رئيس تونس يواجه مستشار ترامب بصور أطفال غزة ضحايا التجويع الإسرائيلي
وأفادت الرئاسة التونسية، عبر صفحتها في "فيسبوك" مساء الثلاثاء، بأن سعيد استقبل بولس في قصر الرئاسة قرطاج بالعاصمة تونس.

إسطنبول/ الأناضول
- قيس سعيد ندد بصمت المجتمع الدولي وأكد ضرورة إنهاء التجويع والإبادة الإسرائيلية- سعيد استمر لنحو 6 دقائق باستعراض صور تجويع الأطفال وقتل الرضع والحديث عن الإبادة
- مسعد بولس كان واقفا واكتفى بالإصغاء وهز رأسه وتوزيع نظراته بين الصور ومستضيفه
استعرض الرئيس التونسي قيس سعيد صور أطفال جياع من قطاع غزة، خلال استقباله مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط وإفريقيا.
وأفادت الرئاسة التونسية، عبر صفحتها في "فيسبوك" مساء الثلاثاء، بأن سعيد استقبل بولس في قصر الرئاسة قرطاج بالعاصمة تونس.
الرئاسة بثت مقطعا مصورا يظهر سعيد وهو يستقبل بولس واقفا، ثم بدأ يعرض على بولس صور أطفال جياع في غزة، يظهر في أحدها طفل يبكي وهو يتناول بملعقة رملا من طبق.
وقال سعيد: "أعتقد أن هذه الصور تعلمها جيدا. طفل يبكي يأكل الرمل في فلسطين المحتلة. هذه صورة من عديد الصور. يأكل الرمل في القرن الحادي والعشرين. لم يجد ما يأكل والرمل بين يديه".
ثم استعرض صورة أخرى لطفل برزت عظامه من تحت جلده جراء التجويع الإسرائيلي، وقال: "بين يدي صورة أخرى. هذه صورة أخرى لطفل على وشك الاحتضار لأنه لم يجد ما يأكل. ولديكم بالتأكيد العديد من الصور الأخرى".
ومستعرضا صورة ثالثة، أكد سعيد أن "هذا غير مقبول على الإطلاق. هذه جريمة ضد الإنسانية كلها. طفل على وشك الاحتضار أيضا. يكاد يموت جوعا، ولعله قد قضى".
واستطرد: "هذه صور لطفل آخر لم يجد حتى قطرة ماء. وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق".
ومستنكرا تساءل: "هل هذه هي الشرعية الدولية؟!. هذه الشرعية التي تتهاوى يوما بعد يوم ليس لها أي معنى حينما ننظر إلى هذه المآسي، التي يعانيها الشعب الفلسطيني في كل يوم وكل ساعة".
وزاد: "هذا فضلا عن قصف الفلسطينيين في كل مكان. ليس في غزة فقط ولكن في كل فلسطين".
سعيد أردف: "وهذه صورة أخرى لطفلة. شربة ماء.. في وضع مأسوي. آن الأوان أن تستفيق الإنسانية كلها لتضع حدا لهذه الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني".
ومضى قائلا: "صور كثيرة ودعوات كثيرة والمجتمع الإنساني اليوم صار يندد بهذه الجرائم. المجتمع الإنساني تجاوز المجتمع الدولي الذي بدأ يتهاوى في كل أنحاء العالم".
وممسكا بصورة لفلسطينيين يحملون جثامين أطفال رضع قتلى، تساءل سعيد مستنكرا: "هؤلاء رضع. ماذا ذنبهم وما ذنب الشعب الفلسطيني في حقه أن قرر مصيره بنفسه؟!. صور كثيرة ولابد من أن نضع حدا لها".
وشدد على أنها "صور صادمة لكل الإنسانية. صور تعبر عن الوحشية وعن الإجرام والحرب التي تقوم بها القوات الصهيونية لإبادة الشعب (الفلسطيني)".
وأضاف: "حرب الهدف منها أن يستبطن الشعب الهزيمة. ولكن الشعوب الحرة لن تقبل الهزيمة أبدا".
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
سعيد تابع: "هذه صور من بين صور كثيرة أخرى، والدعوات (لإنهاء الإبادة والتجويع) بالتأكيد تسمعون بها في كل آن وحين".
وأردف: "اليوم لابد من أن نأخذ قرارات جريئة. الشعب الفلسطيني هو صاحب الأرض الفلسطينية كلها في غزة وفي الضفة التي قسموها".
واستطرد: "يستولي المستوطنون، تحت حماية القوات الصهيونية على الأراضي (في الضفة الغربية المحتلة) وقسموا الأرض الفلسطينية إلى مجموعة من الكانتونات".
وأكد أن "القوات الصهيونية الغاشمة ارتكبت أكبر البشائع. آلاف سقطوا وآلاف أبيدوا وآلاف ليس لهم مكان (نازحين قسرا) يتم تجميعهم في مكان ثم يستهدف هذا المكان" من القوات الإسرائيلية.
وشدد على أن "عشرات الآلاف مجمعات (سكنية) كاملة تم ضربها في كل فلسطين. الأمر لا يتعقل بغزة (فحسب) ولكن بكل فلسطين".
سعيد أكد أن "فلسطين كل فلسطين هي للفلسطينيين حتى تقام الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف".
وأمام كاميرات الإعلام، استمر سعيد لنحو 6 دقائق باستعراض صور والحديث عن التجويع ضمن الإبادة.
وكان سعيد واقفا هو بولس، الذي اكتفى بالإصغاء وهز رأسه وتوزيع نظراته بين الصور ومستضيفه.
والثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة ارتفاع حصيلة وفيات المجاعة وسوء التغذية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 101 بينهم 80 طفلا، بعد وفاة 15 فلسطينيا بينهم 4 أطفال خلال الساعات الـ24 السابقة.
وحذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الأحد الماضي، من أن القطاع أصبح على أعتاب "الموت الجماعي"، بعد أكثر من 140 يوما من إغلاق المعابر.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تهربت إسرائيل من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 201 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.