السياسة, دولي

مؤتمر"باليرمو" حول ليبيا.. خيبة تطيح بالآمال

- مخرجات المؤتمر جاءت في شكل "استنتاجات" ولم تصغ على شكل اتفاق - المؤتمر لم يخرج بنتائج جديدة وبدا اجترارا لمؤتمر باريس قبل أشهر

14.11.2018 - محدث : 15.11.2018
مؤتمر"باليرمو" حول ليبيا.. خيبة تطيح بالآمال

Libyan

ليبيا / وليد دوكن، ليلى الثابتي / الأناضول

اختتم مؤتمر "باليرمو" حول الأزمة الليبية بمخرجات لم تصغ على شكل اتفاق، وإنما جاءت في شكل "استنتاجات" ببيان ختامي لم يخرج في مجمله عما انتهى إليه مؤتمر باريس قبل أشهر، مع فارق في التواريخ فقط.

وكما كان متوقعا، تباينت ردود الأفعال حيال المؤتمر، غير أن اللافت هو أن خيبة الآمال أطاحت بمنسوب التفاؤل السائد، وتفوقت على المواقف القليلة المرحبة بنتائج لم ترق إلى مستوى التطلعات، وفق مراقبين.

وبحسب البيان الختامي للمؤتمر، الذي نشرته الحكومة الإيطالية الأربعاء، شدد المجتمعون على أهمية إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ليبيا في ربيع 2019، وهو البند الأبرز ضمن مخرجات الاجتماعات التي بدأت الإثنين واختتمت الثلاثاء.

ولم يطرح البيان الختامي لمؤتمر باليرمو، جدولا زمنيا محددا لإجراء الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية، كما جرى في إعلان باريس، في مايو/ أيار الماضي، وفضّل ترك الأمر فضفاضا دون تحديد يوم ولا شهر، والاكتفاء بالحديث عن ربيع العام المقبل.

قد يكون أكبر إنجاز حققه مؤتمر باليرمو بالنسبة لإيطاليا، هو قبر مؤتمر باريس، الذي لم يتم احترام فيه الجدول الزمني المتعلق بوضع الأسس الدستورية للانتخابات الليبية (لم يجرى لحد الآن الاستفتاء على الدستور)، واعتماد القوانين الانتخابية الضرورية بحلول 16 سبتمبر/ أيلول الماضي (لم يعتمد قانون للانتخابات، وقانون الاستفتاء مطعون فيه ولم يحصل على النصاب)، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 10 ديسمبر/ كانون الأول المقبل (تم الاتفاق على تأجيلها).

فالمؤتمر جاء في إطار المناكفة الإيطالية الفرنسية، ومحاولة كل طرف فرض نفوذه على أكبر بلد إفريقي من حيث احتياطي النفط، مما يدعو إلى التشكيك في ما إذا كانت مخرجات مؤتمر باليرمو ستصب في مصلحة الشعب الليبي، أما أنه سيلقى نفس مصير اتفاق الصخيرات (ديسمبر/كانون الأول 2015) وإعلان باريس (مايو 2018).

** "حقائق محبطة"

النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي (هيئة استشارية)، فوزي العقاب، أعرب عن "خيبة أمله" في نتائج مؤتمر باليرمو.

وقال "العقاب"، في سلسلة تغريدات عبر حسابه الشخصي، بموقع "تويتر"، الأربعاء، إن مؤتمر باليرمو، "لم يفض إلى نتائج، بل خلص إلى حقائق محبطة ومخيبة للآمال".

وأضاف أن المؤتمر "أكد غياب الإرادة الوطنية، وعدم ملكية الليبيين للعملية السياسية"، مشيرا أن بلاده "أصبحت ساحة لصراع عربي وأوروبي - أوروبي".

وختم عقاب بالقول إن "ليبيا تحت الوصاية والدعم الذي حصل عليه غسان سلامة (المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا) جعله أكثر الأطراف الموجودة والشرعية على مائدة باليرمو".

** حفتر.. نقطة ضعف بالمؤتمر

رغم وصول خليفة حفتر، قائد القوات المسيطرة على الشرق الليبي، إلى مدينة باليرمو الإيطالية، مساء الإثنين، إلا أنه لم يشارك بالجلسات الرسمية للمؤتمر، واكتفى بلقاء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، على هامش أعماله، ما صدر رسالة سلبية عن الاجتماعات.

ويرى مراقبون أن تخلف حفتر، عن الاجتماعات أحرج روما من جهة، وهي التي سافر رئيس وزرائها، جوزيبي كونتي، بشكل غير معلن مسبقا (نفت ذلك فيما بعد)، الأحد، إلى مدينة بنغازي شرقي ليبيا، للقاء حفتر وإقناعه بالمشاركة بالمؤتمر.

الموقف نفسه أظهر، من جهة أخرى، نوعا من الانحياز الإيطالي لحفتر، وهو ذات السبب الذي دفع تركيا للانسحاب من أعمال المؤتمر، عقب إقصائها وقطر من "اجتماع مصغر" على هامش المؤتمر، مراعاة لموقف "الجنرال الانقلابي" من أنقرة والدوحة.

وفود بلدان أخرى لا تقل أهمية عن تركيا، مثل الوفد الأمريكي، لم يظهر حتى في الصورة الجماعية التي التقطت للمشاركين بالمؤتمر، ما اعتبر تقليلا من شأن الاجتماعات، وحكما بفشلها حتى قبل نهايتها، خاصة أن واشنطن لم تشارك لا على مستوى الرئيس (دونالد ترامب) ولا حتى على مستوى وزير الخارجية (مايك بومبيو).

** ترحيب محدود

مخرجات المؤتمر التي جاءت في شكل "استنتاجات" من المرجح أن لا تغادر الورق الذي دونت عليه، جعل الترحيب به محدودا للغاية.

السراج، والذي كان من بين 3 من القادة الليبيين المشاركين بالمؤتمر (إلى جانب عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، وخالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة)، لم يفوّت التعقيب على ما ورد بالبيان الختامي.

ووفق تغريدة نشرها محمد السلاك، المتحدث باسم السراج، الثلاثاء، عبر حسابه بموقع "تويتر"، أعرب الأخير عن دعمه إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في بلاده ربيع 2019.

ودوليا، رحبت الخارجية البريطانية بانعقاد مؤتمر باليرمو، معتبرة أنه جدد تأكيد الدعم الدولي للخطوات التالية في خطة عمل الأمم المتحدة، ويشمل ذلك عقد ملتقى وطني ليبي مطلع 2019.

وحث بيان نشره الموقع الالكتروني للوزارة، الثلاثاء، الليبيين والمجتمع الدولي على التواصل التام مع الأمم المتحدة، لتشجيع عملية أكثر شمولا، لتهيئة الأجواء لإجراء انتخابات العام المقبل.

وأكد البيان دعم المملكة المتحدة لجهود سلامة الرامية إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın