"رجل بمعنى الكلمة".. الأناضول تلتقي أسرة بطل هجوم سيدني بإدلب السورية (مقابلة)
عم الشاب السوري أحمد الأحمد الذي تدخّل بشجاعة لإيقاف الهجوم المسلح في سيدني: ما قام به ابن أخي عمل مقدام وانتابنا شعور عظيم لا يوصف
Syria
سوريا / الأناضول
** عم الشاب السوري أحمد الأحمد الذي تدخّل بشجاعة لإيقاف الهجوم المسلح في سيدني:- ما قام به ابن أخي عمل مقدام وانتابنا شعور عظيم لا يوصف
- تلقينا اتصالات بالجملة لاسيما من أهالي بلدة النيرب للإشادة بفعل ابن أخي
- أحمد فخر لنا ولسوريا وللمسلمين وهو يرقد حاليا بالمستشفى وحالته مستقرة
وصف أقارب الشاب السوري أحمد الأحمد، انتزاعه سلاح مطلق النار في احتفال بمدينة سيدني الأسترالية بأنه "عمل بطولي حمى من خلاله أرواح أبرياء"، معتبرين أحمد "فخرا لسوريا".
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول في محافظة إدلب شمالي سوريا، مع محمد الأحمد، عم الشاب الذي يرقد حاليا بأحد مستشفيات أستراليا، بعد إصابته بأعيرة نارية خلال انتزاعه سلاح المهاجم في شاطئ بوندي بولاية نيوساوث ويلز.
ووقعت الحادثة الأحد، أثناء احتفالات بعيد "الحانوكا" اليهودي في شاطئ بوندي، حيث أعلن رئيس وزراء الولاية الأسترالية كريس مينز، مقتل أحد المهاجمين.
ويحتفل اليهود بعيد "الحانوكا" إحياء لذكرى انتصار "المكابيين" على الإمبراطورية السلوقية عام 165 قبل الميلاد، ويستمر الاحتفال هذا العام بين 14 و22 ديسمبر/ كانون الأول.
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر الأحمد (44 عاما)، وهو ينقض على المهاجم بكل شجاعة، ثم ينتزع منه سلاحه، منهيا هجوما داميا خلف 12 قتيلا و29 مصابا في صفوف المشاركين بالاحتفال.
وفي الفيديو، يظهر أيضا أن الأحمد، أصيب بطلقتي رصاص في يده وذراعه، من المسلح الآخر على الأرجح، الذي كان يقف على جسر قريب منه.
وامتدح كبار مسؤولي أستراليا شجاعة المسلم أحمد ووصفوه بـ"البطل"، إذ أشاد رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، بجميع المدنيين الذين حاولوا تقديم المساعدة ووصفهم بـ"الأبطال".
وأضاف ألبانيز: "لقد رأينا اليوم أستراليين يهرعون نحو الخطر لمساعدة الآخرين"، في إشارة إلى ما قام به الأحمد الذي يحمل الجنسية الأسترالية.
وينحدر الأحمد من بلدة النيرب بريف إدلب شمالي سوريا، بينما تحول اسمه خلال الساعات الماضية إلى محور اهتمام واسع لدى وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بعد أن حال موقفه البطولي دون تحوّل حادث إطلاق النار إلى كارثة أكبر.
** شعور عظيم
وقال عمه للأناضول، إن ابن أخيه درس في جامعة حلب، وهو من مواليد 1981، وحصل على شهادة جامعية ثم سافر إلى أستراليا في 2007، وعمل في الأعمال الحرة.
وأشار إلى أن أحمد متزوج ولديه ابنتان ويحمل الجنسية الأسترالية، ولديه بقالية خضراوات إلى جانب مزاولته المهن الحرة.
وعن شعور العائلة بعد سماعهم النبأ، قال الأحمد: "شعور عظيم لا يوصف، وعمل مقدام قام به ابن أخي البطل، حيث هجم فورا على المسلح ونزع سلاحه بهدف عدم إزهاق الأرواح".
ووصف ابن أخيه بأنه "مقدام ورجل بكل معنى الكلمة، حيث بعث فينا فرحة لا توصف بغض النظر عن جنسية الضحايا سواء كانوا يهودا أم غير ذلك".
ومتحدثا عن ردود الفعل، قال الأحمد: "اتصالات بالجملة وصلتنا من كل مكان للإشادة بصنيع أحمد، وأهالي القرية فرحوا كثيرا".
وأضاف العم وسط شعور بالفخر والاعتزاز: "عند سماعي النبأ اتصلت بأخي في أستراليا (والد أحمد)، وتأكدت من أن أحمد هو من قام بهذا العمل البطولي".
وأمام هذا العمل البطولي، وصف الأحمد ابن أخيه بأنه "فخر لنا ولسوريا وللمسلمين".
**حالته مستقرة
وعن الوضع الصحي لأحمد، قال عمه: "هو حاليا بالمشفى نتيجة إصابته بالذراع والكتف، وحالته مستقرة، وستجرى له عملية جراحية غدا الثلاثاء".
وتابع العم: "زارني في إسطنبول (بتركيا) منذ سنتين".
وعرض العم فيديو عبر جواله، لأحمد، وهو يرقد على سريره بالمستشفى وظهرت عليه علامات الإعياء جراء الإصابات، حيث خاطب عائلته بالقول: "أشكركم جميعا على تضامنكم، أنتم في القلب".
وخاطب أمه عبر الفيديو قائلا: "أنا بمرحلة صعبة، ادعي لي، ولا تقلقي علي، عرضية إن شاء الله (إصابة طفيفة)".
وخلال زيارة الأناضول لعائلة أحمد، بدا منزله بريف إدلب مكونا من طابقين مدمرين، وخاليين من الأهالي، جراء الحرب المدمرة التي شنها نظام بشار الأسد على السوريين لـ14 عاما (2011- 2024).
كما يظهر الدمار وسط الأبنية المجاورة في المنطقة التي هجر نظام الأسد أهاليها، في مشهد يعكس نجاح الشباب السوري في الاغتراب رغم أهوال الحرب التي شنها عليهم النظام البائد.
والأحد، قال مصطفى الأسعد، أحد أقارب الأحمد، في مقابلة مع قناة "التلفزيون العربي"، إن الأخير يحمل الجنسية الأسترالية لكن أصوله سورية.
وأشار الأسعد، إلى أن الأحمد، تدخل خلال الهجوم "بدافع إنساني" بعدما شاهد مسلحا يطلق النار على المارة.
وأضاف أن الأحمد أصيب بطلقتين في كتفه ويده اليسرى، ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأوضح أن الأحمد، لم يكن على علم بخلفية أو هوية المستهدفين، مؤكدا أنه تصرف تلقائيا عند مشاهدته سقوط الضحايا.
ونقل الأسعد، عن الأحمد، قوله إن ما قام به "كان تصرفا إنسانيا"، وأنه لم يفكر بالمخاطر لحظة تدخله، وأن "أي إنسان شريف، عندما يشاهد الناس وهم يُقتلون، لن يتوانى عن محاولة إيقاف ذلك".
وأدانت الجاليات المسلمة في أستراليا الهجوم المسلح، حيث أعرب المجلس الوطني للأئمة بأستراليا، في بيان، عن إدانته للهجوم وتضامنه مع ضحايا الهجوم وذويهم، ودعا إلى محاسبة منفذي الهجوم.
