العلاقات السعودية الأمريكية.. شراكة تتنامى في 3 ملفات رئيسية (إطار)
تشهد علاقات البلدين تعاونا متزايدا بمجالات السياسة والاقتصاد والأمن ويتوقع أن يتعزز أكثر مع زيارة ولي العهد السعودي الحالية إلى واشنطن..
Suudi Arabistan
إسطنبول/ الأناضول
تشهد العلاقات السعودية الأمريكية، شراكة وتعاونا يتناميان اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، مع توقعات بزيادة زخمهما في ظل زيارة بدأها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، تعد الأولى منذ 7 سنوات.
وأوضح الديوان الملكي السعودي في بيان الاثنين، أن الزيارة جاءت بناء على توجيه الملك سلمان بن عبد العزيز واستجابة للدعوة المقدمة للأمير محمد بن سلمان من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف البيان أن ولي العهد السعودي سيلتقي خلال الزيارة الرئيس الأمريكي لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتبدأ الزيارة، الثلاثاء، وتستمر 3 أيام، ومن المتوقع أن تشهد توقيع اتفاقات اقتصادية ودفاعية، إضافة إلى بحث ملفات الشرق الأوسط.
** زيارة مهمة
وصفت الكاتبة السعودية بينة الملحم الزيارة بأنها "محطة مفصلية" تعيد ضبط مسار العلاقات بين الرياض وواشنطن، وفق مقال نشرته بصحيفة الرياض قبل أيام تحت عنوان: "محمد بن سلمان في واشنطن.. زيارة تُعيد ضبط بوصلة العالم".
أستاذ الإعلام الرقمي وعضو هيئة الصحفيين السعوديين فهيد بن سالم العجمي، قال في تصريحات لصحيفة "سبق" السعودية أمس الاثنين، إن الزيارة "تُوصف بأنها واحدة من أهم الزيارات الثنائية في مسار العلاقة السعودية الأمريكية".
ووفق معلومات سعودية رصدتها الأناضول، تعود العلاقات بين المملكة وواشنطن إلى ما قبل 92 عاما، ووصلت لشراكة استراتيجية قبل أشهر، وسط تعاون في 3 ملفات رئيسية هي: السياسة والاقتصاد والأمن.
وجاء شكل العلاقات في الملفات الثلاثة على النحو التالي:
** العلاقات السياسية
بدأت العلاقات السياسية بين البلدين بتوقيع اتفاقية تعاون عام 1933، تعزّزت بعدها آفاق التنسيق في شتى المجالات.
كما أسس اللقاء التاريخي بين الملك عبد العزيز والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في 14 فبراير/ شباط 1945، لعقود من العلاقات والشراكة.
وأخيرا، شهدت مسيرة العلاقات محطات مهمة، من أبرزها زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الولايات المتحدة في سبتمبر/ أيلول 2015، تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إذ عُقدت جلسة مباحثات في البيت الأبيض، استعرض الجانبان خلالها أوجه العلاقات المتينة بين البلدين.
وقام الأمير محمد بن سلمان في مارس/ آذار 2017 بزيارة عمل للولايات المتحدة، التقى خلالها الرئيس ترامب وعددًا من المسؤولين؛ لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
واستمرارًا لتبادل الزيارات رفيعة المستوى، استقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز بالرياض في مايو/ أيار 2017 ترامب في زيارة رسمية للمملكة.
وعقدت خلال الزيارة قمة سعودية-أمريكية أثمرت عن توقيع إعلان الرؤية الإستراتيجية المشتركة بين البلدين، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية واستثمارية بقيمة إجمالية تفوق 280 مليار دولار؛ للإسهام في نقل المعرفة وتوطين التقنية وبناء استثمارات وصناعات واعدة، وتوفير مئات الآلاف من فرص العمل في كلا البلدين.
وتبادل البلدان مذكرتين لتحديث وتطوير قدرات القوات المسلحة السعودية، إلى جانب تبادل اتفاقية شراكة لتصنيع طائرات "بلاك هوك" العمودية في المملكة، و4 اتفاقيات في مجال الصناعات العسكرية.
وشهدت الزيارة عقد القمة الخليجية-الأمريكية، والقمة العربية الإسلامية الأمريكية.
