أردوغان: "ألطاي" فتحت أبواب حقبة جديدة في تكنولوجيا الدبابات
الرئيس التركي خلال افتتاح منشأة لشركة الدبابات والمدرعات "بي إم سي": نتقدم بخطى ثابتة نحو أهداف تركيا في الاستقلال التام بصناعاتها الدفاعية..
أنقرة / الأناضول
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن أبواب حقبة جديدة في تكنولوجيا الدبابات قد فُتحت عبر دبابة "ألطاي" محلية الصنع.
جاء ذلك في كلمة خلال مراسم افتتاح مصنع "بي إم سي أنقرة" لإنتاج الدبابات والمركبات المدرعة من الجيل الجديد، وتسليم أول دفعة من دبابات ألطاي التركية في منطقة قهرمان قازان بالعاصمة أنقرة.
وأشار أردوغان إلى تزويد دبابة "ألطاي" بمنظومات تمكنها من التكيف مع المعارك الحديثة، وتطويرها لتناسب أصعب الظرو
وأضاف: "في هذه المنشأة الضخمة الممتدة على مساحة 840 ألف متر مربع، والتي تضم مراكز بحث وتطوير، ومناطق ااختبار، ومختبرات، ومسارات التدريب، سيعمل أكثر من 1500 موظف مؤهل".
وأشار إلى أن "خط التصنيع التسلسلي سينتج شهريا 8 دبابات ألطاي و10 مدرعات ألطوغ".
وتابع: "نتقدم بخطى ثابتة نحو أهداف تركيا في الاستقلال التام بصناعاتها الدفاعية".
وقال الرئيس التركي: "نواصل كتابة الملاحم بمركباتنا الجوية والبرية والبحرية المزودة بأحدث التقنيات. لم نعد دولة تتابع الآخرين، بل أصبحنا دولة يُتابَع ما تقوم به".
وأوضح أردوغان أن العالم يعيش اليوم في واقع لم تعد فيه المؤسسات الدولية ولا القوانين العالمية قادرة على توفير الثقة أو الضمان الكافي للبشر، مشيراً إلى أن الحق وحده لا يكفي، بل لا بد من القوة لحمايته.
وأضاف أن هذه الحقيقة تجلت بوضوح في البوسنة والهرسك خلال تسعينيات القرن الماضي، وفي سوريا على مدى 14 عاماً، وأخيراً في الإبادة الجماعية في غزة التي أودت بحياة 70 ألف إنسان، مؤكدا أن مئات الآلاف من الأبرياء، معظمهم من النساء والأطفال، قتلوا وتعرضوا لمجازر جماعية في هذه المناطق.
وانتقد أردوغان عجز المؤسسات الدولية عن منع هذه المذابح، مشيرا إلى أن المنظمات المكلفة بتحقيق الأمن والسلام العالمي لم تتخذ أي خطوة، بل حمت المجرمين والظالمين في أكثر من منطقة.
وقال الرئيس التركي إن القانون الدولي والمؤسسات ذات الميزانيات الضخمة عاجزة عن منع الفظائع والمجازر، مشيرًا إلى أن الهيئات المعنية بضمان السلام والأمن العالمي لم تتخذ أي إجراء، بل إنها – في بعض الحالات – قامت بحماية وإيواء "الظالمين الملطخة أيديهم بالدماء".
وأضاف أردوغان أن العالم يشهد نظامًا جديدًا "تحوّل إلى مائدة للذئاب"، لا يرحم فيه أحدٌ أحدًا، ولا يُلتفت فيه إلى دموع الضعفاء، مشددًا على ضرورة أن تعزز الدول اقتصادها، وتقلل اعتمادها على الخارج، وتزيد قدراتها من أجل حماية استقلالها وكرامتها.
وأشار إلى أن بلاده كانت من أوائل الدول التي أدركت مبكرًا تصاعد المخاطر والتهديدات غير المتكافئة، فاتخذت الإجراءات اللازمة منذ البداية، وحولت تركيا خلال السنوات الـ23 الماضية إلى دولة لا يمكن تجاهلها، بفضل الخطوات التي اتخذتها في مجالات الدفاع والدبلوماسية والأمن.
ولفت أردوغان إلى أن تركيا سخّرت إمكاناتها الدبلوماسية والعسكرية والسياسية والتجارية والاقتصادية لبناء "عالم عادل لا يظلم فيه القوي الضعيف"، مضيفا: "هرعنا لإغاثة أصدقائنا في أحلك الأوقات، وضمدنا جراح أشقائنا".
وأردف: "أينما دعت الحاجة إلى تركيا، حرصنا على بذل قصارى جهدنا، ضمن إمكانياتنا، علاوة على ذلك، ولتجنب الاعتماد على الآخرين، بدأنا في إنتاج تقنياتنا الخاصة. ولحسن الحظ، مكّننا دعم حكومتنا للصناعات الدفاعية ونشاط القطاع الخاص من تحقيق زخم كبير في السنوات الأخيرة".
وذكر أن الجمع بين دعم الدولة وحيوية القطاع الخاص منح الصناعات الدفاعية التركية دفعة قوية، مضيفا: "قبل 25 عاماً لم نكن ننتج حتى دبوساً صغيراً، أما اليوم فتركيا تنتج أسلحتها الخاصة. ارتفعت نسبة الإنتاج المحلي في الصناعات الدفاعية من أقل من 20 بالمئة إلى نحو 80 بالمئة. لم نكن نملك طائرات مسيّرة، أما الآن فلدينا مسيّرات مسلحة وطرازات متقدمة مثل أقنجي".
