذ دائمًا دون أن يعطي شيئًا، نحن لا ننخرط في حسابات غير إنسانية أو غير أخلاقية. نحن أحفاد السلاجقة والعثمانيين".
وأردف: "نحن هنا ليس لنُهدم بل لنعمر القلوب، تذكروا نحن أمة آمنت بالرحمة والبركة من قلبها، وهكذا حزبنا، بينما نسعى للوصول إلى إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وإلى الأراضي المظلومة القريبة منا، فإننا لا نذهب لنسرق أو ننهب أو نستعمر، بل لنلتقي بمحبة".
وتابع: "بينما لا يرى البعض أبعد من أنوفهم، فإننا عندما ننظر من نوافذ البرلمان، نرى ألطن داغ وسنجان (في أنقرة) بجوارنا مباشرة، ونرى غزة والخرطوم وباكو وبخارى ودمشق والقدس وأبعد من ذلك بكثير".
وفي سياق آخر، قال الرئيس التركي إن بلاده كلما عززت جبهتها الداخلية، ازدادت قوة في الخارج واكتسبت مزيدا من المكانة والنفوذ.
وأضاف: "كلما عالجنا مشكلاتنا المزمنة في الداخل، تطورت قدراتنا على حل المشكلات في الخارج. وهكذا استطعنا خلال 23 عاما فقط أن نجعل تركيا نجمةً ساطعة في المنطقة".
وأشار أن بلاده اليوم على "عتبة نهضة أكبر وانطلاقة أقوى، وبفضل مسار "تركيا بلا إرهاب" سننقذ بلدنا إلى الأبد من قيود نصف قرن وآفة كبرى استنزفت طاقاته".
وأكد أن هذا المسار حقق حتى الآن تقدما مشجعا ومليئا بالأمل، لافتا أن تشكيل "لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية" تحت قبة البرلمان، منح العملية بعدا اجتماعيا وزخما جديدا.
وفي 12 مايو/ أيار الماضي، أعلن تنظيم "بي كي كي" الإرهابي قراره حل نفسه وإلقاء السلاح استجابة لدعوة مؤسسه عبد الله أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في تركيا.
ونهاية فبراير/ شباط الماضي، دعا أوجلان إلى حل جميع المجموعات التابعة لـ"بي كي كي" وإنهاء أنشطته الإرهابية المستمرة منذ أكثر من 40 سنة.
وفي 11 يوليو/ تموز الماضي، أقدمت مجموعة من تنظيم "بي كي كي" الإرهابي على تدمير أسلحتها في مدينة السليمانية العراقية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
