تركيا, السياسة

تركيا تؤكد لواشنطن رفضها أي تعاون مع التنظيمات الإرهابية

المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كتشالي: أكدنا أنه من غير المقبول أبدا أن تتعاون دولة حليفة مع تنظيمات إرهابية تستهدف أمن بلادنا

Sümeyye Dilara Dinçer, Gökhan Çeliker, Can Efesoy, Tuğba Altun, Ömer Aşur Çuhadar  | 13.03.2024 - محدث : 14.03.2024
تركيا تؤكد لواشنطن رفضها أي تعاون مع التنظيمات الإرهابية

Ankara

أنقرة/ الأناضول

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كتشالي، الأربعاء، أن أنقرة أبلغت واشنطن رفضها القاطع لأي تعاون تقيمه دولة حليفة مع تنظيمات إرهابية.

جاء ذلك في تصريحات للصحفيين بمقر الوزارة، في معرض تعليقه على مباحثات أجراها وزير الخارجية هاكان فيدان، في الولايات المتحدة.

والأسبوع الماضي، احتضنت واشنطن، اجتماع الآلية الاستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة، بمشاركة فيدان، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، ومسؤولين كبار من البلدين.

وقال كتشالي: "كانت لدينا رسالة واضحة للغاية إلى الولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب".

وأضاف: "نقلنا إليهم (الجانب الأمريكي) بوضوح تطلعاتنا فيما يتعلق بتنظيمي "بي كي كي/واي بي جي" و"غولن".

وتابع: "أكدنا أنه من غير المقبول أبدا أن تتعاون دولة حليفة مع تنظيمات إرهابية تستهدف أمن بلادنا".

ولفت كتشالي، إلى أن الجانب التركي أكد خلال المباحثات أن أكبر عقبة أمام تعميق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين؛ الدعم الذين تقدمه الولايات المتحدة لـ"واي بي جي".

و"واي بي جي" الذراع السوري لتنظيم "بي كي كي" الذي ينشط في عدة دول بالمنطقة بينها سوريا والعراق وإيران، وتقوم تركيا بمكافحته ردا على هجمات يشنها ضد مواطنيها وقواتها.

وذكر أن المباحثات تناولت أيضا مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، والخطوات الواجب اتخاذها للتعاون بين البلدين في مجال الصناعات الدفاعية.

وقال المتحدث إنه تمخض عن المباحثات اتفاق بشأن إجراء مشاورات منتظمة بين البلدين حول مكافحة الإرهاب على المستوى الفني في المرحلة القادمة.

وأكد أن الجانب التركي أكد للمسؤولين الأمريكيين ضرورة رفع القيود المفروضة على تركيا في مجال الصناعات الدفاعية، وإخراجها من نطاق عقوبات "كاتسا".

و"كاتسا"، هو اختصار لقانون مكافحة أعداء الولايات المتحدة من خلال العقوبات، وقد فرضته واشنطن على تركيا أواخر عام 2020 بسبب شرائها منظومة صواريخ "إس-400" الدفاعية من روسيا.

ولفت كتشالي إلى وجود رغبة من أجل زيادة حجم التجارة بين البلدين من 30 مليار دولار إلى 100 مليار دولار.

وأوضح أن المباحثات بين الجانبين مستمرة بشأن التعاون في مجال الطاقة، وخاصة الغاز الطبيعي المسال والطاقة النووية.

- غزة تتصدر المباحثات

وكشف كتشالي أن التطورات في غزة خصص لها "الوقت الأكبر" في المباحثات بين المسؤولين الأتراك والأمريكيين في واشنطن.

وأضاف: "أبلغنا بقوة الأمريكيين مرة أخرى أنه ينبغي التوصل إلى وقف فوري وكامل لإطلاق النار في غزة".

وقال إن الجانب التركي أبلغ الأمريكيين أيضا بضرورة البدء فورًا في عملية نحو إيجاد حل دائم للصراع على أساس الدولتين.

وأوضح أن الجانبين متفقان بشأن عدم تعرض المدنيين في غزة لمزيد من الأذى، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع دون انقطاع.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

والسبت، أعلن بيان تركي-أمريكي مشترك، عقب اجتماعات الآلية الاستراتيجية، استئناف المشاورات في مكافحة الإرهاب بهدف زيادة التعاون لمجابهة تهديدات الأمن القومي للبلدين.

والخميس الماضي، انطلقت اجتماعات الآلية، في واشنطن، بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من وزارتي خارجية البلدين، حيث أجروا "مباحثات مفتوحة واستراتيجية وقائمة على التعاون".

وفي اليوم التالي، شارك وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان، والأمريكي أنتوني بلينكن، في اجتماعات الآلية الاستراتيجية عبر عقدهما مباحثات ثنائية.

وردًا على سؤال حول العلاقة بين طلب أنقرة رفع عقوبة كاتسا المفروض عليها والآلية الجديدة التي سيتم إنشاؤها تحت اسم حوار التجارة الدفاعية بين تركيا والولايات المتحدة، قال كتشالي إن العمليتين مختلفتان عن بعضهما البعض.