وفي المقابل، زار ولي العهد واشنطن في مارس 2018، والتقى ترامب في البيت الأبيض.
وفي يوليو/ تموز 2022 التقى الملك سلمان بن عبد العزيز بحضور ولي العهد، الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن في قصر السلام بجدة.
وامتدادا لعلاقات البلدين السياسية، وبتوجيه ولي العهد، استضافت الرياض في فبراير 2025 عددًا من المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة.
ويبقى ملف التطبيع مع إسرائيل حاضرا باستمرار في علاقات البلدين، وأكد ترامب الجمعة نيته طرحه خلال مباحثاته مع ولي العهد، قائلًا: "ستكون اتفاقيات أبراهام (وقعتها الإمارات والبحرين مع إسرائيل عام 2020 وانضم إليها لاحقا المغرب والسودان) جزءًا من نقاشاتنا، وآمل أن تبرم السعودية اتفاقًا قريبًا".
وتشترط الرياض للاعتراف بإسرائيل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وهو ما أكده ولي العهد في سبتمبر 2024 قائلًا: "لن نقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة".
** العلاقات الاقتصادية
وتربط البلدين علاقات اقتصادية قوية، إذ كان مجلس الأعمال السعودي-الأمريكي ولعقود، شريكًا مهمًا في تسهيل المشاريع التجارية الجديدة بين الشركات السعودية والأمريكية.
وتُعد المملكة من أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في المنطقة، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2024 نحو 32 مليار دولار، إذ صدّرت المملكة سلعًا ومنتجات إلى الولايات المتحدة بقيمة 13 مليار دولار، مقابل واردات منها بلغت 19 مليار دولار.
وتضمنت أبرز السلع المستوردة: الآلات والأدوات وأجزاؤها، السيارات وأجزاؤها، الأجهزة الطبية والبصرية والتصويرية، الأجهزة والمعدات الكهربائية وأجزاؤها، ومنتجات الصيدلة.
وتعمل المملكة ممثلةً بوزارة الطاقة مع الجهات المعنية في الولايات المتحدة في منصات ومبادرات دولية عديدة ذات علاقة بالطاقة والتغير المناخي.
وبلغ رصيد الاستثمارات الأمريكية المباشرة في المملكة خلال 2024 نحو 15.3 مليار دولار.
كما وقّع البلدان في يوليو 2024 اتفاقية تعاون استراتيجي في مجال استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية.
وخلال زيارة ترامب للسعودية في مايو 2017، أعلنت المملكة عزمها ضخ استثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال 4 سنوات.
ووقع الطرفان حينها "وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية" و12 اتفاقًا ثنائيًا في عدة قطاعات، أبرزها الطاقة والدفاع.
وخلال زيارته الحالية، ينتظر أن يشارك الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء المقبل، في مؤتمر الاستثمار السعودي الأمريكي في واشنطن.
** العلاقات الأمنية
خلال زيارة ترامب للمملكة في مايو 2025، قال البيت الأبيض في بيان إن الولايات المتحدة والسعودية وقّعتا "أكبر صفقة مبيعات دفاعية في التاريخ، بقيمة تقارب 142 مليار دولار لتزويد المملكة بمعدات قتالية متطورة".
وعن الزيارة الحالية، نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن شبكة "بلومبيرغ"، أن اتصالات مكثفة سبقت الزيارة لإتمام الصيغ النهائية لاتفاقات عسكرية مرتقبة، خصوصًا اتفاق دفاع مشترك، وآخر يتعلق بدعم البرنامج النووي السعودي السلمي، كما ينتظر توقيع صفقة لبيع المملكة 48 مقاتلة من نوع "إف-35".
ووفق أستاذ الإعلام الرقمي السعودي فهيد بن سالم العجمي، فإن الزيارة الحالية "تُطرح خلالها فكرة اتفاق دفاعي أمريكي–سعودي يمنح المملكة ضمانات أمنية قوية، ويُكرّس دورها كركيزة للاستقرار في الخليج، مقابل تعزيز التعاون العسكري وصفقات التسليح".
وتمضي العلاقات السعودية الأمريكية في هذه الملفات الثلاثة وسط تطلعات من الجانبين لنموها رغم تحديات وتوترات أمنية تشهدها المنطقة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