وأكد أردوغان أن تركيا تواصل كتابة ملاحم جديدة عبر مركباتها الجوية والبرية والبحرية المزودة بأحدث التقنيات، وأصبحت من الدول التي تُتابَع عن كثب في مجالات التكنولوجيا الدفاعية.
وأشار إلى أن أكثر من 3500 شركة تركية تعمل في قطاع الصناعات الدفاعية، وأكثر من 100 ألف موظف مؤهل يواصلون العمل بجد، ويساهمون بشكل مباشر في السلام والاستقرار والأمن العالمي.
- أكثر من 1400 مشروع
وأشار الرئيس التركي إلى أن نسبة الاعتماد لبلاده على الخارج أصبحت الآن دون 20 بالمئة، وأن قوات الأمن التركية باتت تلبّي تقريبًا جميع احتياجاتها من المركبات والمعدات الدفاعية المحلية والوطنية.
وأوضح أن قطاع الصناعات الدفاعية في تركيا يضم أكثر من 1400 مشروع، وأن البلاد تُعدّ من بين أكثر 3 دول نجاحًا في مجال الطائرات بدون طيار المسيّرة المسلحة وغير المسلحة.
وأضاف: "نحن حاليًا في المرتبة الحادية عشرة عالميًا بين أكبر مصدّري الصناعات الدفاعية. وفي عام 2024 احتلّت منتجاتنا 65 بالمئة من حصة السوق العالمي، أي أننا وفّرنا 65 من كل 100 طائرة مسيّرة بيعت في العالم، وصدّرنا منتجاتنا إلى 180 دولة. ونتوقع أن يزداد هذا العدد أكثر في عام 2025".
و تابع قائلًا: "كنا في الماضي بلدًا تعرّض لممارسات ظالمة ومعايير مزدوجة وضغوط وحظر، لكننا استطعنا تعويض الوقت الذي فقدناه. وقد حققنا ذلك رغم محاولات التعطيل من قبل العاجزين الذين يمثلون المعارضة الرئيسية ولم يتمكنوا من التغلب على عقدهم النفسية، حيث قالوا لنا إنكم لن تتمكنوا ولن تستطيعوا".
وأردف: "آمنا بمهندسينا الشباب وبعقول أبنائنا وبناتنا، ووثقنا بهم، وتمكنا من النجاح رغم من قالوا: "لا تتورطوا في مشاريع أكبر منكم، لا توقعوا أنفسكم في المتاعب، أنتم لا تفهمون في التكنولوجيا، اجلسوا في أماكنكم".
وولفت إلى أنهم تمردوا على الاعتماد على الخارج في مجال الصناعات الدفاعية، وأضاف: "بفضل الله، ومن خلال نضال كبير، بنينا خلال 23 عامًا فقط منظومة دفاعية متكاملة أصبح العالم ينظر إليها بإعجاب، ويتابعها البعض بفرح والبعض الآخر بقلق.
وقال أردوغان: "نعيش اليوم فخر تسليم أول دبابات ألطاي لجيشنا البطل، بعد أن اجتازت جميع المراحل بنجاح من خلال 1.5 مليون ساعة هندسية، ومرحلة اختبار شملت 35 ألف كيلومتر، و3 آلاف و700 طلقة فعلية".
وأشار أردوغان إلى أن القيمة الحقيقية لجميع الاستثمارات التي قامت بها تركيا في مجال الصناعات الدفاعية ستتضح أكثر في السنوات القادمة، مؤكدًا أن "المشروعات التي حاولت المعارضة (التركية) التقليل من شأنها وتشويهها ستُفهم أهميتها الحقيقية بوضوح أكبر من قبل الأجيال المقبلة".
وأوضح أردوغان أن بلاده تواصل خطواتها في مجال الصناعات الدفاعية بعزم كبير.
وبين: "لقد تم تطوير الدبابة ألطاي لتتكيف مع بيئة المعارك الحديثة، وجهزت بأنظمة جديدة لتكون قادرة على العمل في أقسى الظروف".
ولفت إلى أن دبابة ألطاي أكملت بنجاح اختبارات القوة النارية والاستمرارية والقدرة على الحركة، مشيرًا إلى أن عمليات التسليم التي بدأت هذا العام ستتزايد في السنوات القادمة.
وكشف أردوغان أن الجيش التركي سيتسلم لاحقًا دبابات ألطاي المزودة بمحرك "باتو" المحلي المطور بإمكانات وطنية، مضيفًا: "سنقوم أيضًا بتسليم مشروع تحديث دبابات ليوبارد 2A4 في العام القادم. ومع الاهتمام الكبير من الدول الصديقة والحليفة، ستسهم دبابة ألطاي في تعزيز تأثير الصناعات الدفاعية التركية في الأسواق الخارجية".
وأكد الرئيس التركي أن دبابة ألطاي تمثل بداية "عهد جديد في تكنولوجيا الدبابات"، موضحًا أن الخبرات المكتسبة خلال عملية تطويرها من أنظمة التحكم الرقمية إلى الهياكل المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ومن القدرات الذاتية إلى أنظمة الحماية المتقدمة، منحت تركيا كفاءة كبيرة في هذا المجال.
واختتم أردوغان قائلًا: "سنستثمر هذه الخبرات بأفضل شكل لتطوير منتجاتنا المستقبلية وإطلاقها إلى الساحة العالمية. نسأل الله التوفيق والعون".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