وأشار كتشالي إلى أن زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى الولايات المتحدة مؤخراً انتهت بانطباعات إيجابية وأن الجانب التركي تلقى رسائل إيجابية من مجلس الشيوخ الأمريكي حول القيود المفروضة على تركيا.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تدعي تواجدها في العراق وسوريا لمكافحة داعش، مضيفاً: "هناك سياسة نتبعها نحن والولايات المتحدة منذ فترة طويلة فيما يتعلق بعودة معتقلي داعش وعائلاتهم وأقاربهم إلى بلدان التي هم مواطنون فيها".

وذكر أن العديد من دول أوروبا الغربية، التي لا تقبل أقارب عناصر داعش، مشددا في هذا الخصوص على وجوب قبول تلك الدول مواطنيها.

وأشار إلى أن عدم قبول تلك الدول استقبال مواطنيها من عناصر داعش، يشكل مشكلة فيما يتعلق بالالتزامات الدولية للدول وأمن المنطقة.

وحول العلاقات مع سوريا، أوضح كتشالي، أنه لم يتم عقد أي لقاء بين تركيا والنظام السوري في إطار مسؤولية وزارة الخارجية.

وأضاف أن "سياستنا بشأن التطبيع كانت واضحة منذ البداية. لقد طرحناها بطريقة شفافة وصادقة وليس لدينا أي شروط مسبقة".

وتابع "لكن في نهاية هذه العملية هناك نقطة نريد من النظام السوري أن يصل إليها فيما يتعلق بالعملية السياسية وعودة السوريين ومستقبل سوريا".

وأردف "في المقابل هناك بعض الشروط المسبقة التي فرضها علينا النظام السوري".

وفيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، أوضح كتشالي أن الأنباء التي تتعلق بدعوة القوات المسلحة التركية إلى أوروبا عقب التوترات بين روسيا وبعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا غير صحيحة.

وأشار كتشالي إلى أن الحرب وصلت إلى نقطة معينة مات فيها الكثير من الناس وأسفرت عن تداعيات اقتصادية على المنطقة.

وشدد على ضرورة إيجاد حل لهذه القضية، معربا عن أمله في الوصول إلى حل في نهاية المطاف.

وعن خطة الولايات المتحدة لإيصال المساعدات إلى غزة عن طريق البحر عبر ميناء متنقل، قال كتشالي: "أولا، هذا تطور جيد إذا كان يعني اعتراف أمريكا بالكارثة الإنسانية في غزة".

وأضاف: "من ناحية أخرى، نحن لا نرى أنه من المناسب القيام ببعض المحاولات الأقل فعالية رغم وجود إمكانية لإيصال المساعدات بسهولة أكبر وأرخص بكثير وأكثر فعالية عن طريق البر".

وحول اختيار إدارة جنوب قبرص الرومية لنقل المساعدات عبرها إلى غزة، قال كتشالي إن جمهورية شمال قبرص التركية هي الطرف المعني في التعامل مع الجانب الرومي.

ولفت إلى أن قبرص التركي ستصدر التعليق اللازم في هذا الصدد، والشيء الوحيد الذي يمكن قوله من طرف أنقرة هو أنها لن تسمح بانتهاك حقوق القبارصة الأتراك في شرق البحر الأبيض المتوسط بأي شكل كان.

من ناحية أخرى، أكد متحدث الخارجية التركية أن الكارثة الإنسانية في غزة تزداد سوءًا، وأن بلاده ستواصل دعم أشقائها في القطاع عبر المساعدات الإنسانية خلال شهر رمضان.

وقال إن تركيا أرسلت سفينة تقل 3 آلاف طن من المساعدات الإنسانية إلى غزة وقد وصلت إلى ميناء العريش المصري في 10 مارس/ آذار الجاري تمهيدا لنقلها إلى القطاع.

وذكر كتشالي أن كمية المساعدات التي أرسلتها تركيا إلى غزة منذ بداية الأزمة الأخيرة تجاوزت الـ40 ألف طن.

وأوضح أن بلاده سلمت مؤخرا وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) 26 طنا من الدقيق في ولاية مرسين (جنوب).

ولفت إلى أن الوكالة نقلت الدقيق إلى ميناء أشدود الإسرائيلي، وقامت بتحويل كمية منه إلى غزة عبر البر.

وكشف أن الجانب الإسرائيلي عرقل إيصال الكمية المتبقية من الدقيق إلى غزة وبعد مفاوضات مع الأمم المتحدة وإسرائيل تم التوصل إلى نتيجة في هذا الصدد خلال 3 - 4 أسابيع.

وأشار إلى أن الكمية المتبقية من الدقيق الذي قدمت تركيا لوكالة الأونروا نُقلت لاحقا إلى غزة عن طريق برنامج الأغذية العالمي.

وفيما يخص إطلاق عمليات الإنزال الجوي للمساعدات إلى غزة، قال كتشالي إن تركيا ساهمت في هذه العملية عبر تقديم نحو 9 آلاف طن من المستلزمات الطبية وأغراض الأطفال.

وأكد أن السلطات الأردنية تقوم بإيصال هذه المساعدات إلى غزة عن طريق الجو.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.